العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-2013 , 08:59 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 05-11-2024 10:04 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 صدمة الأَخْوَنــــَة



إبراهيم طالع الألمعي

لا تعتقدوا أن هذه المقالة ستسير في زفة ما يُكتب اليوم عن حكم الإخوان أو العسكر في مصر كموضوع سياسي ليس لي.. ولا عن أكذوبة الربيع العربي الإعلامية التي صنعت هذه الحركات، واستبدلت طغاة عريقين في الطغيان بطغاة من الدهماء!

والفرق بينهما: أن الطاغية العريق أقدر بكثير من طاغية ظهر من (رويبضة البشر) كما يحلو لدهماء الواعظين تسمية هذا النوع.. الطاغية العريق في الحكم تقابل طغيانَهُ قدرة على إدارة دولة وسياستها، بينما حكم العاميّ غير النابع من جذور الديمقراطية لا يمكنه سياسة دولة مهما حمل معه من محفوظات الكتب الصفراء، وسيتحول بين يوم وآخر من دهمائيته إلى طاغية لا يرى الوجوه الأخرى في أمته، لأنه صغير وُضع في أكبر من حجمه، ومما ينسب إلى زياد بن أبيه قوله: (لأنْ ينزل عشرة من العِلْية خير من أن يرتفعَ واحد من السَّفَلَة).

وهذا القول يمثّلُ الثقافة العربية المبنية على أسس غير قابلة لمفهوم الدّمَقْرَطة. فحتى لو كذب علينا من ينادون بالديمقراطية، فلن يكونوا سوى مستخدمين لهذا الشعار سلّماً للوصول، دون أن يستطيعوا مسايرته بحكم بنية العقل العربي. وعلى هذا أمثلة نراها عياناً ابتداء من العراق الذي أسست ديمقراطيته أمريكا الغازية، مروراً بسوريا التي تترنح بين شعارات القاعدة والمذهبية والقومية والمصالح وباسم ثورة الشعب، تعريجاً على أول تجربة ديمقراطية عربية (لبنان)، ومهزلة النضال الفلسطيني الذي تتناضل فيه فرقتان إحداهما واضحة المصالح، والأخرى راكبة صهوة الدين، وخطوة نحو تونس (الأكثر أملاً وقرباً من الفكر المدني)، ثم ليبيا التي لم يتضح فيها هدف لما أسمي فيها ثورة سوى هدف إزالة طاغية، بينما لا يزالون يبحثون طرائق حكمها بوسائل بين العروبية ومطايا الدين. لنصل إلى قلب ثورات الربيع العربي (مصر)، التي ترونها وتستغنون بما ترونه عن الحديث هنا عما يحدث فيها..

مصر الحضارة التي لا نعلم أن الديمقراطية عاشت فيها عبر آلاف سِنِيِّ حضارتها، وأبناؤها بمستوى ما يحملونه حضارياً وتاريخياً يودون اليوم الرّسوّ بهذا الشعار في مكانهم كغيرهم من أقطار العرب دون جدوى يمكن رؤيتها على المدى المنظور.. وآخر دليل هو ما نراه الساعة من عراك بين من يمثل الدولة المدنية، وبين من يتشبّثُ بكراسي حكم ذاق طعمه خلال عام ثم شعر بانتزاع ملكه منه، دون أن يفكر ديمقراطياً في مفاهيم طرح الثقة مع أمثاله من الأحزاب..

قلتُ: لا تعتقدوا أن هذا الحديث يخص قضية اليوم الكبرى في مصر، بل هو يخصّ ما أصيب به العرب والمسلمون من صدمة تاريخية في وجه الدين العظيم يلحظها العامة قبل الخاصة، والأمي والمتعلم، والمسلم والمتأسلم!! إنها ظاهرة جديدة في مظهرها، دفعت بها ظروف الزمن إلى الوضوح، بعد أنْ كانتْ تسري في أقنية السياسة العربية، ودماء قادتها وساستها وجيوشها منذ أربعة عشر قرناً، دون أن نستطيع رؤيتها بجلاء كما رأيناها اليوم في مصر وفي كل البلاد العربية.. الصدمة كانت في انكشاف مفهوم (الأخْوَنَة) بجوهر لم يكن كثير منا يتخيله!!

درسنا كتب الإخوان دراسات مستفيضة، وكانت تُقرّرُ علينا في تعليمنا (وأنا ممن درسها، وكان بحثي الذي أُلْزِمتُ به لدرجة الليسانس هو: سيد قطب -حياته وآثاره- عرض وتقويم)، وفهمنا منها نهجاً دعوياً، وأن الإسلام دين ودولة، وفسرنا بعضاً من تكفيرياتها تفسيرات علمية مركّبة لا ترتقي إلى تكفير المسلم حتى لو كفرت الدولة المدنية.. واعتاش الإخوان هنا كثيراً وسادوا واستثمروا ثقافياً في بحوث طلابهم في جامعاتنا، لكننا كنا نفهم أن الأخونة تقوم على الدعوة، ولا تستطيع تكفير الآخرين، رغم علمنا بوضوح طموحاتها منذ نشأتها الأولى في مصر، ووضوح إرادتها السياسية بإعادة أو تكوين الدولة الإسلامية.

غير أن صدمة إخوان اليوم في ميادين مصر قد أذهلت الكل بمستوى خطابها هي ومن يؤيدها من العلماء ومريديهم وأتباعهم في كل أقطارنا العربية. مستوى الخطاب -كما يسمعه ويراه الكل- يحمل من العجب ما يغري به أعرابياً لا يحسن القراءة فضلاً عن الوعي والضمير العربي والإسلامي الحي!!

استمعوا إليهم في الميادين وهم يتحدثون عن معتصميهم كمسلمين ضدّ الكفر بالله: خطباؤهم – مرشدوهم – متحدثوهم – إعلاميوهم… كل أولئك يتحدثون عن فسطاط الإسلام مقابل الكفر!!

من لم يكن مع المعتصمين أو تلبية مطلبهم فهو مع الكفر.. منارة الإسلام لألف عام (الأزهر الشريف) يدخل لديهم ضمن الفسطاط الآخر، فلاحو ومثقفو وفنانو وعلماء مصر الآخرون يدخلون -حسب ما نسمعه في الخطب الحاشدة لمساكين الميادين- ضمن فسطاط التكفير.. الجيش وقوى الأمن من أبناء مصر يوضعون ويصنفون ضمن أعداء الإسلام!!

وللحقيقة: فلقد عرف تاريخنا كثيراً هذه المعضلة، فكان الملوك والأمراء والقواد المسلمون يحشدون جيوشهم ضد إخوة لهم مناوئين في السلطة على أنهم فسطاط غير مسلم، والمسلم هو دون غيره، وتنطلي هذه على الجيوش والشعوب بقناعة أو دونها، لكنْ: أنْ يُبنى خطابُ هذه الفئة في القرن الواحد والعشرين، وزمن الإعلام البديل غير الموجّه، أن يُبنى على تكفير المسلمين سعياً إلى سلطة، فهذا ما يمكن تسميته عمى، أو إيماناً جاهلاً، أو ركوباً مُذِلّاً على مطية الدين البريء للوصول إلى الهدف، وهذا ما يرجح في ما نراه مما صدمَ كثيراً من الناس.

*نقلا عن "الشرق" السعودية

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شيلة مشتاق لك ضاق الفضاء و امتلئ الكاس البرواز و الصورة منتدى الشعر و الخواطر 0 20-03-2023 01:41 AM
شيلة رهف القحطاني اشرقت شمس النهار البرواز و الصورة منتدى الشعر و الخواطر 0 11-01-2023 01:02 AM
شيلة خالد الفيصل عاصفة الحزم ياجاهل زعلنا البرواز و الصورة منتدى الشعر و الخواطر 0 19-04-2015 01:13 AM
لا أستطيع الذهاب زحمة البرواز و الصورة منتدى بلادي قطر 0 17-03-2013 12:09 PM
"هيكل" لـ"لميس الحديدى": صدمت فى الدستور من مادته الأولى.. وهروب مرسى من الباب الخ البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 07-12-2012 04:25 PM


الساعة الآن 07:16 PM