العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-2014 , 12:56 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 نعم نحتاج السعادة .. تعبنا أرقاماً



محمد فهد الحارثي

السعادة قضية شغلت الفلاسفة و المفكرين و دخلت أخيراً إلى قاموس السياسة و أصبحت عاملاً في تقييم أداء الحكومات . و منطقياً هي القضية الأهم ، فالناتج القومي و معدلات النمو و الدخل الفردي في محصلتها النهائية ما تهدف إليه هو تحقيق سعادة الإنسان . و قياس مؤشرات لسعادة الشعوب هو نقلة نوعية في النظر لتقدم الدول و نجاح الحكومات في مهمتا الأساسية و هي سعادة الإنسان . و النتائج السنوية التي تعلنها الأمم المتحدة لقياس مؤشرات السعادة و الرضى بين الشعوب هي وسيلة مهمة ليتعرف الناس على موقعهم و وضعهم مقارنة ببقية الشعوب . و يبدو أن الشعوب الإسكندنافية محسودة على وضعها فقد احتلت كل الدول الإسكندنافية المراكز الأولى في مؤشرات السعادة بينما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى عربياً في المركز الرابع عشر من بين 165 دولة في العالم . إن قياس السعادة مهم لأن الشعوب المحبطة تكون إنتاجيتها ضعيفة و الابتكار فيها متراجعا" ، و تكون أرضية للتطرف و الإرهاب و الفقر ، في حين أن الاهتمام بالإنسان ينعكس على سعادته و بالتالي على أدائه و أفكاره و انتمائه . و رغم وجود عدد من المؤشرات التي تقيس مدى سعادة الإنسان إلا أن تبني الأمم المتحدة هذه المقاييس و إصدارها السنوي لترتيب دول العالم وفقاً لمعدلات السعادة هو منظار جديد لتطور نظرة العالم لمعايير التقدم في الدول . و تتعاون الأمم المتحدة مع مراكز أبحاث و جامعات في العالم لإصدار تقرير التصنيف السنوي الذي يعتمد على مؤشرات التعليم و الاقتصاد و الإدارة العامة و الصحة و الأمن و العلاقات الاجتماعية الإيجابية و الحرية و ريادة الأعمال و توافر الفرص . و قد اعتمدته الأمم المتحدة في مؤتمر لها في إبريل 2012 و اعتمدت منهج القياس بمشاركة دولية و أكاديمية .و هنا يلاحظ أن المعيار ليس الوفرة المادية كمعدل دخل فربما في هذه الحالة يختلف التصنيف و لكن المؤشرات شاملة و ليس بالضرورة من يملك الوفرة المادية يمتلك السعادة . و هذا ليس فقط في الدول بل حتى في الأفراد فالأثرياء ليسوا بالضرورة هم أكثر الناس سعادة . بل هناك أفراد دخلهم أقل بكثير و لكن طريقة حياتهم و نظرتهم الإيجابية تجعلهم أكثر سعادة من غيرهم . و من يراجع القائمة يجد أن الدول التي استثمرت في الإنسان من خلال فتح قنوات التطوير و التعليم و ترسيخ مفاهيم الحرية و استقلالية الفرد هي التي تحقق نتائج ليس فقط على اقتصاد البلد و لكن على حياة الفرد الشخصية و على علاقاته مع المؤسسات و الأفراد الآخرين . خطط التنمية و مشاريع التطوير و البناء التي لا تنعكس على حياة الإنسان و سعادته هي هدر لمقدرات البلد دون نتائج فعلية ، بينما وضع الإنسان كمحور للتنمية و إيجاد بيئة محفزة للإبداع و الإنتاجية في محيط خال من المحبطات و التهميش و المحسوبية هو المدخل لسعادة الإنسان .و يبدو أن هذا المعيار استقطب اهتمام الدول حتى أن الصين التي تبدو بعيدة عن هذه المعايير عادت و ركزت على مفهوم السعادة للناس و أصبحت تستخدم الكلمة في بيانات مؤتمرات مجالس نواب الشعب و المؤتمرات السياسية ، و أصبح مؤشر السعادة واحداً من المواضيع المطروحة في اجتماعات المؤتمرات الشعبية . و هنا تبدو دولة الإمارات هي السباقة في مجال ترسيخ أهمية مفهوم السعادة و هي التي أطلقت مبادرة في دبي لقياس سعادة الجمهور و رضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم . و يقول الشيخ محمد بن راشد صاحب المبادرة «إن تحقيق السعادة للناس هو غايتنا و خدمتهم هدفنا ، و رضاهم هو مقياس نجاحنا ، و إن جميع الخطط التنموية التي اعتمدناها و المبادرات التي أطلقناها و جميع السياسات و القوانين الحكومية تشترك في غاية واحدة نسعى لها و هي تحقيق السعادة لمواطنينا». تجربة دبي مهمة في قياس رضى الناس و يمكن أن تعمم على دول أخرى . فالفائدة المتحققة هي كشف القصور و معرفة مشاعر الناس الحقيقية و من ثم العمل على تلافي السلبيات و التركيز على الإيجابيات و عمل مقارنات بين نتائج السنوات المختلفة . و السعادة ليست في الإنجازات المادية و العمرانية بل حتى في فلسفة التدريس و الرسالة التي تصل للمتعلم و تنعكس عليه إيجاباً ، و تشارك في ذلك الأسرة و المسجد و وسائل الإعلام . فالأفراد الذين يتعلمون السلام و الحب و احترام الآخر و تعزيز القيم و الأخلاق و المبادئ هذه في مجموعها تبني أرضية للإنسان السعيد المتصالح مع نفسه و مع مجتمعه . و هذه رسالة مهمة لنا في العالم العربي أن نجعل مؤشرات سعادة الناس هي المقياس لتقييم أداء الحكومات ، و أن ترسخ ثقافة الحوار حتى نفهم لماذا نفشل في حين ينجح غيرنا . لماذا تتقلص معدلات السعادة في عالمنا العربي و الدليل أن كل دول ما يسمى «الربيع العربي» تراجعت في مراكز السعادة لتكون في ذيل القائمة . القضية ليست فقط مرتبطة بما حدث من تطورات و لكن في الثقافة الجمعية و التراكمات السلبية و إذا ما تقاطعت مع أحداث كبيرة فهي تفرز ما هو مختزن في داخل هذه النفوس . لذلك من المهم بناء ثقافة إيجابية في المجتمع و التشجيع على الفنون و الإبداع و الابتكار . فالسعادة هي نتيجة لمعطيات عديدة و ربما قياس المؤشر واحد من الوسائل التي تجعلنا نكشف واقعنا و نتصارح مع أنفسنا . فإحدى مشاكلنا أننا نجهل حقيقة واقعنا و لكي نبدأ بالحلول لابد أن نقر بوجود الأخطاء .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمضان شهر العبادة أم السعادة ؟ البرواز و الصورة المنتدى العام 0 20-05-2018 10:58 PM
إكسير السعادة ومفتاح جنة الدنيا قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 02-08-2015 01:57 PM
منبع السعادة الزوجية يأتي من التفاصيل الصغيرة البرواز و الصورة منتدى الأسرة و الطفل 2 17-03-2014 08:53 PM
رون هابرد يكتب مرشدا نحو الطريق إلى السعادة البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 03-05-2013 10:22 PM


الساعة الآن 08:05 AM