العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-2015 , 01:39 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 05-11-2024 10:04 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon38 من مشاهد العبقرية الصيدلانية المصرية



ناجح ابراهيم

مشهد (1) ذهب والد الطفل المريض بالروشتة لصرف العلاج فلم يحسن الصيدلى قراءة الروشتة المكتوبة بخط جيد و واضح .. طلبنى تليفونياً شعرت أنه لا علاقة له بالصيدلة سألته : هل أنت الصيدلى ؟ قال : لا .. فسألته : فمن أى الكليات تخرجت ؟ تلعثم برهة ثم أجابنى : دبلوم صناعى .. قلت له : و هل تدير الصيدلية وحدك ؟ قال : أنا أقوم بكل شىء .. أبيع و أصرف العلاج و أعطى الحقن ؟ قلت له : هل ستحقن هذا الطفل الصغير ؟ قال : نعم .. شكرته باستغراب و طلبت من الأب أن يذهب إلى صيدلية أخرى . تأملت صيدليات كثيرة فى الإسكندرية فوجدت معظم من يعملون بها من حملة الدبلومات .. و قد يكون أعلاهم حاصلاً على بكالوريس علوم أو تجارة أو تربية .. و بعضهم قد يصرف دواءً بديلاً للمريض أو يوصيه بتعديل الجرعات أو يظن أن الكريمات كلها سواء لأنها تنتهى بكلمة Derm أى جلد فيظن أن «كله عند العرب صابون» و ما دام فيها Derm فهى واحد على الأغلب . مشهد (2) يجلس الصيدلى معلقاً السماعة فى أذنيه و أمامه طابور الأمهات مع أطفالهن .. و تضع كل أم طفلها الصغير على المكتب الذى يجلس عليه واضعاً السماعة على صدره أو بطنه ثم يأمر من معه و معظمهم من أرباب الدبلومات الفنية اصرفوا لها كذا ضد الرشح و كذا ضد الكحة و كذا مضاد حيوى .. ثم يهتف : التى تليها .. و يكرر الأمر و بعدها بفترة تأتيه امرأة تعانى من نزيف مهبلى فينتقل سريعاً من طب الأطفال إلى طب أمراض النساء .. و هذه تشكو من مغص فيشخصه سريعاً بمجرد الحديث الشفوى و يصنفه من كلوى إلى معوى إلى نسائى رحمى . و يأتيه مرضى الحموضة و القولون و الإمساك فيعالجهم سريعاً لأنهم أسهل المرضى فى عرفه ، ناسياً أن بعض مرضى الإمساك هم فى الحقيقة مصابون بسرطان القولون و هو لا يدرى .. أما الآلام الروماتيزمية فهى أسهل الأشياء لديه فالمسكنات و مضادات الآلام ما أكثرها و أشهرها .. ثم يأتيه مرضى العجز الجنسى و توابعه فيؤخرهم إلى الليل حيث يستخرج لهم من كنوز الأدوية المخبأة عنده . و الغريب أن معظم مساعديه يقلدونه بعد ذلك فى كل شىء إلا حمل السماعة المقدسة فهى من اختصاصه وحده .. و يظن البسطاء فى الأرياف و المناطق الشعبية أن فى هذه السماعة سحراً يدخل فى روع و عقل من يحملها تشخيص أصعب أمراض القلب .. أما أساتذة القلب و الصدر الكبار و عمالقة علمه فإن سماعاتهم و الإيكو و الأشعة المقطعية للصدر قد لا تسعفهم فى التشخيص و العلاج فيحتاجون للقسطرة التشخيصية . قد يكون لهؤلاء المرضى عذر لأنهم لا يملكون أجر الطبيب .. و لكن ما عذر هذا الصيدلى و هو الذى درس و فهم و تعلم أصول مهنته و مهن الغير . مشهد (3) خريج كلية علوم يطلق على نفسه دكتوراً و يظل سنوات يعالج كل الأمراض و يفتى فى كل تخصصات الطب و ينتج و يبيع العلاجات المختلفة لسائر أنواع الأمراض . فكل مرض استعصى على كل مراكز البحوث العلمية فى العالم تجد له علاجاً لديه .. و كل علاجاته بلا جدوى و لا فائدة .. و لم تحقق أى نتيجة مع أى مريض حقيقى .. و أسعارها عالية .. و بعضها سبب أضراراً ظاهرة .. و بعضها الآخر يسبب أضراراً للكلى و الكبد و غيرهما من الأجهزة المهمة فى الجسم . كل ذلك تم تحت سمع و بصر الجميع .. و كأن إنشاء كليات الصيدلة و مصانع الأدوية و تراخيص وزارة الصحة كان يعد عبثاً فى عبث . مشهد (4) حقن النوفالجين و أقراصه كانت من أشهر المسكنات فى السبعينات .. و كانت تحدث آثاراً جانبية خطيرة على النخاع الشوكى .. و قد تقتل إذا كان لدى المريض حساسية منها .. و كان يموت بسببها كل فترة مريض فى مستشفى أسيوط الجامعى حتى منعها المرحوم أ.د. عبدالقادر خليف «مدير المستشفى وقتها» و لكنها ظلت فترة طويلة تستخدم فى مصر حتى حل محلها ما هو أفضل منها . و الغريب أن أقراص النوفالجين موجودة حتى الآن فى الصيدليات رغم مرور أكثر من 45 عاماً على منعها دولياً و بعض أطباء أمراض النساء يكتبونها لمرضاهم فيصابون بأرتيكاريا خطيرة .. و بعضهم يشارف على الموت . و ما يقال عن النوفالجين ينطبق على علاجات أخرى كثيرة حظرتها أو حذرت منها منظمة الصحة العالمية مثل الفلورست و أشباهه لأنه قد تحدث سكتة دماغية أو نزيف فى المخ .. و رغم ذلك يصرف الصيادلة كل هذه المجموعات بآلاف الأشرطة كل يوم .. و دون حتى وصفة طبيب .. و هذا يحدث فقط فى مصر . مشهد (5) فى بعض الصيدليات هناك الركن السرى أو الركن الليلى و فيه أدوية المنشطات الجنسية أو المنومات و الترامادولات و التامول و أشباهها و كلها مجهولة المصدر و لا تنسب لأى شركة مصرية و هذه تباع للحبايب فى بعض الصيدليات و قد يقوم بأمرها شخص آخر غير الصيدلى . و هذا الشخص موصول بشبكة عنكبوتية من موظفى التفتيش الصيدلى أو مخبرى مخدرات المنطقة بحيث تخرج من الصيدلية إذا لزم الأمر و قد زاد نشاط المقر الليلى فى الصيدليات فى الأربع سنوات التى تلت ثورة 25 يناير تواكباً مع الخلل الأمنى ثم هبط لدرجات دنيا الآن تختلف من مكان لآخر . مشهد(6) فكرت طويلاً لماذا تطلب دول الخليج صيادلة مع أن الصيدليات فيها قليلة ؟ و لماذا نورد لهم صيادلة مع أن عدد الصيدليات لدينا أكبر من عدد الصيادلة ؟ حتى اهتديت للسر و هو أن وقوف غير صيدلى فى أى صيدلية بالخليج يعرضه للحبس مع إغلاق الصيدلية و سحب ترخيصها . أما لدينا فأى أحد يقف فى الصيدلية و يقرأ الروشتة كيف يشاء و يصرف الدواء كيف يشاء ؟ و قد ترى مريضاً مركب له محلول جلوكوز أو محلول ملح فى الصيدلية ثم يمشى فى الشارع ماداً يده التى بها الإبرة و رافعاً الأخرى التى تحمل المحلول حتى يستكمل المحلول فى البيت و ينزعه لنفسه , إنها العبقرية المصرية فى أبهى صورها .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
3 مشاهد صادمة البرواز و الصورة المنتدى العام 4 22-03-2014 08:35 PM
الإفتاء المصرية : إطلاق اللحية عادة وليس من الشرع البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 2 16-12-2013 11:11 AM
رحيل ملك الكوميديا المصرية وحيد سيف بعد رحلة مع المرض البرواز و الصورة منتدى الطرب و الفن 0 20-01-2013 11:12 PM


الساعة الآن 11:23 AM