العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-2015 , 08:39 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 الدول بين الابتكار و الاندثار



الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم

الكتاب الأخير للتنافسية الدولية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا تم تصنيف حكومة الإمارات الحكومة الأكثر كفاءة عالميا ، و لا أذيع سرا عندما أقول بأن السبب الرئيسي لتفوق أدائنا الحكومي هو أننا خلال سنوات طويلة لم نتعامل مع مؤسساتنا الحكومية على أنّها جهات حكومية بل على أنّها مؤسسات خاصة تنافس القطاع الخاص و تعمل بنفس عقليته ، و تتبنى أفضل ممارساته ، و تقاس أعمالها و خدماتها بنفس معاييره ، بل ذهبنا أبعد من ذلك و بدأنا نقيس سعادة متعاملينا و نصنف مراكز خدماتنا وفق أنظمة النجوم الفندقية المتعارف عليها عالميا . و أثبتت التجربة نجاحها حيث ارتفع أداء مؤسساتنا و حققنا الكثير من أهدافنا ، و لعلنا نناقش ذلك بشيء من التوسع في القمة الحكومية القادمة . و لكن شركات القطاع الخاص تمر بدورات في أعمالها ، فهي تبدأ صغيرة ثم تنمو و تنطلق و تكبر ثم يأتي من ينافسها و يطلق منتجات أفضل من منتجاتها فيتراجع نموها و يتضاءل حجمها و تقل أهميتها و يضعف تأثيرها و قد تخرج من دائرة المنافسة . و هذا ما تثبته الكثير من الدراسات فأكبر 500 شركة عالميا في عام 1955 لم يبق منها اليوم إلا 11 في المائة فقط أمّا الـ89 في المائة الباقية فقد خرجت تماما من دورة الحياة و التأثير ، بل الأكثر إدهاشا في الموضوع أن متوسط عمر الشركات في تلك القائمة سابقا كان 75 عاما أما اليوم و في عالم سريع التغير و التفاعل فإن متوسط أعمار الشركات في هذه القائمة هو 15 عاما فقط لأن المنافسة اشتدت و المنتجات تغيرت و المجتمعات تطورت . السؤال هو : هل يمكن تطبيق نفس التفكير على الحكومات ؟ هل تشيخ الحكومات و الدول و تتأخر مع مرور الزمن ؟ هل تبدأ قوية و تكبر ثم يأتي من يزيحها من مراكزها فتتراجع و يقل نموها حتى تخرج من دائرة المنافسة ؟ لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يختلف معي على الإجابة : نعم الحكومات تشيخ و تشيخ معها دولها و شعوبها أيضا ، و تتراجع أهميتها ، و يقل تأثيرها فتصبح خارج دائرة المنافسة و الاعتبار أو لنقل بعبارة أخرى خارج دائرة التاريخ . و لكن لنكن إيجابيين - مع الاستمرار في تطبيق نظريتنا في التعامل مع الحكومات كشركات - و لنركز على الـ11 في المائة من الشركات التي بقيت في القائمة و لنسأل أنفسنا كيف استطاعت البقاء في المنافسة ؟ و ما هو السر في طول شبابها و تجدد طاقاتها ؟ نسأل هذا السؤال حتى تبقى دولنا و شعوبنا أيضا ضمن سباق التنافس الدولي ، أو لنقل لتبقى في سباق الحضارة الإنسانية و ضمن تاريخ الأمم و الشعوب التي تشكل العالم اليوم و تصوغ مستقبله . لا أشك لحظة واحدة في قدرات عقولنا البشرية فقد خلقنا الله لعمارة هذه الأرض نحن خلفاء الله في أرضه و ركّب فينا سبحانه من الذكاء و القدرات الذهنية و الدوافع النفسية ما يجعلنا صالحين و مؤهلين لهذه المهمة العظيمة ، مهمة تحتاج عقولا متطورة و متعلمة و متجددة و مبدعة و مبتكرة . لو لم يبتكر الإنسان الزراعة لما قامت حضارة ، و لو لم يكتشف فوائد النار لما تطورت تلك الحضارة ، و لو لم يبتكر العجلة أو الكهرباء أو الإضاءة أو المحركات أو غيرها لما تقدمت الإنسانية ، و لو لم يبتكر الإنسان الإنترنت أو الهاتف الذكي لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم . سر تجدد الحياة و تطور الحضارة و تقدم البشرية هو في كلمة واحدة : الابتكار ! و أستغرب من بعض الحكومات التي تعتقد أنها استثناء من هذه القاعدة . الابتكار في الحكومات ليس ترفا فكريا أو تحسينا إداريا أو شيئا دعائيا" , الابتكار في الحكومات هو سر بقائها و تجددها ، و هو سر نهضة شعوبها و تقدم دولها . إذا لم تبتكر الحكومات في طرائق التعليم مثلا و تعدّ جيلا جديدا لزمان غير زمانها فحتما ستشيخ تلك الحكومات و حتما ستتأخر شعوبها . في دراسة حكومية أميركية أجريت مؤخرا تبين أن 65 في المائة من الطلاب في مرحلة رياض الأطفال سيعملون في وظائف غير موجودة حاليا بل سيتم استحداثها . و في دراسة لجامعة أكسفورد تبيّن أن 47 في المائة من الوظائف الحالية في جميع المجالات الرئيسية ستختفي بسبب التقدم التقني و التكنولوجي حيث ستحل الأجهزة محل البشر و ذلك خلال عقد من الآن فقط ! و السؤال هو : كيف نجهّز أجيالنا و أبناءنا لذلك الوقت ؟ و كيف نعد دولنا للمنافسة ليس الآن و لكن بعد عقد أو اثنين من اليوم ؟ الإجابة تكمن في الابتكار ، و أن نعلّم أجيالنا مهارات التفكير الإبداعي و مهارات التحليل و الابتكار و مهارات التواصل و التفاعل ، و إلا فإننا نخاطر كحكومات بأن تتأخر شعوبنا و تتأخر نهضتنا ، أو بكلمة أخرى أن تشيخ دولنا . إذا أردنا أن نكون حكومات مبتكرة فلا بد أن نفكر كشركات مبتكرة . و هنا سؤال لا بد أن نطرحه على أنفسنا أيضا : ما هو الأهم للحكومات ؟ أن تستمر في الصرف بشكل مكثف على البنية التحتية من شوارع و طرقات و أنفاق و جسور و غيرها ؟ أم أن تهتم بالصرف على البنية التحتية غير المرئية من تغيير في الأنظمة و تطوير في التعليم و المهارات و بناء للتطبيقات و إجراء الأبحاث و الدراسات و دعم الابتكارات ؟ تخبرنا الدراسات بأن أكبر 500 شركة عالمية قبل 40 عاما كانت أصولها المرئية تمثل 80 في المائة من إجمالي الأصول لكن اليوم أصبحت الأصول غير المرئية كالأبحاث و الدراسات و الاختراعات تمثل أكثر من 80 في المائة من إجمالي الأصول في قائمة الشركات الـ500 الأولى عالميا . و أنا أقول : إذا أرادت الحكومات أن تبقى في دائرة المنافسة العالمية و ألا تشيخ فلا بد أيضا أن تحذو حذو تلك الشركات و أن تبدأ بإعادة التفكير في ميزانياتها و أين تصرف أموالها فتقليد القطاع الخاص لا يكون فقط في الخدمات بل حتى في طرائق صرف الميزانيات و أولوياتها . و ليس سرا أن حكومات أميركا و أوروبا تصرف مجتمعة سنويا أكثر من 250 مليار دولار من الأموال الحكومية على الأبحاث و التطوير لتبقى في مواقع الريادة العالمية ، و ليس خافيا على أحد أيضا أن سر تطور دول مثل سنغافورة و ماليزيا و كوريا الجنوبية خلال فترة قصيرة هو تأجيل الصرف على البنية التحتية و تركيزها الكبير على تطوير التعليم و بناء مهارات و معارف شعوبها أي البنية غير المرئية . بل إن دولة مثل بريطانيا تصرف من ميزانيتها سنويا على البنية التحتية غير المرئية كاستحداث الأنظمة و التدريب و الأبحاث و التطوير أكثر مما تصرفه على البنية التحتية المرئية من شوارع و أنفاق و مبانٍ و غيرها (124 مليار جنيه مقارنة بـ93 مليار جنيه حسب أرقام 2009). عندما تكون الحكومات مبتكرة فإن بيئة الدولة تكون كلها مبتكرة ، و عندما تشجع البيئة على الإبداع و الابتكار تنطلق طاقات الناس نحو آفاق جديدة و تتفتق مواهبهم و يصبح تحقيق أحلامهم و طموحاتهم ممكنا ، و هذا أحد أسرار نجاح الدول التي تشجع شعوبها على الابتكار . و في العالم الذي نعيش فيه اليوم و الذي أصبحت فيه حركة العقول و المواهب و المعلومات مفتوحة كما لم يحدث في تاريخ البشرية من قبل ، أصبحت مدن العالم المختلفة تتنافس لتوفير البيئة الأذكى و الأكثر إبداعا لاستقطاب هذه المواهب و الاستفادة منها لبناء قوتها و تميّزها و زيادة تنافسيتها . الحكومات المبتكرة هي حكومات جاذبة للمواهب ، فعّالة في الأداء ، متجددة في الأنظمة و السياسات و الخدمات . الحكومات المبتكرة هي القاطرة الأساسية لنهضة الشعوب و تقدّم الدول و ارتفاع شأنها . الحكومات المبتكرة تطلق طاقات الشعوب و ترفع من قيمة عقل الإنسان و تحقق الحكمة الربانية في أن نكون خلفاء الله في أرضه . الابتكار هو أن تكون أو لا تكون : أنا حكومة مبتكرة إذن أنا حكومة موجودة .

 
قديم 08-02-2015 , 06:31 PM   مشاركة رقم 2
نجمة القطرية
 
الصورة الرمزية شفافية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .


بيانات إضافية

الجنس : انثى

الحالة : شفافية غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الدول بين الابتكار و الاندثار



تحليل رائع بالمقارنة والتشبيه بين الشركات التي استطاعت الصمود والبقاء بسبب تطورها وابتكارها

والدول المهتمة باحتضان العقول والمواهب المبدعة التي تكون سبباً لنموها وازدهارها وتحضرها وبالتالي بقاءها

وذلك من خلال النظرة الثاقبة لكاتب المقال الشيخ محمد آل مكتوم بصفاء وجلاء لمستقبل الدول

مقال رائع جداً واستمتعتُ بقراءته والاستفادة من تلك التحليلات

واثبات أن الإبداع والإبتكار هو الذي يقود الدول نحو التقدم والرقي

وبالتالي يمنحها الصمود والبقاء عبر التاريخ وهذا يبين أهمية العقول المبدعة والمتميزة

في الرقي بالحضارة الإنسانية والديمومة وعدم الاندثار مع مرور الزمن .

متميز كالمعتاد أستاذ برواز في روعة الانتقاء والطرح

كل الامتنان والشكر وباقات من أرق وأندى الزهر لسموك الكريم







توقيع : شفافية

 
قديم 08-02-2015 , 07:19 PM   مشاركة رقم 3
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الدول بين الابتكار و الاندثار

بدون شك أن الخليج محظوظ بوجود شخص ذو رؤية مثل الشيخ محمد بن راشد الله يحفظه و انصح الجميع بقراءة كتابه رؤيتي . سعدت بمرورك و دمتي بود ...

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ الآداب الفرنسية منذ عصر النهضة و حتى اليوم البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 08-11-2017 08:18 PM
سلمان العماري - يالله اليوم البرواز و الصورة منتدى الطرب و الفن 0 29-12-2016 02:22 PM
المخترع السعودي / سعيد الزهراني ..... تتسابق على الظفر بخدماته كبرى الدول. جميل2006 منتدى الاخبار العربية و العالمية 3 26-03-2014 01:17 PM
البنك الدولي يحث على تحسين مواقد الطهي في الدول النامية البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 04-11-2013 06:42 PM
معايير تقدم و ازدهار الدول البرواز و الصورة المنتدى العام 0 15-03-2013 11:47 AM


الساعة الآن 05:57 PM