العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-08-2016 , 12:17 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 إردوغان و الأسد : حسابات خاطئة و تقديرات غير صحيحة !



الأستاذ صالح القلاب

من غير المستبعد , لا بل المؤكد , أن الرئيس رجب طيب إردوغان بحكم اهتماماته الرئيسية و بحكم انخراطه في العمل السياسي مبكرًا يعرف أن الرئيس سليمان ديميريل عندما زار دمشق في عام 1993 ، سأل حافظ الأسد : «لماذا تدعمون التمرد الكردي الذي يقتل كثيرًا من أبناء تركيا؟». و كان جواب حافظ الأسد : «إننا لا نعرف عن هذا الشخص شيئًا ، و يبدو أن هذه المعلومات مصدرها جهات معادية لسوريا بسبب مواقفها القومية و توجهاتها التقدمية»، و كان رد ديميريل : «إننا متأكدون من معلوماتنا ، و هذا هو رقم هاتف أوجلان ، و هذا عنوان بيته في دمشق». لكن حافظ الأسد أصر على ما قاله و ذلك مع أن حزب العمال الكردستاني - التركي (بي كا كا) كان يشارك في حكم سوريا في تلك الفترة من عقد تسعينات القرن الماضي بصلاحيات من الرئيس السوري السابق نفسه وفقًا لتاجر السلاح مروان زركي الذي توفي في عام 2010 ، و الذي كان يتولى ترتيب شؤون أوجلان و كانت تربطه علاقات تعاون مع قدري جميل الذي احتل لاحقًا منصب رئيس الوزراء السوري و يحسب الآن على المعارضة السورية !! لقد كان حزب العمال الكردستاني - التركي الذي تأسس في عام 1978 بمبادرة من المخابرات السوفياتية (كي جي بي) و المخابرات السورية كما يقال قد أصبح قوة تعدادها أكثر من عشرة آلاف مقاتل ، و لها معسكرات تدريب في منطقة البقاع اللبناني المسيطر عليها سوريًا و هذا بالإضافة إلى قواعدها على الحدود السورية – التركية ، و لها أيضًا قسم في سجن «عذرا» السوري كانت تخصصه للمناوئين لهذا الحزب و لزعيمه . كان أوجلان في تلك الفترة قد أصبح شخصية مرموقة و كان يستقبل في بهو (صالون) بيته في دمشق الذي كانت تزين جداره الرئيسي صورة كبيرة لحافظ الأسد و هو باللباس العسكري الكثير من القيادات الكردية من تركيا و العراق و إيران و بالطبع من سوريا ، كما كان يستقبل السفراء المعتمدين في العاصمة السورية و كل هذا بالإضافة إلى بعض القيادات الفلسطينية ، و بعض قيادات «حركات التحرر» العربية و غير العربية ، و كان أيضًا دائم الحركة بين دمشق و بيروت و موسكو ، و بين هذه العواصم و بعض العواصم الغربية . و هكذا فإن سليمان ديميريل لم يجد بُدًا بعدما سمع من حافظ الأسد ما سمعه خلال زيارة دمشق الآنفة الذكر في عام 1993 و ما بقي يسمعه بعدها من أن يوجه إنذارًا قاطعًا مانعًا خلال افتتاح إحدى دورات البرلمان التركي في عام 1998 ، بأنه إن لم يسلِّم نظام دمشق عبد الله أوجلان إلى تركيا فإن أنقرة ستكون مضطرة للدفاع عن نفسها . و هنا فإن ما أعطى هذه الرسالة التي وجهها الرئيس التركي الأسبق إلى الرئيس السوري السابق بُعدًا تهديديًا هو حشد قوات تركية كبيرة على الحدود بين البلدين . و حقيقة أن الأمور لم تقف عند حد هذا الاستنفار العسكري بل تعدته إلى تهديد حازم باجتياح سوريا أبلغه ديميريل إلى العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال و إلى الرئيس المصري حسني مبارك ، فما كان من حافظ الأسد إلا أن أذعن و استجاب لهذا التهديد و بادر إلى طرد أوجلان من دمشق في عام 1998 حيث تم إلقاء القبض عليه في العاصمة الكينية نيروبي في عام 1999 و جرى نقله إلى إسطنبول ، و حُوكم بتهمة الخيانة العظمى و صدر بحقه حكم بالإعدام تحول لاحقًا إلى السجن المؤبد في سجن «إمرالي». و المهم أن ما يجب أن يتوقف عنده الرئيس رجب طيب إردوغان و رئيس وزرائه بن علي يلدريم مليًا و هما يطلقان هذه التصريحات التي تطفح تفاؤلاً إزاء كل هذه المستجدات بين تركيا و نظام بشار الأسد التي هي مجرد انعكاس تلقائي للمصالحة التركية – الروسية التي يمكن تشبيهها بما يسمى بـ«زواج المتعة» ، هو أن أوجلان كان قد أطلق تصريحًا عندما كان يعيش في دمشق ، قال فيه : «إن كردستان سوريا هي الأخ الأصغر الذي يجب عليه التضحية في سبيل الأخ الأكبر ، إذ إن الأولوية في عملية تحرير كردستان هي للقسم التركي الذي سيحرر بدوره الأقسام الأخرى تلقائيًا». و حقيقة أن هذا يشكل ردًا من المفترض أن يكون حاسمًا على رئيس الوزراء بن علي يلدريم الذي في غمرة كل هذه التطورات أطلق تصريحًا تحدث فيه عن أنَّ «سوريا فهمت أن الأكراد يشكلون تهديدًا لها». و اللافت أن هذا التصريح قد جاء بعد الغارات الجوية الروسية على الحسكة مما يعني أن كل هذا التاريخ القريب ربما غاب عن الـ«آركاداش» يلدريم غيابًا كاملاً و أنه لم تخطر بباله ألاعيب الأمم قبل أن يطلق هذا التصريح . كان على يلدريم قبل أن يطلق هذا التصريح أن يعرف أن غارات طائرات بشار الأسد على الحسكة هي مجرد وصلة في مسرحية طويلة كانت قد بدأت مع بداية ثورة الشعب السوري ، و أن رئيس ما يسمى حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم هو حليف قديم لهذا النظام ، و أن حربه مع «داعش» كانت هي أيضًا مجرد مسرحية لتمرير لعبة كونه ذراع نظام دمشق في الساحة الدولية و الواضح أنه نجح في هذه اللعبة القذرة ، و الدليل أن الأميركيين إما لغبائهم أو لتآمرهم قد اخترعوا حكاية «سوريا الديمقراطية» هذه و قد اختاروه زعيمًا لهذه الـ«سوريا الديمقراطية». ثم إنه كان على يلدريم قبل أن يذهب بخياله بعيدًا و يقول إن «سوريا قد فهمت أن الأكراد يشكلون تهديدًا لها» و هو يقصد صالح مسلم و جماعته و حزبه ، أن يتذكر أن مجموعة القياديين الذين برزوا في الواجهة بالنسبة لحزب العمال الكردستاني – التركي بعد اعتقال عبد الله أوجلان قد تخلوا عنه و انحازوا في تحالف معلن مع بشار الأسد ، و أنهم استنادًا إلى هذا الانحياز قد رفضوا أي علاقة مع المعارضة السورية (المعتدلة) كما أنهم رفضوا التعاون مع الأحزاب الكردية المنضوية في إطار هذه المعارضة ، و رفضوا أيضًا أي علاقة مع الزعيم الكردي الكبير مسعود بارزاني . ربما يسمع بشار الأسد الأتراك كثيرًا من الكلام المعسول إما من قبيل «التقَّية» أو من قبيل التلاؤم مع التوجهات و المناورات الروسية التي من المفترض أنها مكشوفة معروفة ، لكنه في كل الأحوال سيلعب حتمًا مع رجب طيب إردوغان و رئيس وزرائه بن علي يلدريم اللعبة نفسها التي حاول أبوه لعبها مع سليمان ديميريل ، فيقطع علنًا العلاقة مع حزب العمال الكردستاني - التركي لكنه في السر يبقي على التعاون الاستخباراتي معه ، و هو بالتأكيد سيساعده على زرع خلاياه السرية في معظم المدن و المناطق التركية ، فمصلحته - أي الرئيس السوري - و مصلحة فلاديمير بوتين تقتضي أن تبقى تركيا منهكة مستنزفة منشغلة بأوضاعها الداخلية ، و كل هذا وفقًا لمقولة تنسب إلى لينين ، يقول فيها : «عليك إن أوقعت خصمك أرضًا ألا تدعه يقف , لأنه إن وقف سيوقعك أرضًا».

تعليق : تحليل عميق جدا" للعلاقات بين سوريا و تركيا و معلومات مهمة ردا" على تصريحات رئيس الوزراء التركي لا يمكن أن تعرفها إلا من كاتب خبير و عميق المعرفة بشؤون المنطقة مثل الأستاذ القلاب .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 03:29 PM