[البرواز و الصورة]

عندما يصاب الإنسان بمرض السرطان ، ويتم اكتشاف هذا المرض اللعين ، فأنه يذهب بعد ذلك للطبيب المختص لتحديد الجرعات العلاجية بالكيميائي ، الذي هو الحل الوحيد المتوافر في الوقت الحالي . لكن النظرة الدائمة هي أن العلاج الكيميائي يعتقد من خلاله المريض أنه إذا ما ظل يتناول جرعاته فإن ذلك سيؤدي في النهاية إلى الشفاء من هذا المرض الخطير ، لكن الحقيقة التي أكدتها دراسة أميركية أن تناول العلاج الكيمائي ما هو إلا طريقة لإيقاف نشاط هذا المرض والقضاء على جزء منه ، وأنه لا ينقذ حياة المريض بالسرطان إلا في حالات استثنائية تكون قد تم اكتشافها مبكراً.

وأكدت الدراسة الصادمة ، على أن العلاج الكيميائي ، ما هو إلا دواء يأخذ من أجل إيقاف نشاط السرطان وليس العلاج منه ، ومن أجل إطالة عمر المريض في بعض الحالات المتأخرة ، وتؤدي إلى تهدئة الجسم الذي يكون في حالة حرب قاسية بسبب هذا المرض الذي لا يرحم . وكانت هذه الدراسة قد بدأت في جمع معلومات عن المرضى المصابين بهذا المرض ، وهل لديهم القدرة على معرفة أن العلاج بالكيمائي ما هو إلا شيء ملطف للألم الذي ينتج عن هذا المرض الشرس ، ولكنه لا يعطى من أجل الشفاء من المرض . واستطلعت الدراسة ، رأي 125 مريضًا في مستشفى بوسطن الأميركية ، فوجدت أن ثلث هؤلاء الذي يعانون من السرطان لايعلمون أن العلاج الكيمائي لايؤخذ من أجل الشفاء ، والباقي يعتقد أن الكيمائي يستطيع مع المواظبة أن يقضي على المرض تماماً وهذا هو المفهوم الخاطئ.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية العلاج الكيمائي للمرضى الذين يعانون من السرطان حتى وإن كان لا يؤدي في النهاية إلى الشفاء ؛ نظراً لأنه لا يمكن أن يترك مرض السرطان دون تحجيم لهذه الخلايا حيث إنه إذا ترك بهذا الشكل سيؤدي ذلك إلى الوفاة في غضون أيام قليلة بينما في حالة تعاطي الكيميائي فسيمنح هذا المريض فرصة أكبر للحياة من نظيره الذي لم يتناول العلاج الكيميائي . يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه الدراسة إلى أن الاكتشاف المبكر للمرض يؤدي إلى أن العلاج الكيميائي يكون له دور فعال بشكل أكبر قد يصل بالفعل في النهاية أن يتم شفاء المريض منه ، ولكن هذه الحالات قليلة ونادرة نظراً لأن مرض السرطان يظهر فجأة ولا يشعر به المريض ، إلا في الأوقات المتأخرة . وانتهت الدراسة إلى أن هذه الحقيقة يجب أن يعرفها معظم مرضى السرطان من أجل عدم الإحساس باليأس إذا طالت مدة العلاج بالكيمائي ومن أجل معرفة أن العلاج الكيمائي مثل الدواء المسكن الذي يعطى لتخيف ألم الصداع أو الأسنان مثلاً لكنه لا يعالج.

تعليق : الدرس المستفاد هو أن الفحص المبكر الطريقة الوحيدة حتى يكون العلاج الكيماوي فعال في الشفاء و ليس وقف نشاط المرض و التخفيف من الألم فقط . دراسة تحذيرية و مخيفة في نفس الوقت لانة ناس كثير تفكر أنة بعد استئصال الجزء الكبير من الورم أن الكيماوي قادر على أنها الجزء المتبقي الصغير . نسأل الله الشفاء و العافية للجميع .