العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2016 , 11:43 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 13-11-2024 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 تفجيرات بروكسل : الأنانية و نسيان الآخر!



حسن المصطفى

شخصياً ، لا أعتقد أن هنالك مراجعة جادة و حقيقية للأفكار التي تولد الإرهاب قد بدأت بشكل مؤسس و منظم في المجتمعات المسلمة . فحتى الساعة نحن خاضعون لمنطق ردات الأفعال ، و الإدانات السريعة ، و المواقف الأخلاقية الاعتذارية التي هي أقرب إلى "تبرئة الذات" منها إلى شعور حقيقي بعمق المأساة و المسؤولية تجاه ما يحدث من إرهاب بات يهدد سلامة الإنسانية و علاقاتها . حتى تلك الإدانات التي صدرت من جهات و أفراد عدة تحمل في طياتها طابعا "أنانيا" لا ينظر إلى "الضحية" و ما نالته من أذى ، و إنما يبدي خشيته تجاه ما سينتج من أعمال محتملة ضد "المسلمين" في أوروبا ، و ما قد تتعرض له المحجبات أو المنقبات .. فيما البعض يتحدث عن قلقه على صورة الإسلام التي شوهت!. و جميعها مواقف تدور حول "الذات" و الخوف عليها لا عن "الآخر" و الضرر الكبير الذي أصابه ، ما يشي بأن هنالك عدم اكتراث تجاه "الغير" و عدم اعتداد بإنسانيته و كينونته و وجوده إلا من خلال تأثير ذلك على "الذات" سلبا أو إيجابا . إن السؤال الذي يوجه لهذا النوع من الإدانات المستترة ، هو : ماذا لو لم يكن هنالك ضرر على المسلمين أو صورة الإسلام مما حصل ؟ و ماذا لو أن التفجيرات التي وقعت في بروكسل لن تؤدي لأن ترتفع نبرة اليمين المتطرف في أوروبا تجاه الوجود الإسلامي و مظاهره من حجاب و مساجد و شعائر ، هل سيكون هنالك حينها موقف مختلف و لن يكون هنالك أي حاجة للتنديد و الاستنكار ، و لن نحتاج للتعبير عن حزننا و رفضنا لما حصل؟! إن الموقف تجاه القتل و العنف يجب أن يكون واضحا و صريحا و هو أن الإنسان له قيمته بوصفه كائنا موجودا له حقوقه و احترامه بغض النظر عن جنسه أو دينه أو عرقه أو لونه . فالسلاح يجب ألا يشهر تجاه أي مسلم ، أو مسيحي ، او يهودي ، أو بوذي ، أو لا ديني .. لأن "الإرهاب" عمل مخالف للقانون ينتهك القيم الإنسانية التي تنظم العلاقة بين المجتمعات البشرية . "ليس من حق أي شخصن بأي حال من الأحوال أن يحقد على شخص آخر في شأن متعه المدنية لا لسبب إلا أنه ينتمي إلى كنيسة أخرى ، أو يؤمن بدين آخر" يقول الفيلسوف الإنجليزي جون لوك ، مضيفا "كل الحقوق و الامتيازات التي تخص هذا الشخص من حيث هو إنسان أو من حيث هو مواطن من اللازم أن تكون محفوظة له دون أن تنتهك". مشددا على أن "الحقوق و الامتيازات لا علاقة لهما بالدين , و من ثم يجب ألا يلحق هذا الشخص أي عنف أو ضرر سواء أكان مسيحيا أم وثنيا". مسألة الحق في الوجود و الاختيار الحر ، هي أساس ما يتحدث عنه جون لوك ، و هو ما بنيت عليه تاليا الشرعة الدولية لحقوق الإنسان . لأن "الدين" شأن فردي يخص الإنسان وحده و يرتبط بقناعاته و إيمانه . إلا أنه لا يحق له أن يفرضه على الآخرين بالقوة أو الإكراه ، أو يجعله محددا لعلاقته بالمحيط الاجتماعي من حوله . لأن العلاقة في الدولة الحديثة بين الأفراد علاقة ذات طابع تعاقدي مدني صرف . المجتمعات الإسلامية لا تزال تعاني من مشكلة في معنى "الهوية" و في علاقتها مع "الآخر". من هنا "تستدعي مساءلة الذات ، المساءلة عن الآخر , و تستدعي حركية الهوية الاعتراف بالآخر من حيث إنه مختلف حد التناقض (أحيانا) و مشارك في المعرفة و الحقيقة" كما يرى أدونيس ، معتبرا أنه "دون ذلك لا تكون الذات نفسها إلا توهما ، أو انتفاخا مرضيا". هذا "الانتفاخ المرضي" الذي حذر منه أدونيس السبب الرئيس له هو الاعتقاد ب"الاكتمال" و أن الهوية هي معطى ناجز ، تام ، نأخذه كما تشكل في العصور الأولى للرسالة قبل 1400 عام كما هو , دون أن نعي أن "الإنسان يبدع هويته فيما يبدع فكره و عمله". و هو الوعي الذي يغيب عن "العقل الجمعي" في المجتمعات المسلمة و يدفعها إلى مزيد من الأصولية و الانغلاق على الذات بغية الحفاظ عليها مما تتوهم أنه خطر يهدد وجودها و نقاءها!.

تعليق : هذا مقال مستنير و فلسفي يوضح كيف نقضي على الارهاب بالفكر المستنير . مثل هذا الفكر لا تسمعه إلا من عقول نيرة واسعة الاطلاع و ذكية . عالم الدين الوحيد اللي سمعته يقول شيا" بهذا المعنى هوا د. عدنان ابراهيم اما ما يسمى بالدعاة و متصدري برامج الحوار الديني فاعوذ بالله منهم و من طائفيتهم و نبذهم للأخر .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 05:52 AM