اكتشفت طالبة سعودية طريقة لقياس التأثير السلبي للمركبات الكيمياوية على المحاصيل الزراعية ، عن طريق تحليل الدائرة الكهربائية لنسيج الثمرة . وتفوقت بفكرتها خلال الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع) ، فرشحتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) للمشاركة في معرض انتل الدولي للعلوم والهندسة (ISEF) الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية . وقالت الطالبة سارة محمد سالم مرعي 19 عاماً لـ"الرياض" : "خطرت لي فكرة مشروعي بعدما لاحظت أن بعض الفواكه والخضروات تظهر وكأنها طازجة وصالحة للأكل ، ولكن بمجرد فتحها نجد بعض آثار العفن أو الديدان".
وأضافت : "عندما بحثت في أسباب هذه المشكلة ، وجدت أن المزارعين يستخدمون مركبات كيمياوية تساعد على تسريع نمو المحاصيل الزراعية وإعطاء الثمار شكلها الجذاب واللامع ، مما أدى إلى ظهور 200 مرض جديد عام 2010 لم يعرف لهم أصل في السابق". وذكرت أن لفكرتها تطبيقات في مجالات عدة ، إذ انها تساعد المزارعين في قياس نسبة نضج المحاصيل الزراعية بسهولة في الحقول والمزارع ، وتشخيص أمراض المحاصيل الزراعية ، ما يؤدي إلى الإسراع في مكافحتها . بالإضافة إلى تسهيل اختبار صلاحية المحاصيل الزراعية المستوردة على العاملين في الجمارك أو مجالات الصناعات الغذائية . وأبانت أنه سيتمكن كل شخص من التفريق بين الثمار الطبيعية وغير الطبيعية رجوعاً إلى قاعدة بيانية موثوقة ، وبهذا يمكن ضمان غذاء سليم وصحي.
وأكدت أنها واجهت صعوبات خلال مسيرتها ، منها أنها بدأت العمل على مشروعها في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في جدة خلال فترة الصيف ، ومع بدء الدراسة اضطرت للانتقال إلى الرياض واستكمال المشروع في جامعة الملك سعود تحت إشراف لجنة علمية أخرى وبأجهزة مختلفة نوعا ما. كما أنها كانت تدرس في الصف الثالث الثانوي وتعمل على المشروع في الوقت ذاته ما شكل ضغطاً إضافياً عليها . ولفتت سارة إلى فضل مؤسسة "موهبة" التي رشحتها بعد أولمبياد إبداع إلى معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة ، الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. وعن هذه التجربة تقول سارة : "كانت مشاركتي في معرض انتل أكبر فرصة أتيحت لي ، لأنها أتاحت لي التواجد بين نخبة من طلاب المملكة والعالم ، ومشاركتهم التدريب والتخطيط ، وأجمل المواقف التي مررت بها هناك كانت لحظة تتويج فاطمة العجاجي كفائزة ، إذ انهالت دموعي فرحاً وكأنني أنا الفائزة". وتطمح سارة التي تدرس حالياً في كلية الطب البشري والجراحة بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ، إلى أن تواصل عملها في مجال البحوث العلمية الطبية ، وأن تفوز بجائزة نوبل ، وتصبح أول وزيرة للصحة في المملكة.