العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-2014 , 03:20 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon41 شكراً على تدخّلك في حياتي (ممكن قراءة القصة بدون تسجيل)



بقلم : عائشة العمران

يقول : درستُ في الخارج أنا وصديقي ، قررنا أن نتزوج من ذلك البلد الأجنبي حيث أَحبّ كل منا زميلته في الدراسة ، ما إن عدت للوطن وأخبرت أهلي برغبتي هذه حتى شنّوا الحرب علي ، شعرت بالظلم والقهر واستسلمت لضغوطاتهم فتخليت عمن أحبها قلبي ، أما صديقي فقد تزوج فعلاً من ذلك البلد وحقق ماكنت أتمنى تحقيقه. ومرت السنوات ، تزوجت فيها فتاة من بلدي برضا أهلي وأصبحت أباً لأبناءٍ أكبرهم اليوم على أعتاب المرحلة الجامعية ، حاولت أن أطوي تلك الصفحة من حياتي بكل ما فيها من ألم إلا أن الجرح لم يلتئم بالكليّة ، حتى أتى اليوم الذي التقيت فيه بصديقي القديم فكانت المفاجأة . نظر لي وفي عينيه ألف كلمة ، سألته عن أخباره فتنهد بعمق وقال : من أين أبدأ ؟ من أبنائي الصغار الذين لايتحدثون إلا لغة والدتهم ، أم من ابني الأوسط الذي أخجل من الحديث عنه ، أم من مصيبتي الكبرى ابنتي البكر التي ورثت تمردي وعنادي ، أسميتها باسم والدتي فغيرته ليلائم ديانة والدتها وهربت مع صديقها الذي وشمت اسمه على جسدها كما هربتُ أنا من جلدي قبلها بعشرين عاماً فتزوجت أمها في يومٍ أتمنى الآن لو لم تشرق علي شمسه.

عدت إلى المنزل ذلك اليوم بخواء غريب ، اختفى الغضب الذي حملته في داخلي عمراً ، اختفت الغبطة التي كنت أشعر بها نحو صديقي، اختفى الوهم الذي أَثقَلتُ كتفي بحمله ، ما أجمل الواقع ، أي امتنان أشعر به الآن للأهل الذين نجحوا في منعي من اتخاذ ذلك القرار ، أي راحة تسكنني الآن في بيتي حيث زوجتي الصالحة وأبنائي ، كلهم يتحدثون لغة أفهمها ، لا أعني هنا لهجة الوطن الجميلة فحسب ، وإنما لغة من نوع آخر .. أفهمه.

قصة هذا الرجل أعادتني للمواقف التي منعني فيها والداي مما كنت أريد ، تذكرت بكائي المرير وأنا طفلة عندما منعتني أمي من المبيت لدى الجيران رغم أن أمهات صديقاتي يسمحن بذلك ، تذكرت حزني الشديد حين أجبرني أبي على الاستمرار في الجامعة بعد أن قررت الانسحاب في لحظة تهوّر ، وتذكرت الكثير. يتدخل الأهل أحياناً بدافع الحب ليمنعونا من إيذاء أنفسنا وإن لم نقدّر ذلك لصغر السن وقلة الخبرة حيث لا نرى الحياة كما تراها أعينهم الناضجة ، فكما يُجبر الأهل أطفالهم على حقن التطعيمات مهما زلزل بكاؤهم أركان المستشفى , يستمرون على ذلك طوال العمر لاسيما في المجتمع الشرقي الذي يقدّر تضحياتهم ويحض على برّهم ، لا أنكر أن بعض الأهل قد يظلمون أبناءهم ويسيئون الحكم على الأمور لكنّي أتحدث في هذا المقام عن العقلاء منهم. الأهل الصالحون لايهمهم بكاء الطفل الذي يريد تناول ماسيضره ، فصحّته أثمن من دموعه التي ستجف بعد حين ، الأهل الصالحون لايهمهم صراخ الطفلة التي لم يسُمح لها باستخدام الأجهزة الالكترونية طوال اليوم ، فعيناها أهم من رضاها ، الأهل الصالحون لن يسمحوا لابنهم الشاب بتدمير مستقبله بقرار اتخذه في لحظة طيش . ويظل تدخلّهم في حياة أبنائهم سافراً و رائعاً لايخضع لقوانين البشر ولايعترف بالخصوصية ، تحرّكه أقوى الدوافع على الإطلاق : حب غير مشروط ، فلاأحد سيحب أبناءهم بقدرهم ، ولا هم يطالبون بحب مقابل حب ، هدفهم الأوحد أن نكون بخير ، غياب المصلحة الدنيوية أمر مذهل ، اللهم حرّم أجسادهم على النار .

تعليق : أن شهد أني اتفق مع مغزى القصة أن رقعة الثوب حلاتة منة و فية , التقارب الثقافي و النفسي في منتهى الاهمية لا يدركة صغار السن بسبب قلة الخبرة و سيطرة الفورة العاطفية التي تذهب بعد وقت قصير , و تضهر عناصر الاستقرار الحقيقية و هي كما ذكرت التوافق بسبب عوامل الثقافة الاجتماعية و النفسية .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ست محطات في حياتي البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 2 09-03-2016 11:51 PM


الساعة الآن 07:25 PM