العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2013 , 07:01 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 05-11-2024 10:04 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

افتراضي إيران والشيعة العرب



بقلم / جهاد فاضل :

في كل مكان من بلاد العرب يتوفر فيه شيعة، يكون الإيرانيون أوّل الواصلين، وإذا كان من المتعذّر القطع حول ما إذا كان الشيعة العرب هم الذين استدعوا الإيرانيين أم أن الإيرانيين هم الذين حضروا من تلقاء أنفسهم، فلا شكّ أن للفريقين مصلحة في التلاقي. فالشيعة العرب يشعرون بأنهم مهمّشون في مجتمعاتهم، وبأن الكلمة العليا هي لسواهم وليست لهم. ناهيك عن الجرح القديم وعبء التاريخ الجاثم على صدورهم، وكل هذا لم ينفع مرور الزمن في معالجته. فالترحيب إذن هو لسان حال هؤلاء في استقبال أخ في العقيدة يتولى السلطة في بلده ولا يملّ ليلا نهار من الحديث عن الإمام علي وأبنائه ومن القول بولاية الفقيه التي يعتبرها ركنًا من أركان مذهبه. أمّا الإيرانيون الذين حضروا باستدعاء أو بدونه، فلا شكّ عند أحد على الإطلاق بأن حضورهم إنما هو لاستغلال هذه الجماعات وتوظيفها في خدمة مصالح إيران قبل أي شيء آخر. إيران دولة إقليميّة مهمّة في المنطقة قديمًا وحديثًا ومن مصلحتها أن تُوجد لها ركائز ثابتة في محيطها الإقليمي، وأوّله المحيط العربي، فكيف إذا كان هذا المحيط بنظرها عدوًّا تاريخيًّا لها، وكيف إذا كانت الغالبية من أبناء هذا المحيط على المذهب السنّي، وهو أيضًا عدوّ تاريخي لمذهبها ؟.

(قبل الثورة الإيرانيّة التي تزعّمها الخميني، لم تكن هناك "مشكلة شيعية" في البلاد العربية. كان هناك شيعة وسنّة، ولكن لم تكن هناك "أزمة" بينهما بالمعنى المعروف للكلمة، وإن كان هناك تمايز في أمور كثيرة. وللتدليل على أنه لم هناك تكن "أزمة" ولا "مشكلة"، أن الشيعة العرب كانوا موزّعين على الأحزاب والحركات القوميّة العربيّة. في العراق كان الشيعة العمود الفقري لحزب البعث وكذلك الأمر في لبنان. ولكن بعد قيام الثورة الإيرانيّة بدأ التحريض والشحن والتوتير والتركيز على مكامن الضعف في الذات الشيعيّة العربيّة وإيقاظ معركة الجمل ومعها معركة صفين وما إليها .

فما أن مرّت بضع سنوات حتى حصد الإيرانيون نتائج باهرة على صعيد توظيف واستغلال شيعة البلاد العربية: فالعراق انتقل بعد صدام حسين من عراق عربي إلى عراق فارسي أو شبه فارسي رغم عراقته في عروبته وحساسيته المفرطة تجاه العجم. أمّا لبنان فتحّول قسم كبير من أرضه، وسكّانه، إلى ضاحية من ضواحي طهران، وإلى منصّة متقدّمة لإطلاق الصواريخ، الإمرة والقيادة فيها هي للحرس الثوري الإيراني دون سواه. أمّا سوريا وبفضل الطائفة العلويّة الحاكمة فيها، فباتت ملحقة بإيران ومخطّطاتها ونوعًا من حديقة خلفية لها. وبعد أن أحكمت إيران سيطرتها على شيعة البحرين والخليج، لم تنس زيود اليمن، فحوّلت منطقتهم الجبلية في صعدة إلى قلعة شبيهة بقلعة الموت زمن شيخ الجبل والحشّاشين القدماء. وهكذا لم يبق مكان فيه شيعة في بلاد العرب (وفي سواها بالطبع) إلا وامتدّت يد العناية الإيرانيّة إليه لإغاثة الشيعة المستدعين، أو المستغيثين، بأمرَين شديدي الأهميّة في عمليّة تأليف القلوب وتمتين عرى المودّات أولهما المال، وثانيهما السلاح .

وبفضل هذا الكرم الإيراني المتدفق بلا حساب تُعاني إيران الآن أزمة مالية تتعاظم مع الوقت.
بهذا الاهتمام بالجماعات الشيعيّة العربيّة تُرضي إيران غرورها الإمبراطوري، كما تغذّي أحقادها القديمة على العرب. إلى اليوم لم تَشْفَ النفس الإيرانية من العرب، إذ كيف أمكن لهذه الأقوام الصحراويّة أن تستعمرها، وأن تفرض عليها دينها، وأن تنتزع منها زرادشتها ومجوسها؟ ألا يكفي كل ذلك لتأجيج النفس الملتاعة لفقدان زرادشت، ولاستخدام كل كيد بوجه هؤلاء الصحراويين ولتجديد العداء لهم؟ إنهم يبحثون عن "مشروع عربي" وعن "وحدة عربية" فهل ذلك باستطاعهم بعد اليوم، وولاية الفقيه وصلت حتى إلى آخر قرية في جنوب لبنان وفي جبال اليمن والعراق ومنطقة الخليج، وحتى إلى قلب القاهرة؟ ألا يُلاحظ مَن يمرّ أمام "المجّمع" في ميدان التحرير، منشورات مُلصقة على جدرانه تدعو إلى التشيّع ونصرة آل البيت ؟

على أن إيران وإن أحرزت نتنائج مذهلة على صعيد تمزيق المجتمعات العربيّة، وإضعاف فكرتي القوميّة والوطنية، عند غالبية الشيعة العرب، لم تحرز كل ما تمنّته. ففي كل مكان يتوفر فيه شيعة عرب، ترتفع الآن أصوات تحذّر من هذا الانجراف نحو إيران والخضوع لإرادتها.
وإذا كان الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ محمد حسين فضل الله، وهما من العُمُد الدينيّة والفقهيّة للشيعة اللبنانيين، في طليعة الأصوات التي ارتفعت في لبنان داعية لتجذّر الشيعة العرب في أقطارهم ومعلنة عدم شرعيّة ولاية الفقيه وكونها بلا أساس في الفقه الشيعي فإن هناك ما لا يحُصى من العلماء والفقهاء والمثقفين الشيعة العرب الذين راعهم هذا الاغتراب عن محيطهم وتغلغل إيران في بيئاتهم. وكثيرًا ما يُدلي هؤلاء، لصحة موقفهم، ببيئات عراقيّة شيعيّة كالنجف وكربلاء والكوفة، سجّل فيها الإيرانيون فتوحات هائلة بعد رحيل صدام حسين وبداية العراق الفارسي، فإذا بالسنوات الأخيرة تُعيد شيعة هذه المدن إلى ذواتهم. لقد اكتشفوا صلف هؤلاء الإيرانيين وعنجهيّتهم ونظرتهم المتعالية إليهم إن لم يكن احتقارهم لهم، كما يكتشفون الآن عروبتهم وكون الأجنبي عنهم ليس السنّي العربي، بل الإيراني وحده .

بوعي منها أو بدون وعي، وبوعي في الأعم الأغلب، خرّب الإيرانيون النسيج الاجتماعي العربي عن طريق قسمة العرب عربَين، وبدون وعي على التأكيد، حوّلوا الشعوب العربية إلى شعوب منحازة إلى الولايات المتحدة في صراعها مع إيران. أليس مؤسفًا أن تتحوّل إيران بنظر العالم كله إلى دولة لا تربطها بالعالم الحديث سوى روابط واهية؟ وكيف يُمكن الجمع بين السعي المحموم لامتلاك الأسرار النووية وبين أقصى العقل الخرافي، بين وقوف الرئيس نجاد على منصّة الأمم المتحدة في نيويورك يُعلن قرب مجيء المهدي المنتظر وما يترتّب على مجيئه من وعود عظيمة للبشريّة، وبين الإصرار على امتلاك الذرة وهي ذروة العلم الحديث؟ ومن يُصّدق أن كل هذا الاهتمام بالذرّة لن يصل إلى إنتاج قنابل نووية؟ ومن يُصدّق أن هذه القنابل المرجوّة- إذا أمكنهم الوصول إليها- ستكون موجّهة نحو تل أبيب لا نحو العواصم العربية قبل سواها؟ ومن هو العدو الحقيقي لإيران: اليهود أم العرب؟ وهل يُمكن لأحد أن يُصدّق أن هذا الحب الإيراني المتقد تجاه شيعة البلاد العربية هو حب مقصود لذاته، نابع من كون الفريقين على مذهب ديني واحد، وأنه ليس سوى حب خادع هدفه الباطني هو توظيفهم في خدمة المشروع القومي الإيراني لا أكثر ولا أقل ؟.

من الصعب زجر الطموحات الإيرانيّة في البلاد العربيّة، ومن المستحيل دعوة إيران إلى الكفّ عن التسلل إلى قلوب الشيعة العرب. ثمّة ما يجذب الفريقين إلى بعضهما بعضًا. إيران تجد نقاط ضعف عربيّة كثيرة تنفذ منها وتشجعها على التدخل، والشيعة العرب يُنادونها ويتطلعون إليها بلهفة لتُساعدهم وتغيثهم بوجه "أعدائهم" السنّة. وفي غياب مشروع نهضة عربيّة شاملة تتنادى إليه نُخب العرب وقادتهم من كل الملل والنحل، تبقى الطائفيّة إحدى أكثر الجراثيم التي تفتك بالجسد العربي وفي مثل هذا المناخ المتخلف تصول إيران وتجوّل في مناطق الشيعة العرب وبيئاتهم تعرض خدماتها وتقطف ثمار تدخّلها وتُنزل أقسى الضربات بنسيج المجتمعات العربيّة، وتحول دون التفات هذه المجتمعات إلى المستقبل بل تقودها إلى القرون الوسطى وممارساتها، وتُخاطب نقاط الضعف عند الشيعة، وتبشّر من أعلى منبر في العالم بعودة المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جورًا!.

تعليق : قبل الثورة الايرانية كان كل واحد على معتقدة بدون ما تطغى المذهبية على القومية و الكل عايشين بتسامح و تعاون مثل ما كانو طوال 1400 سنة قبل مجي الثورة الشيطانية . من ذهب إلى ايران كلاجي يعرف حقيقتهم حتى تجاة الشيعة العرب , و ليش نروح بعيد ؟ شوف كيف تعامل الاحوازيين و هم شيعة , و تحرمهم حتى من اختيار اسماء عربية , و محاولة طمس هويتهم العربية بكل الطرق . بالمختصر ايران تستعملكم للسيطرة و كمخلب قط فقط , لذلك الافضل لكم و لنا أن تعيدو حساباتكم و تكونو عروبيين و وطنيين و كل واحد إيعبد ربة بالطريقة الي هو مقتنع فيها . المتطرفين من الطرفين يجب أن ينبذو و تسود فكرة الوطن للجميع و الدين لله . ارفق كلبين لتوضيح الفكرة أكثر :



الشي الوحيد الي اختلف معة فية أنة يبري السياسيين الايرانيين و المراجع ؟ يعني فيلق القدس يتصرف من كيفة ؟ لكن الرجل يتكلم بتلقائية و بساطة .



عبدالله النفيسي مفكر كبير و خبير في الشؤون الايرانية و عضوء برلمان كويتي سابق و رجل لة وزنة و قيمتة عند النخبة الخليجية و العربية .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العرب في مناهج إيران التعليمية البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 11-07-2016 04:11 AM
القومية أولا و ليس الطائفة إيران مثالا" البرواز و الصورة المنتدى العام 0 01-10-2015 02:05 AM
"اقتل عربياً".. عنوان جديد لمعاداة العرب في إيران البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 16-08-2015 06:50 PM
إيران .. دعوات لوقف الهجمة العنصرية المعادية للعرب البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 17-04-2015 02:18 AM
الأهوازيون تضطهدهم إيران ويهملهم العرب البرواز و الصورة المنتدى العام 2 26-02-2014 01:55 PM


الساعة الآن 10:40 PM