تأسست صالة عرض روهتاس 1981 في ظل الحكم العسكري للجنرال ضياء الحق .
في مشهد فريد من نوعه، يضم مبنى مهجورٌ يطل على إحدى مدن الصفيح في باكستان صالةَ عرض ضخمة تحدت الديكتاتورية والتطرف على مدى 30 سنة بهدف مناصرة الفن التقدمي.
وتأسست صالة عرض روهتاس سنة 1981 في ظل الحكم العسكري للجنرال ضياء الحق، بينما كانت باكستان تشهد برنامجاً لأسلمة البلاد يفرض قيوداً تعجيزية على الثقافة والترفيه، فقد رأى المهندس نعيم باشا ومجموعة من أصدقائه أن الفنانين الباكستانيين بحاجة إلى فسحة للتعبير عن أنفسهم بحرية.
وقال باشا: "كان الفن التجريدي يعتبر مخالفاً للشريعة الإسلامية، أما فن الخط واللوحات الطبيعية ورسوم الأوجه فكانت مسموحة، لكننا تصرفنا كما يحلو لنا، وعرضنا صوراً عارية ولوحات تجريدية".
وأضاف "إلا أن الالتزام بهدف صالة العرض القاضي بترويج الفن التقدمي كان يعني تحدي الوكالات الاستخباراتية النافذة التابعة للجنرال ضياء الحق واستغلال المنافسات في ظل الحرب الباردة، فقد كان الدبلوماسيون يتسابقون لتلقي دعوات لحضور معارض في صالة عرض روهتاس".
وأفاد بأن "السفير الأمريكي كان يحرص على الحضور قبل السفير السوفييتي، والسفير السوفييتي كان يحاول أن يسبقه لأن كليهما أراد أن يبين أنه يدعم الفن".
ويكمل "كان ضياء الحق يوحي دائماً بأنه رحب الصدر ويفضل عدم التدخل، على الأقل هذا هو الانطباع الذي أراد أن يخلفه لدى الدبلوماسيين، لذلك لم يزعجونا، لكن الشرطة السرية تدخلت بعد أن نشرت إحدى الصحف صورة للسفير السوفييتي وهو يقف في أحد المعارض بالقرب من صورة لدمية لعرض الأزياء ترتدي زي جنرال وتخرج أفعى من كمها".
ويشرح أن "الفاشية تسهم في بروز الفن الجيد"، مضيفاً أن "الفنانين نهضوا لمكافحة ذلك القمع، وما نراه اليوم في الفن الباكستاني ناجم عن القانون العسكري في الثمانينات".
وأوضح الفنان قدوس ميرزا أن صالة عرض روهتاس شجعت الفنانين على أن يتبعوا حدسهم الإبداعي بحرية بعيداً عن القيود السياسية وعن الضغوط التجارية أيضاً، وأن المنحوتات والبصمات الرقمية لم تكن تجذب الشراة أي أنها لم تكن مفيدة من الناحية التجارية، لكن روهتاس دعمتها، وأعتقد أن دورها كان مهماً لأنها دعمت الفنانين الشبان والفنانين الذين لم يجدوا فرصة للتعبير عن أنفسهم في مكان آخر".
وعاد باشا ليوضح أن الطلب على الفن المعاصر في أوساط جامعي التحف في باكستان يرتفع، خصوصاً في صفوف الشبان، لكن المعارض تبيع 25% من التحف المعروضة في الصالة كحد أقصى.
ويضيف باشا الذي يموّل صالة العرض بفضل عمله في الهندسة أنه فخور لأنه حافظ على التزامه بترويج الفن التقدمي وابتعد عن التحف الفنية التجارية.
تعليق : هذي نتيجة تدخل رجال الدين في السياسة , قهر و حرمان أي صوت مخالف لرأيهم المتشدد . هولاء شر مطلق لا يمكن أ يفسحو المجال لحياة كريمة مبدعة تحترم الاختلاف , أنهم شر فحذروهم .