العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2014 , 09:13 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : يوم أمس 01:47 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 المفكر و الداعية و الفقيه و الأديب



أيمن الجندي

يحدث كثير من اللبس بسبب عدم التفرقة بين المفكر و الداعية و الفقيه و الأديب و ما الذى ننتظره من كل واحد منهم ! و لتوضيح الفكرة فإننى سأضرب مثلا لكل واحد فيهم فأقول إن العقاد مثال للمفكر عندى و الشيخ الغزالى مثال للداعية و الإمام أبوزهرة مثال للفقيه و سيد قطب مثال للأديب . ما الفارق بين هؤلاء جميعا ؟ و من المعتبر عندى ؟ هذا ما يحاول المقال الإجابة عنه . العقاد كمثال للمفكر كان مفكرا لا داعية , لم يلبس قط ثياب الناصحين و إنما عبّر عن قناعاته الفكرية و العقائدية . لم ينه الناس عن منكر و أتى مثله , و لا أمرهم بمعروف و لم يفعله ، و لم يزعم قط أنه إمام فى الدين . كانت مؤلفاته دفاعا عقليا حارا عن الإسلام و هذا ما يعنينى أما سلوكه الشخصى فأمر بينه و بين ربه ليس من شأنى أن أستقصيه . قد يكون المرء غير ملتزم رغم إيمانه الصادق ، فالالتزام قدرة على الانضباط و ليس الاعتقاد . على سبيل المثال كل الطلبة المجتهد منهم و المستهتر فيهم (يعتقدون) فى امتحان نهاية العام و لكن الفارق بينهم فى درجة الاستعداد لهذا الامتحان . أما الداعية كالشيخ الغزالى مثلا فإنه لا بد أن يطابق فعله قوله و إلا كان من المنافقين ! و أن يكون سلوكه قدوة لى فى الظاهر و الباطن و إلا فلماذا يأمرنى بالمعروف و ينهانى عن المنكر ؟! و قد كان شيخنا الغزالى- رحمه الله - خير مثال للداعية الذى يَنفُذُ للقلوب , هذا مع الإشارة إلى أنه لم يكن داعية فقط بل اكتسب شيئا من خصال المفكر و الفقيه لكنه اختار لنفسه وصف الداعية عنوانا لكتابه «هموم داعية». أما بالنسبة للفقيه و أنصع مثال له فى رأيى كان الشيخ محمد أبوزهرة فهو يكتب بدقة بالغة تشبه دقة الأبحاث العلمية إذ إن رأيه منضبط بالفقه الصارم ، لذلك تجد كتاباته خالية من البلاغة الأدبية لكنها شديدة الدقة من الناحية العلمية كأنه يكتب بميزان الذهب , فلا تأخذه الحماسة أو المبالغة التى تُباح للأديب . و يكون لرأيه من القيمة و الأهمية ما لا يكون لغيره ، ذلك أنه يزن الرأى بميزان الفقه . على سبيل المثال قد يقول المفكر أو الأديب أو الداعية أنه (لا نسخ فى القرآن) لكن الرأى نفسه يكتسب قيمة عظيمة حين يصدر من فقيه . أما الأديب و مثله الناصع عندى سيد قطب فكل المشاكل نشأت حين قرأوا كتبه كفقيه و ليس كأديب . و الأديب يستخدم كل حيل الصياغة الأدبية للتأثير على القارئ فيما لا يباح ذلك للفقيه . لقد برع الناقد سيد قطب فى استخراج كنوز القرآن البلاغية على نحو مبهر و تجلى ذلك فى كتابه الرائع «التصوير الفنى فى القرآن» لكنه حين أراد أن يعبر عن أفكاره فإنه لم يفعل ذلك بصرامة المفكر أو ميزان الفقيه و إنما استخدم بلاغة الأدباء و قدرتهم على النفاذ للنفس لإقناعهم بما يريد . و من المعروف أن الأديب ينزلق فى حماسته البلاغية بعيدا و هذا ما حدث مع سيد قطب . و هذا هو سبب كل المشاكل حين لم يفرق القُرّاء بين الفقيه و الأديب فقرأ الإسلاميون كتبه كفقيه و كان يجب أن يقرأوها واضعين نصب أعينهم أنه أديب . و أختم المقال بالتنويه إلى الفارق بين الكتاب الذى يعرض رأيا و النص الأدبى . فى معرض دفاع نجيب محفوظ عن «أولاد حارتنا» قال إنه كتبها كرواية و لكن المشكلة حدثت حين قرأوها كرأي و الفارق كبير , رحم الله الجميع .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الداعية بوق يروج للكراهية و الإرهاب على البشرية .. و الليبراليون غيروا جوهر الحياة في المملكة البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 16-10-2016 05:08 PM
ما هي أشهر كتب المفكر جورج طرابيشي ؟ البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 24-03-2016 08:47 PM
ولاية الفقيه في دبلوماسية إيران البرواز و الصورة المنتدى العام 0 06-02-2016 08:33 PM
لنرد للولي الفقيه في إيران بضاعته الکاسدة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 11-07-2015 04:22 AM
الإفتاء المصرية : إطلاق اللحية عادة وليس من الشرع البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 2 16-12-2013 11:11 AM


الساعة الآن 04:31 AM