العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-2015 , 01:54 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 10:04 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon29 تمثال كسرى على مدخل الخليج و حماس تكتشف الحقيقة



د . محمد الرميحي

سواء كنت من مناصري حماس أو منتقديها فإنك لا تستطيع إلا أن تبدي الإعجاب بمناورة قيادتها السياسية في الأوقات الصعبة كما تظهر في قراراتها على الأرض . و يبدو أن قيادة حماس لها من القدرة التي ورثتها من الصراع الطويل مع إسرائيل ما يمكنها من النظر الأكثر عمقًا للتطورات المحيطة بتسارع الأحداث السياسية في المنطقة ، فهي في الوقت المناسب تتخذ موقفا لم يكن متوقعا" منذ أشهر قليلة . فبعد أقل من ثلاثة أيام من توقيع الاتفاق النووي الإيراني الغربي (الأميركي) على وجه الخصوص كانت في ضيافة الملك سلمان بن عبد العزيز في مكة المكرمة من أجل الوقوف مع قضيتها التي ناورت إيران ردحًا غير قليل من الزمن على جاذبيتها للجمهور العربي و وعدها المعلن بالوقوف مع القضية و دعمها توظيفًا لأهداف سياسية . لا يصح إلا الصحيح و لكن قبل الدخول في التفاصيل فإن قيادة حماس كانت تحمل الحاسة السادسة نفسها عندما هجرت نظام دمشق الذي كان يرغب في توريطها معه في قتل و تشريد السوريين . لماذا ذهبت حماس إلى مكة و مدت اليد إلى المملكة العربية السعودية ؟ في رأيي لسببين : الأول أنها تعرف معرفة اليقين أن الحضن السعودي من كل بلاد الأرض هو الذي حضن و يحضن القضية الفلسطينية دون شروط و لا مناورات ، و هو الملجأ و الملاذ في أول الأمر و آخره الذي لن يتخلى عن النضال الدؤوب لهذه القضية ببساطة لأنها قضيته منذ تأييد الراحل الملك عبد العزيز طيب الله ثراه . و ثانيا ، و هنا مصلحة حمساوية مباشرة يعرف قادة حماس أن الصفقة بين إيران و أميركا في جزء منها هي صفقة لتخلي الأولى عن القضية على المدى المتوسط و التي دأبت على تحميلها لفظًا كل المساوئ التي ترتكبها طهران في حق العرب و بيعها على أنها «دفاع عن فلسطين». لم يكن ذلك الموقف بعيدًا عن التحليل المنطقي المنتظر في الأيام المقبلة حيث ظهرت شعارات في طهران و لو كانت الآن تظهر على استحياء فإنها سوف تسود في الآتي من الأيام استبدلت «العرب» بـ«أميركا».. تقول «الموت للعرب» نعم من جديد «الموت للعرب». و هكذا طفح التوجه الفارسي التاريخي على التصنع الذي لبست طهران قناعه في العقود الثلاثة الأخيرة . و زاد ذلك التوجه ثباتًا أن «تمثالاً ضخمًا لكسرى» الذي بدأ بإزاحته «دخول الإسلام لفارس!» في القديم من التاريخ قد تم تنصيبه على مدخل الخليج الجنوبي «هدية عيد الفطر»!.. و هو أمر رمزي يشي بعداء للعرب و رجوح التعصب الفارسي الذي كان معروفًا لدى الخاصة و مخفيًا خلف شعارات كثيفة يتم تسويقها بين العوام . خطوة حماس في العودة إلى الحضن الدافئ و الحاني تعني فهمها لانتهاء عصر المقاومة اللفظية الإيرانية تجاه إسرائيل و هي بشرى أخرى لإسرائيل . حتى لو أغلظت القول في المرحلة الحالية من أجل الابتزاز السياسي فإن أفضل مكان مسالم سوف يصبح و لفترة طويلة هو «الجنوب اللبناني» هناك سوف تصمت المدافع إلى وقت يطول . فشعار «الحياة لأميركا» الذي سوف يرفع في طهران سوف يعقبه شعار واقعي هو «الأمن لإسرائيل» في الجنوب اللبناني ، أي أن تلك القوى التي تغذت على «المقاومة» و استهلكت الحرث و النسل في لبنان على حساب الطوائف كافة بأنه لا صوت يعلو على صوت المقاومة حتى لو كانت في شوارع بيروت العاصمة العربية سوف تجد نفسها مسايرة لذيول الاتفاق الإيراني - الأميركي ، فلا يعقل أن تسالم طهران و تخاصم الضاحية الجنوبية التي كانت دائما تتبع تعليمات طهران بحذافيرها . نعم قد يفاجأ البعض بأن إسرائيل هي المستفيدة الكبرى من الاتفاق في فيينا ، فهي رغم ضجيجها المفتعل قد حصلت مؤقتًا على توقف المسار النووي العسكري الإيراني و تمهل في التوجه إلى ملكية أسلحة طويلة المدى ، و هي أيضًا حصلت على «صمت القبور» على حدودها الشمالية المشتركة مع لبنان . إلا أن ضبابًا كثيرًا من الدعاية سوف يصاحب ذلك الصمت لتبريره كالقول بالانشغال بالمعركة في سوريا , أو تجنب إشعال فتنة داخلية ، أو أي ذريعة أخرى ، إلا أن الحقيقة العارية التي يجب أن تفهم الآن هي أنه لا حرب باتجاه إسرائيل و لا حتى طلقات «كاتيوشا» متفرقة كما كان يحدث بين وقت و آخر في السابق سدا للذريعة . تحقق إيران هدفين أساسيين في ما بعد استقرار الاتفاق مع الغرب : أولهما هو استمرار الشهية التوسعية الفارسية في الجوار العربي و هي شهية سياسية (لا طائفية كما تسوق للعامة) لكنها تغطى بضباب «إيماني» هو إشاعة أن «المهدي المنتظر» لن يظهر على الأرض إلا بعد أن تسود إيران الشيعية على كل بلاد المسلمين ، و هنا سوف يتحقق الظلم كاملاً و الجور شاملاً تمهيدًا لظهور المهدي .. و الفكرة الأخيرة تسوق الآن بكل ضراوة لدى العامة و البسطاء من الناس في أكبر تزييف للأهداف السياسية تحت غطاء مذهبي ! فمن كان يرى أن طهران في حكم الملالي هي حليف دائم للقضية الفلسطينية عليه أن يزيل تلك الغشاوة عن عينيه و لعل أول من أزال تلك الغشاوة هي قيادة حماس التي عرفت لطول خبرة أن إيران المليئة بشحنة مضادة للعرب تاريخيا لم تكن بجانبها بسبب عطفها على العرب ، بل بسبب تحقيق مصالح لها منها الضغط على الغرب من خلال تهديد إسرائيل و منها كسب رأي عام عربي مضلل . لم يعبث بقضية سياسية كما عبث في التاريخ الحديث بالقضية الفلسطينية و حري بقيادة حماس أن تقيم الوصل كاملا و من غير تردد أولا بأهلها في الضفة و القطاع ، و ثانيا بأهلها العرب و على رأسهم المملكة العربية السعودية التي لم تحنث في تاريخها بوعد للقضية ، و لا ناورت حولها لتحقيق مصالح أخرى خفية كما فعلت الآن و بوضوح طهران . و قد جاء الرد سريعا لخطوة قيادة حماس بتفجير خمس سيارات مفخخة في غزة لإرسال إشارة بأن بعض الجيوب يمكن أن تنقص على مسار قيادة حماس و في عقر دارها ! يأخذنا هذا التحليل إلى بعض الإخوة من العرب الشيعة الذين التحموا بالمشروع الإيراني فقد آن الوقت أن ينظروا عن قرب أن إيران الفارسية ليست بوارد إنصافهم حتى لو وقع عليهم حيف وطني ، لأن إخوتهم في الشريط الطويل (الأحواز) غير منصفين رغم شيعيتهم ، و أن خروجهم من المكون الوطني كونهم عربًا لا يعني قبولهم في الجانب الإيراني المشبع بالكراهية القومية ، بل إن ذلك الخروج مضر بمصالحهم على المدى الطويل و خير الأمور هو الالتحام بمواطنيهم و القبول بما يجب القبول به ، أي حق المواطنة و العمل مع الجميع على تطوير حكم عادل و رشيد لكل أطياف المجتمع دون تفرقة أو تهميش على قاعدة المواطنة لا الطائفة . لقد تمت أمامنا مناصرة طهران لأرمينيا في ناجورني كارباخ على حساب أذربيجان المسلمة ذات الثقل الشيعي !.. إنها السياسة لا الطائفة ! ربما نشهد في سياق الأحداث الأخيرة تحقق إحدى الحكم العربية القديمة القائلة «رب ضارة نافعة» عند الانتهاء من تثبيت ذلك الاتفاق النووي و توثيقه في المجال العالمي بأن يعود الأهل إلى ذويهم .. بعض الشيعة العرب إلى المكون العربي الذي يجمعهم و قد جمعهم قرونا" سابقة ، و بعض المكون الفلسطيني إلى أهله لأن العصي إذا اجتمعت صعب كسرها . آخر الكلام : أزمة الحكم في إيران هيكلية و ستظل قائمة ، فالقلق المرضي من فقدان السلطة المبنية على كهنوتية غير تاريخية يحتاج دائمًا إلى تحشيد واسع خلفه فيشغل الجميع بـ«أعداء» و إن لم يكن الغرب فهم عرب الجوار . و لن يستقر الأمر إلا بحلول الثقة بالنفس و هي ثقة ليست قريبة لأنها تتطلب تنازلات لا يبدو أنها مستطاعة في القريب .

تعليق : يجب أن يقراء الشيعة العرب هذا المقال لفهم حقيقة ايران و نواياها تجاة العرب شيعة و سنة .


 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دول الخليج و دولة قطر البرواز و الصورة منتدى بلادي قطر 0 24-08-2014 11:33 AM


الساعة الآن 12:21 AM