العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-2015 , 03:25 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي آية الله البنا و المرشد الخمينى - تاريخ العلاقة بين الإخوان و الشيعة



ثروت الخرباوي

سألنى أحد القراء و حقّ له أن يسأل : هل تأثر الخمينى بحسن البنا ؟ و الإجابة لها مدخل ، و المدخل مرتبط بالتاريخ ، و التاريخ لا يكذب ، و البداية كانت عندما تأثر البنا بعقيدة الشيعة لأسباب تتعلق بطموحاته الزعامية ، و من أجل هذه الطموحات الزعامية ارتبط بصلات وثيقة بالمرجع الشيعى تقى الدين القمى الذى أقام زمناً طويلاً فى مقر الإخوان بالقاهرة ، و يبدو أن التاريخ أخفى عنا لفترة زمنية طويلة أن آية الله الخمينى زار مصر فى أواخر الثلاثينات و تقابل مع البنا و اتفقا معاً على خطوات يبدأها الشيخ السنى حسن البنا من أجل تقريب أهل السنة للشيعة ، و انتبه للفارق لأن المطلوب كان تقريب السنة للشيعة و ليس تقريب الشيعة للسنة ! لذلك أنشأ «البنا» مع نظيره «القمى» داراً أطلقا عليها التقريب بين من و من ؟ بين السنة و الشيعة ! و لكن أحداً لم يهتم بإنشاء دار مماثلة فى إيران بين من و من ؟ بين الشيعة و السنة ، المهم أن هذه الزيارات و اللقاءات و الحوارات نشأ عنها تلاقح ، أو إذا أردت الحق قل نشأ عنها تلقيح عقائدى ، و هذا التلاقح أو التلقيح هو موضوع الإجابة عن سؤال السيد القارئ . يا سيدى العزيز إذا أردنا أن نتابع مدى التلاقح بين الشيعة و الإخوان سنجد أن إيران بعد الثورة الشيعية كانت من أكثر الدول التى ذهبت إليها آلاف النسخ من كتاب سيد قطب «فى ظلال القرآن»، و كان لهذا الكتاب رواج كبير وسط أهل الشيعة بحيث لم يعرف أحد كتاباً صادراً من كاتب سنى لقى هذا الانتشار و الشعبية فى دولة شيعية مثل هذا الكتاب . و الباحث الأريب سيجد أن الخمينى فى فكرته عن ولاية الفقيه و فى كتابه «الحكومة الإسلامية» قد تأثر بفكرة الحاكمية عند سيد قطب ، و فى عام 1966 ترجم السيد على الخامنئى قائد الجمهورية الإيرانية للفارسية كتاب سيد قطب «المستقبل لهذا الدين» و من فرط تأثر «خامنئى» بـ«قطب» كتب مقدمة للترجمة وصف فيها سيد قطب بالمفكر المجاهد و يا عينى على الحب و المشاعر المرهفة التى جعلت خامنئى يذرف الدموع على حبيب قلبه سيد قطب الذى أعدمه النظام المصرى بتهمة تشكيل تنظيم يستهدف اغتيال جمال عبدالناصر و قلب نظام الحكم بالقوة ، و هو الأمر الذى اعترف به «قطب» فى رسالة كتبها قبل شنقه بعنوان «لماذا أعدمونى؟» و قال «خامنئى» فى مقدمته لهذا الكتاب : «بهذا الكتاب فى فصوله المبوبة تبويباً ابتكارياً يعطى أولاً صورة حقيقية للدين ، و بعد أن بيّن أن الدين منهج حياة ، و أن طقوسه لا تكون مجدية إلا إذا كانت معبرة عن حقائقه ، أثبت بأسلوب رائع و نظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا و أن المستقبل لهذا الدين». ظلت العلاقة بين الإخوان و الشيعة تظللها الروابط الوشيجة و ظل الود متصلاً و الإعجاب متبادلاً حتى إن الإخوان شكلوا وفداً تقابل مع الخمينى فى باريس قبل الثورة و كان ذلك فى غضون عام 1978 وفقاً لما قاله يوسف ندا فى برنامج «شاهد على العصر» فى قناة الجزيرة ، و بعد وصول الخمينى للسلطة فى إيران عام 1979 كانت من أوائل الطائرات التى وصلت مطار طهران واحدة تحمل وفداً يمثل قيادة التنظيم الدولى للإخوان . و كان يوسف ندا القطب الإخوانى الكبير و المشرف وقتها على أموال الجماعة و على قسم الاتصال بالعالم الخارجى فيها هو أحد الشخصيات الرئيسية فى هذه الطائرة ، و كان معه جابر رزق المصرى ، و غالب همت السورى ، و بعض ممثلى الإخوان عن دول متفرقة ، و كان تشكيل الوفد بأوامر صدرت من المرشد عمر التلمسانى و يبدو أن هذا التكليف من عمر التلمسانى كانت له أسبابه ففى هذه الفترة فى مصر كان الخلاف قد بدأ يستحكم بين الرئيس الراحل أنور السادات و الإخوان ، و أخذ الرئيس يتحدث عن انفلاتات الإخوان ، كما أن استضافة السادات لشاه إيران المخلوع لكى يقيم فى مصر أحدثت خصومة بينه ، أى السادات و بين الإخوان ، فكان أن بدأ السادات يضيق على الإخوان فأصدر عام 1979 لائحة انتخابات اتحاد الطلبة بالجامعة و كان الهدف من هذه اللائحة هو «قص ريش» العمل الطلابى لتلك الجماعة المنفلتة . كانت كل هذه الأشياء فى خاطر عمر التلمسانى عندما أوفد وفوده إلى طهران لتقابل الخمينى لذلك كان و لابد أن يكون يوسف ندا مسئول الاتصال الدولى بالجماعة على قمة هذا الوفد ، فقد كان مكلفاً بمهمة خطيرة قد تصنع تاريخاً جديداً للمنطقة. طرح الوفد الإخوانى على الخمينى فكرة أن تبايعه الجماعة بكافة فروعها الدولية فى كل العالم على أن يكون خليفة للمسلمين ! و لكنها اشترطت على ذلك شرطاً هو أن يصدر بياناً يقول فيه «إن الخلاف على الإمامة فى زمن الصحابة مسألة سياسية و ليست إيمانية» و لكن الخمينى لم يرد عليهم وقتها ، و عندما صدر الدستور الإيرانى كان الأمر بمثابة مفاجأة للإخوان وفق ما قال يوسف ندا فى حواره مع قناة الجزيرة فى برنامج «شاهد على العصر» إذ نص الدستور الإيرانى على أن «المذهب الجعفرى هو المذهب الرسمى للدولة و بولاية الفقيه نائباً عن الإمام الغائب». كانت هذه المادة فى الدستور هى الإجابة على طلب الإخوان ، فالخمينى بهذه المادة قال لهم إن الخلاف لم يكن سياسياً أبداً و لكنه كان عقائدياً ، فإن قبلوه خليفة للمسلمين بمذهبه فأهلاً و سهلاً ، و مع هذا كان الإخوان فى مصر مستمرون على تأييد الخمينى و ثورته بحيث تحولت مجلة «الدعوة» لسان حال الإخوان إلى منبر من منابر الدفاع عن الثورة الإيرانية و فى سبيل هذا الدفاع غضت الجماعة الطرف عن الاعتقالات و أحكام الإعدام التى صدرت فى حق العشرات من أهل السنة بإيران ، لم يتألم الإخوان من أجل إخوانهم من السنة و لم يرمش لهم جفن للقمع الذى حدث لهم بل إن مجلات الإخوان ونشراتهم و دعاتهم سكتوا عن هذا الأمر و ساهموا فى إلقائه داخل جب سحيق من النسيان و كأن الأمر لا يعنيهم ! غاية ما قاله يوسف ندا فى برنامج قناة الجزيرة شاهد على العصر بتاريخ 10/1/2005 إن هذا الأمر المتعلق بالاعتقالات و الإعدامات مؤلم إلا أنه طبيعى إذ «لكل ثورة أخطاء»!! يا سلاااام عليك يا ندا إخوانى أصيل أنت . و عند وفاة الخمينى عام 1989 أصدر المرشد العام للإخوان حامد أبوالنصر نعياً يقطر حزناً قال فيه : «الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخمينى القائد الذى فجّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة». كانت وفاة الخمينى نكبة للشيعة و للإخوان المسلمين ، فالخمينى وفقاً لما قاله لهم تأثر بحسن البنا حتى إنه أطلق على نفسه لقب «المرشد» اقتداءً بحسن البنا ، و فى هذا يقول أحد أكابر الشيعة فى مصر و هو أيضاً أحد الأعضاء القدامى فى جماعة الإخوان المستشار الدمرداش العقالى : «و أعود لأقول إن حسن البنا كان داعياً إلى التقريب و أذكر فى هذا الخصوص أن الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام آية الله الخمينى حفظت للإمام حسن البنا هذه السابقة و النظرة النافذة فاستخدمت صفته التى بدأ بها حياته وهى كلمة مرشد - و حسن البنا هو أول من تسمى بكلمة مرشد حيث كان يطلق عليه المرشد العام للإخوان المسلمين - يجهل الناس أن الإمام الخمينى ترك جميع المسميات الحوزية فى حوزيات الشيعة مثل كلمتى المرجع و الغاية و حرص على كلمة مرشد الثورة تيمناً بالإمام البنا ، و قال لى من أثق فى صدقه من حول الإمام الخمينى إنه رفض أن يسمى «المرشد العام» و قال فليبق العام حقاً لأول من أحيا الروح الإسلامية فى مصر فى القرن العشرين - حسن البنا - و أطلقوا اسمه على ساحة ضخمة فى طهران هى ساحة الإمام الشهيد حسن البنا». لم تكن وفاة الخمينى هى نهاية العهد الذى بينهما و لكنها كانت بمثابة انتقال إلى «طور» آخر من العلاقة ، ففى عهد على الخامنئى الذى أصبح «مرشداً» فى مرحلة ما بعد وفاة الخمينى أصبحت كتب سيد قطب تدرس فى مدارس الإعداد العقائدى لـ«الحرس الثورى الإيرانى». هذه يا سيدى هى إجابتى عن السؤال .

تعليق : مقال يكشف تاريخ علاقة الإخوان بالشيعة و الثورة الايرانية , فية معلومات عن بداية العلاقة يجهلها الكثير .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم الشهادة ومنازل الشهداء خطبة جمعة قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 07-03-2020 05:46 AM
القيم الإنسانية في سورة الحجرات خطبة جمعة قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 05-03-2020 04:21 AM
العلاقة السرية بين الإخوان و الشيعة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 01-04-2015 11:44 PM
هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إلقاء السلام قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 2 12-03-2015 02:59 PM
الإخوان المسلمون في الإمارات.. القصة الكاملة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 26-02-2013 11:51 AM


الساعة الآن 05:08 AM