العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-2014 , 10:02 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 04:48 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 الجهاد عند المتأسلمين والجهاد عند المسلمين



محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

قال صاحبي : (أهم ما حققه الحركيون المتأسلمون أنهم حولوا الجهاد في الإسلام من كونه سلاحاً رادعاً موجهاً للخارج إلى خنجر في كف ثورجي يوجهه إلى داخل وطنه ليطعن به من يخالفه من أهله و ذويه). و هذه مقولة دقيقة و صحيحة فمن يقرأ مفهوم الجهاد في الإسلام و شروطه و بواعثه و دواعيه و ضوابطه يجد أنه كان موجها لحماية بيضة الإسلام من العدو الخارجي أولاً ، ثم تحول عندما اشتد عوده إلى حرب العدو الخارجي و مبادأته بالهجوم أو كما عرفه الفقهاء بجهاد الطلب . أي أن الجهاد بنوعيه سواء كان (جهاد الدفع) و حماية الداخل من العدو أو (جهاد الطلب) و مباغتة العدو بالهجوم عليه قبل أن يبدأ بالهجوم كان دائماً موجها إلى خارج حدود الدولة الإسلامية و لم يكن موجها إلى داخل الحدود , حتى عندما انقسم المسلمون فيما بينهم إلى طوائف وفئات وتحزبات في نهايات عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه و طوال عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه و تقاتلوا فيما بينهم ، لم يزعم أي طرف منهم بأن قتاله للآخر كان (جهاداً) و لم يروِ لنا التاريخ أن مفردة (جهاد) كانت توظف توظيفاً انتهازياً في الحروب و النزاعات و الفتن التي كانت تدور بينهم آنذاك . و في العصر الحديث حينما أُدخل الإسلام و مفاهيمه و قيمه إلى حلبة الصراع السياسي الداخلي و التحزبات السياسية تمَّ توجيه فوهة البندقية إلى مواطني الداخل بدلاً من الأعداء في الخارج ، فأصبح يُسمي كل طرف مناوئيه بأعداء الملة على اعتبار أنه من يُناصر الملة و بالتالي فإن ما يقوم به كان (جهاداً) لأعداء الله , فاختلط الحابل بالنابل و المهاجم بالمدافع و دارت هذه النزاعات و الحروب بين فئات المجتمع كل يُرخي لحيته و يُقصر إزاره و ينتزع الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية من سياقاتها و ظروفها فيسقطها على مخالفيه في الداخل أو الخارج ليدَّعي ضمناً أنه (فقط) من يُفسّر الإسلام التفسير الصحيح ، و أن ما يقوم به من دون المسلمين الآخرين هو ما يجب أن يقوم به و يمارسه (المسلم الحق) لذلك فإن (جهاد) أعداء الداخل أولى من (جهاد) أعداء الخارج !! هذا المنطق البسيط هو ما يمارسه من يُسمون بالحركيين المتأسلمين سواء كانوا من جماعة الإخوان أو مفرزاتها من الحركات المتأسلمة المتاخمة لها فكرياً أو (القاعدة) أو من يُتاخمها أيديولوجيا كحركة (داعش) , هذه الحركات سواء ادعت الوسطية والاعتدال أو تلك الحركات الدموية الشرسة و المتغوِّلة هي النتاج الطبيعي و الذي يجب أن نتوقعه للدين عندما (يُسيَّس) ثم يتشظى إلى فرق متطاحنة و متخاصمة يزايد بعضها على البعض الآخر كما يحصل اليوم . و في رأيي أن أهم ما تمخض عن ما يُسمى الربيع العربي أنه أظهر على سطح الواقع و للإنسان المسلم البسيط و بوضوح مآلات ما كان يدعو إليه المتأسلمون و معنى (الفتنة) التي نهى عنها المشرع و كيف تكون و تتكون ، و الدماء و القلاقل المحتملة المصاحبة لها و لعل تشرنق الحركات المتأسلمة في مصر في مجموعات ضيقة بعد أن كانت واسعة الانتشار بين فئات الشعب ما كانت لتتحقق لولا أن المصريين عايشوا الفوضى و تقزم المؤسسات المدنية و تدني الخدمات و تخبط حلولهم الاقتصادية و سوء إدارتهم للأزمات على أرض الواقع ، ما جعل هذه الحركات المتأسلمة تمر الآن في أسوأ مراحلها و هي في طريقها إلى الاضمحلال أكثر . يقولون : لا يصح إلا الصحيح في نهاية أي تجربة و بالذات التجارب السياسية , فالإسلام عقيدة بين الإنسان و ربه جل و علا أولاً و عندما تُقحمه في السياسة و تجاذباتها فأنت مضطر عملياً أن تجعله (وسيلة) لا عقيدة ثابتة و نهائية , عندها لابد أن تلوي أعناق مدلولات نصوصه لتُكيّفها مع المصالح السياسية حتى أصبح الجهاد الذي كان له الفضل الأول بعد الله في حماية الإسلام في فجره و ضحاه من أعداء الخارج (فوهة كلاشينكوف) موجهة للمسلمين في الداخل أولاً قبل أعدائهم لأسباب محض سياسية , و هنا الفرق الجوهري بين مفهوم (الجهاد) عند المتأسلمين و الجهاد عند بقية المسلمين , و هذا بالمناسبة ليس قصراً على الجهاد فحسب بل ينطبق على كثير من المفاهيم التي جرى (فبركتها) ليوظفها المتأسلم السياسي في صراعاته السياسية الثورية .

*نقلا عن "الجزيرة" السعودية

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجهاد ليس الطريق الوحيدة المؤدية إلى الجنة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 19-08-2014 08:37 PM
من القاهرة.. علماء المسلمين يدعون إلى الجهاد في سوريا البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 13-06-2013 11:14 PM
الإخوان المسلمون في الإمارات.. القصة الكاملة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 26-02-2013 11:51 AM


الساعة الآن 09:38 AM