العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-2017 , 02:02 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : يوم أمس 04:48 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon27 في التربية الديمقراطية



عواد ناصر

منذ طفولة الديمقراطية ، مفهوماً و مؤسسةً و الحوار لم ينقطع بشأن العناصر الأبرز لهذا المبدأ الحديث في حياة الناس و الدول ، و لم يتوقف الجدل بشأنها حتى اليوم . رُغم جاذبية الفكرة و إغراء الأحلام البشرية بضرورتها ، و أهمية البحث في تلك العناصر و الأسس مثل : المساواة و الحرية و قوننة الحقوق و الواجبات وصولاً إلى "مؤسسة المواطنة" حارسة لحقوق الجميع من غدر الجميع و رقيبة دستورية على واجبات الجميع على الجميع . من بين الأسئلة الأكثر إلحاحاً على عقول الفلاسفة و الكتاب و المهتمين بمعضلة الديمقراطية هو حال الناخب الثقافية و مؤهلاته السياسية و عدته التربوية و السيكولوجية و هو يتوجه إلى صندوق الاقتراع ، باعتباره "الصندوق الأسود" الذي يضم أسرار الحدث و آخر ما توصلت إليه أجهزة التسجيل من ملابسات و اضطرابات و أحلام مديدة بحياة أقل خسائر و أكثر خدمات و أفضل ما يمكن تحقيقه على أيدي "نواب الشعب". انبثقت الفكرة منذ القرن السابع عشر و نمت و"ترعرعت" عبر حروب و معارك سالت فيها دماء و محابر كثيرة ، و صراعات حربية أو سلمية حتى بلغت شكلها الأخير : انتخابات سرية ، حرة ، يكون فيها المواطن وحيداً ، خلف باب أو ستار ، و ليس معه سوى خياره الواعي و ضميره الحي و شعوره بالمسؤولية إزاء بلده و مستقبل أولاده ، و مجتمعه بأسره . هذا المواطن هو "بيضة القبان" كما يقال ، حيث يشكل ، مع بقية أقرانه الناخبين ، الحياة المقبلة لمجمل البلد ، على ما قيل ، إيضاً بأن الديمقراطية أفضل أسلوب للحكم و تداول السلطة سلمياً ، على نواقصها . السؤال ، هنا و الآن ، هو من هو هذا المواطن الذي يتوقف عليه بناء مستقبل الشعب و الوطن ؟ باختصار ، فإن مواطناً جاهلاً ، يفتقر الحد الأدنى من التربية الديمقراطية لا يعول عليه في أداء دوره المنشود باختيار ممثله البرلماني ، مواطناً بلغ الثمانين من عمره ، مثلاً ، لم يضع ورقة انتخاب في "الصندوق الأسود" طيلة حياته ! مواطناً سليل الحروب و الانقلابات العسكرية و أقبية التعذيب و الجوع و الصمت و الإقصاء ، لا يعرف الخيط الأبيض من الأسود ، مثقل بأوزار ثقافة الخوف و الولاء و الخنوع و الخضوع لما شاعت تسميته بـ "الهويات الفرعية" بالضد من الهوية الوطنية ، يمارس حقّاً دستورياً و واجباً أخلاقياً (على الأقل) و هو يجهل أبسط مشاعر المواطن المسؤول حتى عن مستقبل أطفاله و أمن عائلته و تدبير مسارهم الاجتماعي و التربوي و العلمي و الثقافي لأنه ببساطة مواطن أمي , أتحدث عن الأغلبية . أسهمت مقالات و تعليقات و ردود أفعال أبداها مواطنون عاديون في إغناء تجربة بلدهم (فرنسا مثلاً) عبر حماس يسميه بيار روزانع¤الان (*) "الحماس الديموتربوي" نحتاً من "الديمقراطي التربوي" أسهموا "بدءاً بأستاذ السوربون و انتهاء بالجندي البسيط" حماس مثل "الإفصاح عن الدعوة للربط بين حق الانتخاب و واجب الثقافة". كان هذا مطلع القرن المنصرم تحديداً عام 1908 . يضيف روزانع¤الان : "ارتبط الأمر التربوي أثناء الثورة (الفرنسية) بحلم بناء الإنسان الجديد ، المتلائم مع حلم المدينة المتجددة التي يراد بناؤها" و يقتبس شعار فيلسوف فرنسي اسمه رابو سانت – إتيين "الذي أصبح لازمة كلام الخطط التربوية الوطنية الكبرى و هو شعار : يجب أن نجعل من الفرنسيين شعباً جديداً"..."الإنسان الجديد لا يعرف الأنانية ، مخلص بالكامل للإرادة العامة ، يتماثل وجوده تماماً مع سعادة الجماعة . إن هدف التربية هو تصحيح الطبيعة الإنسانية من أجل جعلها متناسبة مع هذا الطموح". و يذكر أيضاً أن فساد الناس يعود كما عندنا في العراق إلى إرث يتأتى من فساد الحكم المطلق . سؤال ثانٍ : هل نهض علماؤنا و مفكرونا و أدباؤنا و مربونا بمسؤوليتهم عن وضع "الخطط التربوية الوطنية الكبرى" لصناعة شعب جديد؟

(*) بيار روزانع¤الان ، انتصار المواطن ، ترجمة سليمان الرياشي ، دراسات عراقية .


تعليق : كتاب انتصار المواطن ترجمة سليمان الرياشي غير موجود على النت للقراءة أو التحميل . لذلك اللي يقدر يجيبه من معرض كتب إذا لقاه يكون شيء جيد لانه حسب هذة المقالة كتاب يستحق القراءة .


 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الديمقراطية .. هل هي الحل ؟ البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 22-06-2019 07:25 PM
الديمقراطية ليست دائما هي الحل البرواز و الصورة المنتدى العام 0 25-01-2018 04:49 AM
الملكيات و الديمقراطية ... ضد التعريف الإجرائي البرواز و الصورة المنتدى العام 0 14-01-2018 11:21 PM
مشكلتنا مع الديمقراطية البرواز و الصورة منتدى الرأي و الرأي الأخر 3 12-11-2015 06:45 PM
الديمقراطية مريضة ! البرواز و الصورة المنتدى العام 0 25-12-2014 12:06 AM


الساعة الآن 07:26 PM