العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-2014 , 04:52 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 04:48 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 هل هناك تهديد حوثي على الأمن القومي السعودي ؟

عبدالله حميد الدين

لا أحد يدري على وجه الحقيقة ما حدث في اليمن و لكن هناك بعض المؤشرات . يبدو أنه حصل توافق عالمي و إقليمي و يمني على ضرورة التخلص من «الإخوان المسلمين» و سيطرتهم على مفاصل مهمة في الحكومة اليمنية و الجيش . يظهر هذا التوافق من الصمت الرسمي التام عالمياً و إقليمياً على تطوّر الأحداث . هذا إضافة إلى التصريحات السعودية و الخليجية التي باركت اتفاق صنعاء . يمنياً فإنه ما كان ممكناً للحوثيين القضاء على علي محسن الأحمر و لا على الأطراف المسلحة من حزب الإصلاح لولا أن أبرز القيادات السياسية و العسكرية و القبلية أرادت ذلك . لقد كانت معركة شرسة بالفعل ذهب ضحيتها المئات من القتلى و الجرحى . و لو أرادت القوى اليمنية الأخرى أن تطيل الأمر لكان لها ذلك . في اليمن يصعب اقتلاع شيخ قبيلة صغير من موقعه بهذه السهولة فكيف بجنرال له قوّات عسكرية موالية و بحزب يشارك في حكم اليمن منذ ربع قرن . معظم الكتابات من السعودية استغربت الصمت أو الرضا السعودي ، إنها كلّها تعلم بأن ما كان ممكناً لأن يحصل ما حصل لولا أنَّ السعودية أرادته أو على الأقل أنها قرّرت السماح بحصوله . و كل تلك الكتابات وصفت الحدث بأنه سقوط لصنعاء في يد إيران . و بعض الآراء حذّرت من الإرهاب الدموي الذي سيحصل و أسلوب بعض الأطراف المحسوبة على «الإخوان المسلمين» ينبئ بأنهم يتمنون حمّام دمٍ في اليمن فقط لكي يثبتوا للحكومة السعودية أنّها أخطأت ، و لكي يقولوا لها إنها ستندم . و لكن ما حصل في اليمن لم يكن سقوطاً لصنعاء في يد إيران و لا حتى في يد الحوثيين . الأمر الوحيد الذي حصل فعلاً هو سقوط نهائي لحزب الإصلاح و لعلي محسن الأحمر و هما طرفان أساسيّان في تغذية الإرهاب و دعم القاعدة في اليمن . و صحيح إنَّ ما حصل رافقه صعود لنفوذ الحوثيين في اليمن و هذا الصعود ليس في مصلحة السعودية باعتبار التحالف الثلاثي الموجود بين حزب الله و إيران و الحوثيين . و لكن هذا النفوذ بكل ما فيه من مخاطر إلا أنه أقل خطورة من استمرار سيطرة «الإخوان المسلمين» و حلفائهم على الحكومة اليمنية . يبدو أن الحسابات التي دفعت القوى الدولية و الإقليمية و اليمنية للرضا عن صعود الحوثيين كانت الآتي :

1 - حزب الإصلاح كان دولة في «لا-دولة». أي هناك تيار متطرف يسيطر على مؤسسات حكومية سيادية و على كتائب عسكرية و ميليشيات قبلية ، و هناك تيار متطرف آخر - الحوثيون - لا يملك إلا قوّة عسكرية و ليس له جذور في مؤسسات الحكم في اليمن .

2 - لا يمكن القضاء عليهما معاً و لا يمكن أيضاً السماح لهما بالاستمرار معاً .
3 - التيار الأول أخطر بسبب عمق وجوده في الدولة ، و في الجيش ، و لسوابقه في دعم الإرهاب ، و هو حالياً أقدر على تهديد الأمن القومي الإقليمي . أي هناك تهديد فعلي من الإصلاح ، و تهديد كامن من الحوثيين .
4 - فكان القرار القضاء على التهديد الفعلي ثم التفرغ للقضاء على التهديد الكامن . هناك حساب آخر ربما أُخذ بالاعتبار عندما تمت الموافقة على السماح للحوثيين بالقضاء على التطرف الإصلاحي و هو أنَّ الحوثيين لا يمكنهم أبداً السيطرة على اليمن بالطريقة التي سيطر فيها حزب الإصلاح على اليمن سابقاً . أمام الحوثيين طريق طويل جداً قبل تحقيق ذلك ، و لن يحصل . الحوثيون ليس لديهم إلا خيار المشاركة مع الأطراف اليمنية الأخرى ، و حينها سيمكن تحييد أثرهم كثيراً . فهناك أطراف يمنية متعددة لن تسمح للحوثيين بالسيطرة الكاملة و ستفرض عليهم المشاركة في الحكم . لذلك فإنَّ مقارنة ما حصل في صنعاء 2014 بما حصل في بيروت 2008 غير دقيق . حزب الله سيطر على بيروت و هو دولة كاملة و حاضر في الجيش اللبناني و في الاستخبارات و في الحكومة اللبنانية نفسها , أما الحوثيون فليسوا إلا قوّة عسكرية .

عدم سيطرة الحوثيين على اليمن مستقبلاً لا يعني أنَّ صعودهم لا يشكل تهديداً على الأمن القومي الخليجي و ذلك بسبب تحالفهم مع إيران . و السؤال ما الخيارات لمنع هذا من الحصول ؟ للإجابة عن السؤال لا بد من أخذ مجموعة حقائق بالاعتبار : أولاً يبدو أنَّ السعودية و إيران في طريقهما إلى التفاهم حول خلق نظام إقليمي جديد يقوم على توازن قوى بين حلفاء البلدين . و قد رأينا بدايات هذا في العراق حيث أدركت إيران أنها لن تستطيع السيطرة عليه و لن تستطيع إقصاء حلفاء المملكة من الحكم و أظن أن هذا ما سيحصل في اليمن . أي سيكون هناك صيغة للمشاركة في الحكم بحيث لا يكون للحوثيين – حلفاء إيران – هيمنة على اليمن و إنما يكونون قوّة بين قوى أخرى . ثانياً : السعودية تعلم بأن قوّة الحوثيين معتمدة على تحالفات قبلية واسعة , و هي تعلم أن هؤلاء الحلفاء ليسوا مرتبطين بالحوثيين ارتباطاً عقائدياً و أنهم قاتلوا معهم لوجود عدو مشترك لهم جميعاً . أي الحوثيون هم في الحقيقة نتيجة اتحاد العقائديين و هم قلّة مع القبائل و هم كثرة . و بعد ذهاب العدو المشترك فإن الجناح القبلي سيفرض شروطه و التي منها الحفاظ على العلاقة الإيجابية مع السعودية . فالغالبية الكاسحة من قبائل الشمال و الجنوب لن تقبل إطلاقاً بتهديد المملكة . ثالثاً : الحوثيون أنفسهم منقسمون , فيهم من ينظر إلى المملكة نظرة آيديولوجية و لكنهم قلّة , و هناك جناح براغماتي . إحدى تجليات البراغماتية الحوثية كانت في استعدادهم للتحالف مع علي عبدالله صالح و هو الذي أشعل عليهم فتيل ست حروب و قتل منهم المئات و شرّد الآلاف . هذا الجناح يُدرك أنه على المدى البعيد فإنَّ الجار السعودي هو الأهم و يعلمون أنّهم بالنسبة لإيران مجرّد ورقة سيتم الاستغناء عنها لو ضعفوا قليلاً . و هذا الجناح يعلم أنَّهم كجماعة لن يستطيعوا الاستمرار طويلاً في الحفاظ على موقعهم القويّ الآن و بالتالي فإنهم يفكّرون بضرورة فتح قنوات مع السعودية و هم في مركز قوّة قبل أن يضطروا إلى ذلك و هم في مركز ضعف . الجناح البراغماتي الحوثي يعلم أن اليمن ليست لبنان ، و أنَّ ما تحقق لحزب الله في لبنان لا يمكن أن يتحقق لهم في اليمن . فالمعطيات الاجتماعية و السياسية مختلفة تماماً . كما إن الحوثيين يعلمون أنّه بعد غياب العدو المشترك فإنَّ السعودية قادرة على قلب الطاولة عليهم و إدخالهم في صراعات لأعوام طويلة تستنزفهم تماماً . رابعاً : لا يوجد في اليمن مشكلة سنيّة - شيعية ، و لا يوجد طائفية . الطائفيّون هم المتطرفون من الإصلاح و هؤلاء خرجوا من الصورة و المتطرفون من الحوثيين و هؤلاء لن يسمح لهم بالتحرك . بالتالي فإنّه لن يحصل سيطرة شيعية على السنّة كما يحلو للبعض أن يتخيّل . خامساً : العلاقة بين السعودية و بين الهاشميين و الزيدية في اليمن كانت على الدوام علاقة ود . و معظم الزعامات الهاشمية و الزيدية تعلم أن السعودية وقفت معهم كثيراً و دعمتهم مالياً و عسكرياً في أكثر من موقف . و يعلمون أنَّ الحرب على الزيدية من بعض الأجنحة السلفية المتطرفة لم تكن بموافقة من الحكومة السعودية و إنما بسبب أجندات بعض السلفيين المتطرفين . على ضوء هذا فإن خيارات منع سيطرة إيران على اليمن واسعة جداً لعل أهمها ، أولاً : العمل الديبلوماسي السعودي الهادئ لإقصاء الشرائح المتطرفة الحوثية . ثانياً : تكثيف المصالح بين القبائل المتحالفة مع الحوثيين و بين السعودية من خلال مشاريع تنموية سعودية تقع في مناطقهم مباشرة . ثالثاً : دعم الحكومة اليمنية و تقوية مؤسساتها بحيث يمكن لها بسط سيطرتها التدريجية والبطيئة على اليمن كاملاً . بمثل هذا يمكن إبعاد شبح إيران عن اليمن و ضمان ألا تتحول اليمن إلى شوكة في خاصرة السعودية .


* نقلا عن "الحياة" اللندنية


تعليق : هذا المقال كافي لمعرفة ما صار في اليمن من سيطرة للحوثيين و كيف راح تتطور الاوضاع في المستقبل . تحليل منطقي و عميق للوضع يغني عن الكثير و يزيل التشويش الذي حدث بعد سيطرة الحوثيين بهذة السرعة . قريت كثير عن هذا الموضوع و لم يشبع رغبتي لمعرفة ما حدث مثل هذا المقال فشكرا" للكاتب على مجهودة و تحليلة المميز .
 
قديم 29-09-2014 , 09:53 PM   مشاركة رقم 2
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : هل هناك تهديد حوثي على الأمن القومي السعودي ؟



المقال رائع والتحليل متسلسل ومنطقي واتفق معك أستاذ برواز إنه يغني عن الكثير من المقالات

ويزيل التشويش الذي حدث بعد سيطرة الحوثيين بهذة السرعة

فعلاً الكاتب وضع النقاط على الحروف وبعد قراءة المقال

يشعر القارئ بأن الضباب اللي كان مسيطر على التفكير والرؤية زال تماماً

واصبحت الرؤية للأوضاع في اليمن وسيطرة الحوثيين واضحة تماماً الآن ومستقبلاً

بصراحة أتمنى كل المهتمين بمعرفة الحقيقة يقرأونه ، لإزالة التشويش اللي سببته لنا بعض المقالات

ألف شكر لك أستاذي الفاضل برواز استمتعت جداً واستفدت جداً جداً بقراءة هذا المقال

أنت فعلاً رائع ومُبهر بثقافتك ومميز في انتقاء المقالات اللي تضيف الفائدة المعرفية للقارئ








توقيع : شفافية

 
قديم 29-09-2014 , 10:45 PM   مشاركة رقم 3
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 04:48 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي رد : هل هناك تهديد حوثي على الأمن القومي السعودي ؟

نعم المقال عميق و مميز و في نفس الوقت واضح و سهل الفهم . كانت سعادتي لا توصف عند قراءتة لانة ازال الغموض و الحيرة عن الذي يجري في بلد مهم جدا" لامن و استقرار الخليج و كان ضروري أن كل خليجي يعرف بالظبط ايش اللي صار و كيف صار بهذة السرعة . سعدت بمرورك و دمتي بود ...

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفكر القومي العربي البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 08-08-2013 02:19 PM


الساعة الآن 06:32 AM