العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-2017 , 11:19 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 13-11-2024 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 السيد يسين .. سمات المفكر و قسماته



عمار علي حسن

ممكن أن تختلف سياسياً أو فكرياً كما تشاء مع المفكر الكبير الأستاذ السيد يسين الذي غادر دنيانا قبل أيام ، و لكن ليس بوسعك أن تنكر أن الرجل كان عميق الفهم ، واسع الصدر ، غزير الإنتاج ، ظل دؤوباً على القراءة و الاطلاع حتى آخر عمره ، و كأنه لا يزال شاباً صغيراً في عمر التكوين . و قبل كل هذا كان يحدب على كل موهبة تتفتح أمام عينيه و لا يجد أي غضاضة و هو من هو أن يقول لأحد الشباب : «أنت كاتب رائع» أو «أنت باحث ممتاز» ثم يقدم له النصيحة الذهبية : «لا تكف عن القراءة .. طالع كل ما تقع عليه عيناك ، و دون ملاحظاتك باستمرار ، و لا تضيعها أبداً». و قد كان لي نصيب من هذا الحدب حين صدرت عام 2003 عن مركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية الطبعة الأولى من كتابي «النص و السلطة و المجتمع .. القيم السياسية في الرواية العربية»، فبعد أيام من طرح الكتاب للقراء وجدت المفكر الأستاذ نبيل عبدالفتاح يهاتفني قائلاً : «الأستاذ السيد يسين معجب بالكتاب و طلب مني رقم هاتفك» لم أنتظر مهاتفته بل وجدت أن من اللباقة أن أبادر أنا بالاتصال به و هاتفته ، و كانت المرة الأولى التي أسمع فيها صوته و أرى وجهه بعيداً عن المؤتمرات و الندوات و برامج التلفزيون و الإذاعة . قال لي فور أن قدمت له نفسي : «ما هذا الكتاب المهم ؟ أريد أن أراك». و ضرب لي موعداً في مكتبه بـ«الأهرام»، فذهبت لأجده غاطساً بين الكتب و الأوراق . يومها و للمصادفة كان يقرأ بحثاً للمفكر الباكستاني طارق علي , و سألني إن كنت أعرفه ، فأجبته : لا . فراح يشرح لي أفكار الرجل و إسهاماته ، و يذكر أمامي بعض عناوين كتبه ، و ينصحني بقراءته ، و قد فعلت . سألني عما أقرؤه الآن و ناقشني فيه . ثم سألني عما أكتبه الآن و منحني اقتراحاته ، و نصحني بأن أواصل الكتابة في موضوع «علم اجتماع الأدب» و علاقة الظاهرة السياسية بالظاهرة الأدبية ، و تطرقت في حديثي معه إلى كتابه الرائد «التحليل الاجتماعي للأدب» و قلت له إنني حين قرأته ألهمني فكرة أطروحتي للدكتوراه . يومها قال لي : «أتمنى أن أجد وقتاً لأعود إلى تحليل الأدب من الزاويتين الاجتماعية و السياسية». بعدها ظل يطلب مني أن أمده برواياتي و مجموعاتي القصصية حتى يكون بوسعه أن يكتب عنها ، بل قال لي : «أريد أن أكتب كتاباً عن جيلك من الأدباء فلكم في عنقي دَين ، و أرى أنكم أضفتم إلى فن الرواية و القصة العربية الكثير». و امتد الخيط في هذا الاتجاه لأكون على موعد مع تشجيع جديد منه ، إذ هاتفني و قال لي : قرأت روايتيك «شجرة العابد» و «سقوط الصمت»، و راح يدلي برأيه في الروايتين ، ثم فاجأني بأن قال : «لو أخلصت لهذا الفن ستبلغ فيه مكانة رفيعة»، و عددتها مجاملة منه كعادته ، أو حدباً جديداً من ذلك الذي لم يبخل به على كثيرين ، و لكنه حين قابلني بعدها راح يكرر ما قاله و طلب مني أن أعطي وقتاً أطول للأدب ، و التزمت بنصيحته . و هناك نصيحة أخرى قدمها لي بعد أن حكى تجربته الخاصة ، و هي أن الكاتب أو الأديب أو المفكر أو الفيلسوف أو أي صاحب مشروع أو مسار في الكتابة يجب ألا ينسى مسؤوليته الأسرية ، و ربما هذا ما جعلني أتخذ قراري منذ ست سنوات بالاستقالة من عملي و الجلوس في بيتي للكتابة ، إذ رأيت أنني إن التزمت بساعات عمل ، ثم عدت إلى البيت لأكتب ، و ليس لي مفر من الكتابة ، سيكون هذا على حساب أسرتي . و كان للأستاذ السيد يسين دور في قراري هذا على رغم أنني لم أخبره بذلك ، و خاصة أنه كان يقول لي دائماً : «لو توفر لي ما يلبي احتياجات أولادي وأحفادي و لهم في عنقي الكثير ، لتفرغت لكتابة عمل بحثي كبير و موسوعي ، أتمنى أن أنجزه في يوم من الأيام». فكنت أقول له : «كتبك عديدة و مفيدة» فكان يرد : «لا يجب لأي كاتب أن يقنع بما كتب ، كماً و كيفاً ، و كم سعيت ليكون لي مشروع علمي كبير»، و في هذا أشار إلى موسوعة الدكتور عبدالوهاب المسيري . لم تمهل الظروف و لا العمر و لا الجهد السيد يسين كي يكتب هذا العمل الموسوعي ، و إن كان قد حرص على أن تنتظم مقالاته و دراساته في مجرى محدد ، فكان يضع عنواناً عريضاً لفكرة و يعالجها من شتى زواياها في مقالات متتابعة إلى أن تكتمل فينشرها في كتاب . و كان من أهم الأفكار التي اهتم بها ، مجتمع المعرفة ، و ثورة الاتصالات ، و برامج التنمية ، و التحولات في النظام الدولي ، و أدوار المثقفين ، و النظام الإقليمي العربي ، و نقد الفكر الديني ، و التحليل الاجتماعي للأدب ، و الشخصية القومية ، و قضايا إسرائيل و الصهيونية ، ثم ثقافة السلام . و قد شاركه كثير من الباحثين و المفكرين في الانشغال ببعض هذه القضايا ، و لكن يبقى أهم ما ميز السيد يسين هو أنه امتلك قدرة على بناء المؤسسات و إدارتها ، و لعل تجربته في مركز «الأهرام» خير شاهد على ذلك .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السلفية مع السمهوري و الراشد و السيد البرواز و الصورة منتدى الرأي و الرأي الأخر 0 30-09-2016 06:30 PM
لا تفتروا على الشيخ ابن عثيمين البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 03-12-2015 05:26 PM
المفكر و الداعية و الفقيه و الأديب البرواز و الصورة المنتدى العام 0 12-12-2014 09:13 PM
القطريون يبايعون الشيخ تميم خلفاً لوالده البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 25-06-2013 11:47 AM
مركز الوافدين الصحي ينتظر التطوير البرواز و الصورة منتدى بلادي قطر 0 20-04-2013 12:15 PM


الساعة الآن 05:40 PM