حسين شبكشي
تابع العالم أخبار ملاحقة القضاء المصري للإعلامي والطبيب المصري باسم يوسف والتحقيق معه وإطلاق سراحه بكفالة مالية بعد أن تم توجيه تهمتي إهانة الرئيس وازدراء الدين إليه.
والشيء «الغريب» : كيف لنظام يحكمه رئيس آت من جماعة تدعي أنها تتحدث باسم الإسلام وتدافع عنه وعن رموزه ، كيف له أن يقبل بالإهانة المستمرة لأحد أهم العلماء في العالم الإسلامي اليوم ، والمقصود تحديدا شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب ؟ يبدو أن الرئيس المصري وحكومته لا يمانعان من التشكيك في جدارة الشيخ أحمد الطيب و«السماح» للحملة تلو الأخرى بالتعرض إليه وعدم توقيف شخصيات محسوبة على الحزب الحاكم أو جماعات متآلفة معه من الإدلاء بتصريحات مهينة وجارحة بحق الشيخ أحمد الطيب.
الشيخ أحمد الطيب عالم عظيم وجليل وصوت وسطي وعاقل وقلب متسامح ومتصالح مع نفسه . وهي صفات تكاد تكون قد قاربت على الانقراض . والمجتمع الإسلامي في أمس الحاجة بل في غاية الحاجة لقامات مثل الشيخ أحمد الطيب ، بعد أن انتشرت واستشرت لغة العنف والتشدد والتنطع والتطرف. الإقصاء بات يشكل خطرا واضحا على سوية العيش السلمي والمتسامح داخل المجتمعات الواحدة ، حتى بات الخطر الأشد أهمية ويفوق مخاطر التهديدات الخارجية والأوبئة الصحية بشتى أنواعها.
ومشيخة الأزهر نفسها ليست مجرد رمز مصري ولكنها منارة إسلامية عريقة عمرها يتخطى الألف عام ، والمشيخة ذات عمق وجذور هائلة لا مثيل لها في العالم الإسلامي ، وحماية المشيخة وشيخها لا بد أن تكون شأنا عاما حيويا مثلها مثل حماية أمن البلاد ، ولأن هذه المكانة متى ما تعرضت للتطاول اهتزت قيم ومعان في غاية الخطورة والأهمية ، والضرر من ذلك الأمر أشبه بزلزال مهول أضراره وتبعاته لا يمكن تقديرها أبدا.
الشيخ أحمد الطيب اُستهدف «سياسيا» بشكل ممنهج كما هو واضح ، والغاية «حرق» سمعة الرجل واغتياله معنويا حتى يتم «تطفيش» الرجل بشكل قوي والإتيان برجل آخر من رجال النظام من أهل الثقة والولاء التابعين لجماعة الإخوان المسلمين فكرا وعقيدة وسياسة وتنظيما ، فالأزهر هو «الجائزة الكبرى».. هو المنصب الأكثر أهمية والأكثر ثقلا والأغزر تأثيرا . ولكن «احترام» الشخصيات وإعطاءها الهيبة والوقار والأهمية والثقل والاحترام الجديرة به مسألة لا مجال للتقليل منها ولا التشكيك فيها أبدا ؛ لأن الإقلال منها سيؤدي إلى التأثير سلبا في كل الشخصيات بلا جدال ولا تفكير ، بما فيها المناصب السياسية الكبرى بكل أسمائها.
أحمد الطيب الرجل البسيط المتواضع الزاهد المليء بالعلم والأدب والتربية والمطلع على ثقافات الأمم والأديان المتحدث بطلاقة بلغات ثلاث والمطلع على علوم الشريعة ، خريج السوربون ، المحاور المتمكن مع أهل الملل والنحل والمذاهب والطوائف والأديان ، الواثق والمتمكن وغير الاعتذاري عن دينه الوسطي ، المحنك ، المطبق الحقيقي لشرع الله والممارس لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، واسع الصدر وحليم وكاظم للغيظ مترفع وراقٍ عما يحدث من تطاول وإساءة حوله ، لا يسمح بأن تكون الممارسات الصبيانية بحقه هكذا ويجب ألا يكون «رقما» في معادلة من هذا النوع ، فهو أرفع وأهم وأرقى من اللعبات والمؤامرات والمكايد والمهازل التي تعقد وتحاك باسم الدين والوطن والحزب والجماعة بحسب الظروف وبحسب الأزمان وبحسب الشخصيات.
التطاول المسيء بحق أحمد الطيب لعبة رخيصة ومكشوفة ، الغرض منها تجهيز «المنصب» لشخصية جاءت بشرعيتها عبر برنامج تلفزيوني جماهيري في محطة إخبارية مليئة بالضجيج ، ولكن ما هكذا تؤتي المناصب وما هكذا يستحق الرجال وما هكذا تورد الإبل . هي فاصل جديد من أخطاء متواصلة معيبة ومستمرة ولكن أخشى هذه المرة أن هناك تجاوزا كبيرا قد حصل في حق قامة استثنائية ومهمة جعل التعاطف الكبير معها خطا أحمر يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار.
* نقلا عن "الشرق الأوسط" السعودية
تعليق : توجة الأخوان شر مستطير ضد الأمة العربية و الدليل تقاربهم مع ايران و اعلان ايران اشكرة أن فكر الأخوان هو اقرب شي لهم بين الفرق الاسلامية . الحمدلله أنة انكشف توجههم القبيح بسرعة بعد ما كانت ناس كثير تتعاطف معهم بسبب محاربة النظام السابق لهم و ظن الناس الحسن فيهم بسبب الخدمات الاجتماعية الي يقدمونها للناس . الان صار واضح انهم غير صالحين للحكم لان حكمهم ايدولوجي يفرض وجهة نظر متشددة مثل ايران و العراق و السعودية . من الحسنات الي بانت بعد الثورات العربية هو انكشاف أن الاحزاب الدينية فاشلة في خلق وحدة و طنية و متسامحة و انة افضل للجميع و للاسلام أن يضلوا في العمل الخيري و يتركوا السياسة لاهلها حتى يكون السقف مرتفع يعيش تحتة الجميع بسلام . هجوم الخوان على شيخ الأزهر مخزي و يجب أن يتعاطف الجميع معة و يقفوا ضدهم حتى تظل الوسطية هي السائدة بدل الطاعة العمياء لهذة الجماعة المنفلتة و المتغطرسة في غرورها .