العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2015 , 03:26 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 القرآن و الحديث



ثروت الخرباوي

قضيت أزماناً و ما زلت أبحث عن «الحقيقة» أقرأ الكتب قراءة المتأنى المتمهل ، أغوص فى المعانى ، أقفز فوق الكلمات ، أعيش مع آيات القرآن الكريم ، أحاول أن أسبر غورها ، أجرى وراء الحديث الشريف ، أبحث عن حقيقته ، فأجد من يرفضه كله و كأنه ليس من أثر الرسول (صلى الله عليه وسلم) و من يعظمه كله و كأنه فى مرتبة القرآن الكريم أو أعلى ، و حين يشتد الجدل داخلى تباغتنى آية قرآنية فى سورة الزمر يقول الله تعالى فيها «الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله».. يا ربى ! ما هذا ؟ كتابك يا رب هو أحسن «الحديث» كيف لم أنتبه إلى هذه الآية من قبل ؟! الله وصف كتابه بأحسن الحديث ، قد تظن أن هذا الأمر عادى ، و لكن لأن القرآن يفسر نفسه اقرأ الآية الأخرى الواردة فى سورة المرسلات التى يقول الله فيها «فبأى حديث بعده يؤمنون». القرآن يا سادة هو أحسن الحديث و رب العزة يقول فى آية فيها تعجب «فبأى حديث بعده يؤمنون». و لك يا صديقى أن تضع تعريفاً جامعاً مانعاً للقرآن الكريم فتقول إن اسمه ليس له سابقة فى لسان العرب و ليس له تالٍ ، هو الاسم الوحيد الدال على كتاب الله الذى أنزله على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يحتوى على مائة وأربع عشرة سورة ، و يحتوى على ثلاثين جزءاً ، و عدد كلماته كذا ، و عدد حروفه كذا ، و فيه سور و آيات مكية نزلت فى مكة هى كذا و كذا ، و سور و آيات مدنية نزلت فى المدينة هى كذا و كذا ، أول آية فيه كانت كذا ، و آخر آية فيه كانت كذا . و لكن هل تستطيع أن تضع تعريفاً مماثلاً للحديث الشريف فتقول إن عدد الأحاديث كذا ، أوله حديث كذا و آخره حديث كذا ، أحاديثه المكية هى كذا و أحاديثه المدنية هى كذا ؟ دون هذا يا صديقى المستحيل لأننا سنبدأ أولاً فى تصنيف الأحاديث بشكل مختلف ، فنقول إن هذا حديث متواتر و هذا حديث آحاد ، و هذا حديث مقبول و آخر مردود ، و ذاك صحيح و هذا حسن ، و هؤلاء ما بين مرفوع و مقطوع و موقوف ، هذا النوع من الأحاديث نأخذ به و الآخر لا يعمل به إلا فى محاسن الأخلاق ، و هذا نتركه و ذاك نرفضه ، هل تعلم لماذا لا تستطيع أن تضع كياناً محدداً للحديث الشريف ؟ لأنه تابع للقرآن الكريم و مفسر له و ليس شيئاً مستقلاً بذاته ، كيف هذا ؟ اسمع معى يا رفيق الدرب يا من تبحث معى عن الحقيقة لتعرف أن الحديث دون القرآن و أن الرسول لم يضع فى الأحاديث تشريعاً ولم يحرم أو يحل . هل تظن يا صاح أن الله سبحانه و تعالى أنزل القرآن الكريم على رسوله و فيه نقص ؟! أو غموض ؟! أو أحاجى تحتاج إلى من يفك طلاسمها ؟! لو كان ذلك ما قال الله سبحانه عن القرآن «تلك آيات القرآن و كتاب مبين» و ما قال «ألم تلك آيات الكتاب المبين» و ما قال «‏و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء‏» و لو كان فى القرآن شبهة نقص يحتاج إلى إكماله من خارجه لما قال الله تعالى «ما فرطنا فى الكتاب من شىء» و أشباه ذلك من الآيات الدالة على أن القرآن وصل إلى الكمال و التمام . أما السنة النبوية فلها مرتبتها لا شك فى ذلك و لكنها دون القرآن إذ هى بمنزلة الشرح و التفسير لما جاء فى القرآن الكريم و ذلك مصداقاً لقوله تعالى «لتبين للناس ما نزل إليهم» أى إن السنة مضافة إلى القرآن ، القرآن أولاً ثم السنة تبين و تشرح و لذلك فإن السنة ليس لها أن تشرع من دون القرآن ، و ليس لها أن تُحل و تُحرم ، أو تضيف أحكاماً لم ترد فى القرآن ، فالحرام ورد كله فى القرآن الكريم و لا يجوز الإضافة عليه حتى إن النبى عندما حرّم على نفسه العسل أنزل الله عليه قرآناً قال فيه «يا أيها النبى لما تحرم ما أحل الله لك» لذلك فإن الرسول (صلى الله عليه وسلم) و إن لم يكن له التحريم فإن له الأمر و النهى ، فالنهى عن إطالة الثوب ليس من باب التحريم و لكن المصطفى صلى الله عليه و سلم كان ينهى عن ذلك لتربية جيل الصحابة و إبعادهم عن الكبر ، و نفس الأمر بالنسبة للتماثيل حيث كانوا قريبى عهد بالوثنية و الأصنام ، و قل الأمر نفسه عن الذهب و الحرير ، كلها من باب النهى أو الأمر التربوى لا من باب الحلال و الحرام و قد فهم الصحابة ذلك ، فعندما نهى النبى عن حبس ضالة الإبل فهموا مقصد الرسول و امتثلوا للنهى و عندما مرت سنوات و تبدلت الأحوال غيَّر سيدنا عثمان من نهى الرسول و أصدر أمراً بحبس ضالة الإبل . و لكن يقابلنا يا صاح فى ذلك حديث منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم هو «ألا و إنى أوتيت الكتاب و مثله معه» و أظن أن من وضعوا هذا الحديث أرادوا أن يجعلوا للحديث مرتبة موازية للقرآن ، أرادوه يحل و يحرم ، أليس هو بهذه المثابة وحياً من الله لرسوله ، و ما فعلوا ذلك إلا لأن آية «إن هو إلا وحى يوحى» خاصة بالقرآن الذى أوحاه الله للرسول فليكن الحديث هو الآخر داخلاً فى نطاق «إن هو إلا وحى يوحى» و هذا الحديث «ألا و إنى أوتيت الكتاب و مثله معه» من أعجب ما تقولوه على الرسول صلى الله عليه و سلم ، لذلك وقعوا فى العديد من الأخطاء التى لم يجدوا لها حلاً ، إذ معنى هذا الحديث أن الله أعطى مثل القرآن للرسول ليكون متمماً للنقص الذى فيه ! فإذا افترضنا هذا جدلاً فلماذا يا هذا لم يأمر الرسول بكتابة هذا الذى هو «مثل القرآن» و لماذا قال «لا تكتبوا عنى شيئاً غير القرآن» و هل يجوز أن يترك الرسول صلى الله عليه وسلم نصف الوحى يتناقله الناس بلا ضابط أو رابط ينساه هذا و يتزيد فيه ذاك دون أن يكون محفوظاً فى كتاب ، و هل يجوز أن نقول إن الصحابة تركوا نصف الوحى بغير تدوينه فى كتاب يُسمى «مثل القرآن»؟ و ما زلنا نسير على القتاد نبحث معاً عن الحقيقة ، نضع الأمور فى نصابها ، فكونوا معى ، فالإسلام يا رفاق أرقى من أن يكون إخوانياً أو داعشياً أو سلفياً أو وهابياً أو دموياً أو جاهلياً أو ظلامياً .. إسلامنا هو النور ، و رسولنا هو السراج المنير .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تقديس المأثور و تحييد النقد البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 17-02-2016 11:51 PM
موسوعة من خير الكلام الاستشفاء بالرقية الشرعية من القرآن و السنة النبوية البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 3 07-08-2015 04:50 PM
هل أثبت العلم الحديث صحة الإسراء والمعراج قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 18-05-2015 11:22 AM
حقائق عن الكون ذكرت فى القران الكريم أذهلت الغرب البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 23-08-2013 07:23 PM
صوت المرأة لم يعد عورة ؟ البرواز و الصورة منتدى الرأي و الرأي الأخر 0 17-12-2012 02:09 PM


الساعة الآن 03:34 PM