العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-2014 , 12:06 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 13-11-2024 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon38 الديمقراطية مريضة !



حسين شبكشي


عندما قامت ثورة 25 يناير في مصر و هي التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس محمد حسني مبارك ، وجّه نقاده إليه مجموعة كبيرة من الاتهامات و فندوا عددا غير قليل من الأسباب التي أدت إلى سقوط هذا النظام . كان من أبرز الأسباب بحسب ما قالوا هو تزوير الانتخابات البرلمانية التي حصلت في المدة الأخيرة من عهده و أدت إلى ما أدت إليه . لقد دأبت وسائل الإعلام الغربية على نعت العالم الثالث بأنه عديم الحرية و عديم الديمقراطية و هي مقولة فيها حق كبير و لكنها ليست كل الحقيقة فنحن نعيش في عصر غريب جدا . الغريب حقا هو استعداد عدد كبير جدا من العامة لنسيان و التغاضي عن علامات مهمة و هائلة تدل على اضمحلال الديمقراطية و التهليل لما هو مغاير لذلك و اتباع مسيرات الترويج لعكس هذا ، فالنظام الحزبي في الديمقراطية الغربية أصابه الضعف و الوهن و الهزال بشكل بات أقل ما يمكن وصفه به هو الحالة المرضية لأن البرامج السياسية بين الأحزاب بعضها و بعض تقاربت إلى درجة بات التفريق بينها و بين غيرها مستحيلا جدا ، و كانت بالتالي نتائج أي فوز أو خسارة في الانتخابات التي تحصل هي في واقع الأمر تتوقف أكثر فأكثر على مميزات وصفات و طباع شخصية بحتة في أيقونة الحزب أو زعيمه أو مرشحه للمنصب ، و على الأرجح هذه الصفات تكون لا علاقة لها بأي حال من الأحوال بما يتم طرحه في البرامج الانتخابية التي من المفروض أن يكون التصويت نفسه عليها و حدها ، و هي من المفروض أن تعكس قضايا سياسية و اقتصادية و اجتماعية و فكرية لها دور مصيري و تهم جدا مصالح الناس بصورة عامة ، و تكون سقطات المرشح أو فضائحه هي التي تحسم قرار العامة معه أو ضده ، و هذا طبعا انعكس بشكل مخيف و مرعب على مستوى المناقشات و المداولات و الندوات السياسية في شتى وسائل الإعلام الجديد منها و القديم ، و بات ما يمكن أن يحكم الناس عليه هو مدى قدرة و تمكن المرشح من أن يؤثر على عواطف الناس و يحركها في اتجاهات مقننة أكثر من اعتمادهم على تقييم ما تم طرحه من مضمون و مراقبة و معاينة الحجة و الدلائل و البراهين و الحكمة و المصداقية ، و هي صفات تغير فيها السياسي بحنكته و خبرته و رؤيته إلى منتج جديد و غريب هو أقرب إلى رجل العلاقات العامة الحذر الذي يقول ما يرضي أكبر شريحة ممكنة من الناس بغض النظر عن مدى قناعته هو الشخصية بذلك أو لا ، عاملا بمبدأ الجاذبية المغناطيسية للناس ، معتمدا على تسريحة الشعر و حركات العينين و المظهر اللائق أكثر من البرنامج السياسي و المضمون الصحيح . طبعا صاحَب كل ذلك تفشي الفساد بين بعض هؤلاء السياسيين بشكل عام و ربط تقوية مصالحهم بالزواج الكاثوليكي الوثيق مع المال و رجال الأعمال لتمرير المصالح و تحسين الفرص مقابل الدعم المالي لهم المستمر . كل هذه الأعراض و الأمراض و غيرها أصابت المنظومة الديمقراطية في الصميم و لا شك ، لأن الديمقراطية في نهاية المطاف يجب أن تقاس بمدى أهمية التأثير الذي يعكسه العامة و الناس على القرار السياسي الكبير بوصفهم مواطنين ناخبين و أصحاب قرار بصرف النظر عن موقع المرشح الاجتماعي و ثرائه و لونه و أصله و فصله . هذا في واقع الأمر أفرز تمييزا و تفرقا بين طبقات المجتمع ، فهناك طبقة «مؤثرة» و طبقات لا «معنى لها» و بالتالي يحصل التباين الطبقي الكبير جدا بين الناس بعضهم و بعض ، و من ثم يكون الحكم على أن تزوير الانتخابات مهما كان فجّا و مجرما ما هو في واقع الأمر سوى صورة واحدة فقط من صور التشوه الذي أصاب المنظومة الديمقراطية ، بل إنها صورة بدائية جدا و مفضوحة جدا و ساذجة جدا . الكل يعرف أن هناك أنظمة تدّعي أنها ديمقراطية و لكنها لا علاقة لها بذلك مثل إيران و كوريا الشمالية و إسرائيل و لكن الاهتراء و التدهور أصابا نظما ديمقراطية عتيدة ، و هي بحاجة إلى مراجعة عميقة حتى يكون لحجتها بترويج الديمقراطية مغزى و معنى .

تعليق : فكرة المقال دقيقة و ذكية و الدليل أن نسب اعادة الانتخاب الامريكي فوق 90 % في كل دورة , و اتذكر أن احد المرشحين للرئاسة الامريكية بعد اختيار نائبة لخوض الانتخابات قال عن نفسة و نائبة انهم عندهم شعر أكثر من منافسيهم .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الديمقراطية .. هل هي الحل ؟ البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 22-06-2019 07:25 PM
الديمقراطية ليست دائما هي الحل البرواز و الصورة المنتدى العام 0 25-01-2018 04:49 AM
الملكيات و الديمقراطية ... ضد التعريف الإجرائي البرواز و الصورة المنتدى العام 0 14-01-2018 11:21 PM
في التربية الديمقراطية البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 29-06-2017 02:02 AM
مشكلتنا مع الديمقراطية البرواز و الصورة منتدى الرأي و الرأي الأخر 3 12-11-2015 06:45 PM


الساعة الآن 01:51 AM