العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-2018 , 04:14 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 13-11-2024 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 الفرق بين الصابون و الشوربة ؟



د. محمد الرميحي

قال صديقى متى يمكن لنا أن نتقدم نحن العرب و نلحق بركب تلك الدول المتقدمة أو حتى التي فى طريقها للتقدم ؟ قلت ذلك سؤال افتراضي ، و لكن عندما نعرف الفرق بين الصابون و الشوربة ! يمكن لنا بعد ذلك أن نقول إننا فى الطريق أو بدايته لتعليم حقيقي ؟ قال لم افهم ؟ قلت انتشر بين كثيرين فى الأيام القليلة الماضية شريط فيديو صغير على وسائل التواصل الاجتماعى يظهر أحدهم محتجا بشدة على شركة توزع نوعا من الشوربة فى نظره و قد أبان تلك العبوة للجميع ، و أخذ فى إذابة الشوربة تلك فى ماء ساخن فلم تظهر إلا رغوة شبه داكنة و قد تكون سامة ، و حمل على تلك الشركة و الغش المنتشر فى المجتمع و كال لها الشتائم و الاهانات ، و لكن لم يتبين الرجل ذاك أنه بجهله مابين يديه فلم يفرق بين الكلمة المكتوبة على مغلف المنتج و كانت soap و اعتبرها soup اى أنه خلط بين الصابون و الشوربة و هذا نوع من الجهل المركب ينتشر بأشكال مختلفة فى الفهم و المعرفة و التدقيق بيننا و لخريجى مدارسنا ! اما المثل الاخر الذى اريد أن أضربه فهو قول رئيس شركة جوجل العالمية فى مؤتمر عقد اخيرا فى الصين ، قال نحن نعمل و ننتج فى الصين لا لسبب رخص اليد العاملة الصينية كما يعتقد البعص ذلك خطأ ، فنحن ندفع لعمالنا الفنيين نفس الأجور التى تدفع فى اماكن أخرى ، نحن هنا بسبب توفر المعرفة الفنية لدى العمال الصينيين ثم ضرب مثالا على ذلك ، فقال : لو أردت متخصصين من العاملين فى هندسة الكمبيوتر لربما وجدت فى الولايات المتحدة عددا يكاد بالكثير يملئ هذه الحجرة فى استوديو التسجيل ، و لكن لو اردت مثلهم فى الصين فسوف أجد اناسا يمكن ان يحتلوا ملعبا لكرة القدم . قلت لصاحبى هل فهمت قصدى الآن ؟ انه جودة التعليم ثم التعليم ليس الكمى لكن الكيفي . نحن فى البلاد العربية منذ القس دانلوب ( الشخص البريطانى متوسط التعليم الذى اسس ما عرف بالتعليم الحديث فى مصر 1889 و على منواله فى معظم الدول العربية ) لم نعرف ان ذلك الطريق الذى ابتدعه السيد دانلوب فى التعليم محدود ، يُعنى فقط بتخريج موظفين للحكومة ( وقتها حكومة الاستعمار البريطانى التى يحتاج الى موظفين محدودى التعليم)! و هكذا سرنا فى تجارب التعليم فى معظم الدول العربية على ذلك المنوال . لم نتوقف للحظة لنسأل لماذا جامعاتنا لا تنتج المعرفة ؟ و لماذا شعوبنا تسير وراء أول مطبل يأخذ من العرق أو الدين أو الطائفة شعارا له ؟ لماذ تخترق عقولنا مقولات الخرافة بسهولة و نميل الى التطير بدلا من التطبب ، و يتبع شبابنا صيحات المرجفين بسهولة و يسر ؟ أو لماذا لا تكون جامعتنا مكانا للاختراعات ؟ بل إن جامعاتنا لا تنتج من البحث العلمى الرصين الا أقله ، و يكثر بين شعوبنا نسبيا المنجمون و ضاربو الودع ، ذلك كله بسبب تردى التعليم و منهجه التلقيني الذى تجعل من البعض لا يفرق بين الصابون و بين الشوربة . كثيرون منا يعرف ان التعليم الجيد هو مفتاح التقدم ، و لكننا فى النهاية نلجأ الى الشهادات المضروبة ، و الى الأساتذة المنهكين فى التدريس و قلة الإنتاج ، و المتميزون منهم يعانون من قلة الدخل ، و إلى نظام تعليمى من الاسفل الى الاعلى خاطئ تماما فى التوجه و الهدف و طريقة التنفيذ . أصبحت تجارب التعليم و تفرعاته عملا تهتم به الحكومات و الشعوب الاخرى على مستوى رفيع لأنه مفتاح التقدم أو التأخر . الانطلاقة الأولى لإصلاح منظومة التربية و التعليم تستدعى معرفة مواطن الخلل التى تعانى منها تجربتنا العربية فى أركانها الأساسية (القوانين و اللوائح ، الهيئة التدريسية ، الترسانة الكبيرة من مخرجات التعليم , نوع التخصصات ، العبء التدريسى و القدرة البحثية و الاستقلالية)، و لا يمكن أن نحقق النتائج المنشودة من سوية تعليمية منشودة ما لم توضع الإستراتيجية التعليمية المتماسكة و المحترفة على مستوى الدولة التى تصلح الاختلالات التى ظهرت فى المسيرة العربية للتعليم و ترسم خارطة طريق المستقبل المرغوب ، فما هو معروف أن الدول العربية تولى حقل التعليم أهمية خاصة شكلا و ترصد الميزانيات إن حسبنا الموارد المالية المخصصة ، كل ذلك يذهب عبثا لفشله فى خلق رأس مال بشرى يحافظ على تنمية مستدامة ؟ يطرح سؤال ما الذى حصل لتكون تصنيفاتنا و مواقعنا فى الترتيبات العالمية متأخرة و متدنية و فى قوائم تصنيف المنظمات الدولية المعنية فى هذا المجال بين دول العالم ؟ لاسيما إذا ما عرفنا أن هناك من يسبقنا فى الترتيب من دول العالم رغم أن إمكانات بعضها المالية و الإنفاقية متواضعة على التعليم ، السبب هو أن اولوية التعليم لديهم هى اولوية دولة ، تسخر لها الموارد و تُبنى لها المؤسسات على أساس انها جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني ، و لدينا التكوين المعرفى مخترق ، كان و لا يزال يتفاقم الاختراق حتى تشوهت العملية التعليمية برمتها ، فهل من مستجيب ؟

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تعرف الفرق بين الماركة الاصلية و المزيفة ؟ البرواز و الصورة المنتدى العام 0 06-03-2017 06:04 PM
الفرق بين الشريعة و الفقة البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 2 23-08-2014 02:18 PM
حماية المستهلك تغلق محلات خان الصابون البرواز و الصورة منتدى بلادي قطر 0 09-07-2014 01:05 AM
كن أنت من يصنع الفرق ! شفافية المنتدى الثقافي 2 06-03-2014 09:44 PM
الفرق بين الشيعة و السنة في عملية الجماع ؟ البرواز و الصورة منتدى الفكاهة و المرح 0 25-12-2012 11:33 PM


الساعة الآن 01:52 AM