[البرواز و الصورة]

صدر الجزء الثاني من كتاب تاريخ العلم

(1543 - 2001) للمؤلف جون غريبين ضمن سلسلة عالم المعرفة - الجزء الثاني - ويقع في (391) صفحة من القطع المتوسط ويعالج من خلال محتوياته قضية النشاط العلمي وطبيعته والمعاناة من اجل العلم وجدوى انتصار العلم من خلال النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية للنهضة العلمية . ويسد الكتاب فراغا ثقافيا في المكتبة العربية ويمثل اسهاما تنويريا واقعيا اذ يوضح طبيعة روح العصر - ويعرض بايجاز وفي صورة تاريخية متكاملة ملحمة العلم وانتصار العقل العلمي في سياق التاريخ الحديث الذي هو حلقة في سلسلة ممتدة بامتداد الحضارات المختلفة. والكتاب يكمل الجزء الاول ويمثل موسوعة من جزأين تحكي في تسلسل زمني وبأسلوب روائي ولغة علمية دقيقة وسهلة تاريخ العلم وحياة العلماء في سياق العصر الحديث على مدى خمسة قرون .

ويعتبر المؤلف من اشهر كتاب العلم بأسلوب روائي , ويعتبر جون غريبين المؤلف الاكثر مبيعا بالنسبة لمؤلفاته في الغرب ويقول في خاتمة الكتاب : على الرغم من ان عملية انجاز العلم هي نشاط شخصي فإن العلم ذاته في جوهره انجاز لا شخصي . انه يتضمن حقائق مطلقة وموضوعية وحري ان ندرك ان الخلط بين عملية انجاز العلم وبين العلم ذاته ادى الى اسطورة شائقة عن ان العالم آلة منطقية ذات دم بارد لكن العلماء بوسعهم ان يكونوا ذوي دم حار غير منطقيين بل ومجانين في اصرارهم على مواصلة البحث وصولا الى الحقيقة النهائية . لقد كان اسحق نيوتن - وفق بعض المعايير - مجنونا سواء من حيث الهوس بالكثير من الاهتمامات (العلم والسيمياء والدين) وسواء من حيث شدة ثأره الشخصي بينما كان هنري كفنديش شاذا بكل معنى الكلمة لذلك لزم التمييز بين ما هو ذاتي ومن ثم مباح الجدل فيه في هذا الكتاب وبين ما هو موضوعي وحقيقي من دون جدال.

ويضيف : انني لا ازعم ان الكتاب هو القول الفصل في تاريخ العلم اذ لا يوجد كتاب كهذا. ان به عنصرا ذاتيا شأن اي تاريخ ولكنه مكتوب من منظور شخص ضالع مهنيا في البحث العلمي وليس مؤرخا مهنيا ومن ثم له ايجابياته وسلبياته.