العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-2016 , 07:07 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 04:48 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 أسئلة مرعبة يجب أن تطرح



علي محمد فخرو

من مفارقات الزمن الردىء الذى يعيشه العالم الآن أن تطرح أوروبا على نفسها أسئلة تشكك فى كل ما نادت به فترة «الأنوار» الأوروبية من قيم و مسلمات ظنت أن نشرها سينقل البشرية من حالات التوحش و البدائية و التخلف إلى حالات التمدن و الرقى الحضارى . و إلا كيف نفسر موجة «النهايات» و «البعديات» التى اجتاحت الساحات الفكرية و السياسية و الاقتصادية الأوروبية بين عام 1990 – 2002 ، بدءا «بنهاية الإيديولوجيا» مرورا «بنهاية الجغرافيا» تتبعها «نهاية التاريخ» و «نهاية اليوتوبيا» انتقالا إلى «ما بعد الماركسية» و «ما بعد الرأسمالية» و انتهاء للإعلان عن نهاية الحداثة و الانتقال «لما بعد الحداثة»؟ كل عنوان من تلك العناوين الصاخبة المتحدية كان عنوانا لكتاب أو أكثر كتبه مفكر أو عالم مشهور غير متهور . كل كتاب أثار الكثير من الجدل و الضجيج إذ إنه يعلن بصورة مباشرة أو غير مباشرة تعثر أو إفلاس ذلك الشعار الأنوارى الحداثى أو ذاك . لم تصل تلك الموجة إلى نهايتها بعد ، إذ صدرت أخيرا كتابات كثيرة تنتقد بمرارة الصورة الجديدة للرأسمالية النيوليبرالية العولمية التى لا تعترف إلا بمتطلبات و قيم و قوانين السوق المتنافس الاستهلاكى النهم الذى يسلع و يسطح و يبيع و يشترى الفن و الثقافة بل و الإنسان . كما صدرت كتابات تنتقد بمرارة و خيبة أمل النواقص الكثيرة فى النظام الديمقراطى الليبرالى الغربى ، أى النظام الذى اعتبره الكثيرون الملاذ الأخير للإنسانية فى وجه الظلم و التسلط و الفساد و اللامساواة . فى هذه اللحظة فى فرنسا أحد أهم منابع نهر الأنوار الأوروبى المتدفق منذ ثلاثة قرون ، هناك نقاشات تعبر عن قلق عميق حول ما وصلت إليه موجات «الأنوار» و «الحداثة». بعضهم يقول بأن فرنسا و بالمثل أوروبا تعيشان نقيض عصر الأنوار : إذ تشابكت و اختلطت و اختفت الفروق بين تيارات اليسار السياسى مع اليمين السياسى ، و الشعارات الفاشستية مع الشعارات الديمقراطية ، و إذ تتصارع المساواة السياسية مع المساواة الاقتصادية و الاجتماعية فى حرب عبثية ، و إذ تترنح القيم الثورية الإنسانية التاريخية و تسود اللاعقلانية على كل محاولات العقلانية خصوصا بين الجماهير الهائمة على وجهها . ما الذى حدث ؟ الذى حدث هو أن الغرب تعايش مع حقارات الاستعمار , و مع شن حربين عالميتين فاجرتين ، و مع تدخلات عسكرية انتهازية فى طول و عرض المعمورة ، و مع تعايش أنانى مع كل نظام فاسد سلطوى مرتهن لنزواته ، و مع نظام سياسى و اقتصادى عولمى يفقر الفقراء و يدمر البيئة و الطبيعة و كل جمالات الحياة ، و مع إحلال الأنظمة و السلطات الاستخباراتية فى صدارة الحياة السياسية و الثقافية و الإعلامية ، و مع حكم البلدان من قبل الشركات الكبرى و مؤسسات المال ، و مع تهميش أدوار المفكرين و المثقفين . ترى لو أرجعنا البصر إلى الأرض العربية ألن نرى بوادر السير فى نفس طريق «النهايات» و «الما بعديات» لعقائد و شعارات و وقائع عملت الأمة العربية عبر القرون للوصول إليها و ظن العربى أنها أصبحت من المسلمات فى حياته ؟ الآن و العديد من الأقطار العربية فى طريقها نحو التجزئة و التفتت بسبب الصراعات المجنونة المفجعة بين مكوناتها و الاستباحة التامة لها من قبل قوى الخارج المتآمرة على وحدتها القومية و نهوضها .... الآن و العديد من الأقطار العربية الأخرى تتهيأ و تهيئ للدخول فى نفس النفق المظلم ، هل سنرى البعض يعلن نهاية الدولة الوطنية العربية بعد أن أعلن البعض سابقا نهاية شعار الدولة القومية العربية الموحدة ؟ هل سندخل عصر النقاش حول طبيعة «ما بعد الدولة الوطنية القطرية» ؟ و هل ستكون مبنية على أسس قبلية أم أسس مذهبية طائفية أم أسس عرقية لغوية ؟ الآن و الجنون التكفيرى الجهادى الإسلامى العنفى البربرى يجتاح طول و عرض بلاد العرب و بلدان المسلمين ، هل سنتكلم عن «نهاية الإسلام المحمدى» إسلام العقيدة الواحدة القائمة على أسس الحق و العدالة و القسط و التسامح و التراحم و حرية الإنسان فى عقيدته و إيمانه و الاعتراف بأديان الآخرين ؟ هل سنعلن مجىء رسالات «ما بعد الرسالة المحمدية» على يد معتوهين و لكن بأتباع و مناصرين كثيرين يطرحون أنفسهم لا كخلفاء سياسيين و إنما كخلفاء دينيين أيضا ، لهم الحق و واجب الطاعة فى أن يقرأوا القرآن و يفهموا أقوال نبى الإسلام بصور لا تقرها عدالة السماء و لا عدالة الأرض ؟ هل سنتكلم عن إسلام ما قبل «القاعدة» و فراخها و ما بعدها ؟ هل سنتكلم عن نهاية شعارات الوحدة و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و التنمية الإنسانية و التجدد الثقافى التى استنفذت طاقات أجيال من الإصلاحيين و المفكرين و القادة المناضلين لتحل محلها شعارات متخلفة ظالمة متسلطة من مثل سبى النساء ، و ذبح أصحاب الديانات السماوية الأخرى ، و إنهاء كل مظاهر الثقافة و الفنون الرفيعة ، و خنق الحريات الفكرية و السياسية ، و إيقاف الانتقال إلى الديمقراطية ، و رفض كل منجزات العصر الفكرية و العلمية و الإبداعية ، و إيقاف التاريخ لإرجاعه إلى الوراء عشرات القرون ، و الدخول فى معارك صبيانية مع كل الأمم ، بل و الوصول إلى الادعاء بمعرفة الطريق الأوحد إلى دخول جنة الله سبحانه و تعالى ؟ هل نحن نتخيل أشياء لن تحدث بطرح أسئلة غير واقعية ؟ أبدا ، إذ من كان يصدق أن ثلاثة قرون من «الأنوار» الأوروبية ستنتهى بأن يصرح أحد الكتاب الفرنسيين بأن حضارتهم (الأوروبية) تتبدد و تنهار و إنها فى نهاية السباق لأنها لا تنتج شيئا ؟ ثم يصرخ : المركب يغرق و لا فائدة من وضع الإطارات المطاطية . إنها تصوير قاتم و لكن أليست الحالة العربية الآن أكثر قتامة و أشد بؤسا ؟

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نواجه أسئلة الانهيار الفكري ؟ البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 27-06-2021 05:16 AM
نخب عربية بلا أسئلة البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 26-09-2018 07:02 PM
حقائق مرعبة عن شركات الادوية و ممارساتها القذرة البرواز و الصورة منتدى الصحة 0 21-02-2015 10:55 PM
أسئلة.. لا توجهيها لصديقتك العزباء البرواز و الصورة المنتدى العام 0 08-05-2013 03:22 PM
قطر تطرح وظائف للخليجيين بمزايا تماثل 90% من مواطنيها البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 15-03-2013 01:10 PM


الساعة الآن 06:30 AM