العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-2014 , 09:14 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,361
أخر زيارة : اليوم 12:53 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 لماذا غضب الملك عبدالله من العلماء ؟



جمال خاشقجي

لو انتصر فيصل الدويش و سلطان بن بجاد و ضيدان بن حثلين و من خلفهم بضعة آلاف من «الإخوان» المتعصبين على مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود في معركة السبلة عام 1929 لكانت لدينا «داعش» مبكرة و لكن ما كان لها أن تعمر مثلما عمرت و ازدهرت الدولة السعودية الحالية ، فمثل هذه الحركات المنغلقة و المتعصبة تحمل بذور فنائها في داخلها . استحضرت هذه القصة واختصرتها بينما كنت أتأمل وجه الملك عبدالله الغاضب مساء الجمعة قبل الماضية و هو يتحدث بلهجة غير مسبوقة إلى علماء الدين و يعاتبهم بقسوة أنهم لم ينشطوا في الدفاع عن الدين و هو يعتدى عليه في مقتل من «داعش» والتطرف . قبل نحو 80 عاماً وفي مواجهة «الإخوان» (وهم غير الإخوان المسلمين المغضوب عليهم هذه الأيام) استخدم والده الصبر و العلماء و أخيراً الحرب . لم يقدم على مواجهتهم و حسم الصراع معهم باستخدام القوة إلا بعد أكثر من مؤتمر جمعهم فيه مع علماء الدين في حوار مفتوح بمؤتمر عام عرض قادة «الإخوان» تحفظاتهم على كبار علماء نجد و الملك العائد من الحجاز بعد ضمه إلى الدولة الناشئة يجلس مستمعاً كأنه في مجلس قضاء ، خطب فيهم مؤكداً تمسكه بالشريعة و أنه لم يغيّر أو يبدل و لكنه لم يجادلهم و إنما ترك الأمر للعلماء . كانت قضاياهم تشبه قضايا «داعش» اليوم كانوا ضد العصرنة في صورها المادية و المعنوية ، ضد المخترعات الحديثة ، و ضد التحديث في شكل الأنظمة و الرسوم الجمركية والعلاقات الدولية التي لا يستطيع بلد أن يستقر من دونها . قام العلماء بالرد ، و ردوا بعضاً من احتجاجات «الإخوان» و توقفوا عند أمور ، و حكموا لهم في أمور أخرى استجاب لها الملك ، و لكنهم أسسوا لقاعدة مهمة في العلاقة بين العلماء و السلطان و استمرت هذه القاعدة إلى اليوم ، و هي أن الإمام يرى المصلحة في مسائل لا يراها غيره بحكم ولايته السياسية و حتى لو تعارضت مع رأي العلماء فإنه لا يجوز شق عصا الطاعة عليه ، و هي بالطبع المسائل الخلافية إذ «لا كفر بواح» فيها و تجلى ذلك في حكمهم بخصوص «المكوس» (الرسوم الجمركية) «فأفتينا الإمام بأنها من المحرمات الظاهرة ، فإن تركها فهو الواجب عليه ، و إن امتنع فلا يجوز شق عصا المسلمين و الخروج عن طاعته من أجلها» هكذا أفتى كبار العلماء يومها في ذلك المحفل المهيب . هذه القاعدة أسست للعلاقة العملية بين دولة تريد أن تشق طريقها نحو العصرنة و بين ثقافة صارمة تستند إلى فقه أهل الحديث والظاهر لا فقه الرأي الذي سهّل مهمة بلاد إسلامية أخرى . فهل تكون هذه القضية القديمة الجديدة هي ما أغضب الملك عبدالله و التي يمكن اختصارها بضرورة فتح باب للاجتهاد و معه باب آخر للتسامح والقبول بالتعددية ؟ و لكن حديث الملك للعلماء كان مرتبطاً بالإرهاب و خشيته على الدين من غلو الغلاة . الحق أن العلماء لم يقصّروا في وصف «القاعدة» كلما استشرى شرها في السعودية بأنهم خوارج - تكره «القاعدة» و السلفية الجهادية هذا الوصف وتتبرأ منه في رسائلها ، و الباحث الدقيق يجد أن هناك اختلافاً كبيراً بينهم وبين الخوارج خصوصاً في مسائل العقيدة و الفقه ، و أنهم أقرب إلى «السلفية الخام» التي عاشها وفهمها «الإخوان» زمن ما قبل السبلة - وهي السلفية التي داواها الملك عبدالعزيز بفتوى واجتهاد العلماء وحزم السلطان . علماء اليوم أنكروا غير مرة على غلاة زماننا الخروج على ولي الأمر واستباحة الدماء فما الذي لم ينكروه عليهم و يريدهم العاهل السعودي أن ينشطوا في تفنيده والرد عليهم مثلما فعل أسلافهم عام 1927 في ذلك المؤتمر الكبير بالرياض ؟ لعلنا نحتاج إلى رسم خريطة لفقه «داعش» و رؤيتها العقائدية فهي ما يحتاج إلى تفنيد و تفكيك ، فهم يقاتلوننا بناء على تلك العقيدة ، و أقترح لذلك 3 رسائل تعبّر عن مراحل ثلاث في تشكّل «السلفية الجهادية» المعاصرة ، أولها «رفع الالتباس عن ملة من جعله الله إماماً للناس» و يقصد به نبي الله إبراهيم لجهيمان بن محمد العتيبي الذي نحصر معرفته و أخباره فقط في حادثة اقتحام الحرم المشؤومة التي قادها عام 1980 وحان الوقت أن نعيد اكتشافه ونربط حياته و«دعوته» التي استمرت 15 عاماً قبيل حادثة الحرم بما سبقها و تبعها ، فلقد غرس نبتة شيطانية لا تزال تثمر و كان الفضل في إحيائها من جديد لعاصم البرقاوي الشهير بأبي محمد المقدسي الذي عاش شاباً يافعاً في المدينة المنورة في فترة جهيمان نفسها و قريباً من أجوائه فألّف كتابه الشهير «ملة إبراهيم» الذي بات مرجعاً للتيار السلفي المتشدد و يكاد أن يكون تطويراً لكتاب جهيمان «رفع الالتباس» ، أما الرسالة الأخيرة فهي «معالم الطائفة المنصورة في بلاد الرافدين» لمؤلف مجهول هو أبوالفضل العراقي و هذه الرسالة و إن سبقت «داعش» المعاصرة فإنها تفسّر سياسة «داعش» في التكفير و القتل و استباحة دماء الشيعي و العلماني و الليبرالي و من يؤمن بالديموقراطية و يمارسها ، و من يقبل بالأحكام الوضعية ويحكم بها ، و تكفّر الأحزاب الوطنية و القومية و البعثية و الاشتراكية ، و تقرر بدعية الجماعات الإسلامية التي تقبل بالانتخابات و أنهم براء منها و أن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة مع كل برّ و فاجر و بإمام و من دون إمام ، و تكفّر الحاكم بغير ما أنزل الله أو بدّل في أحكامه و أن الخروج عليه بالسلاح واجب ، و كذلك كفر من ظاهر (تعاون مع) المشركين بأي شكل من الأشكال إلى نهاية قائمة طويلة من الأحكام الصارمة من دون اجتهاد أو تسامح و تغليب مصالح فتكون النتيجة ما يعيشه وسط العراق اليوم وبعض من سورية ، و كذلك ما يعيشه عقل شاب مسلم يتخبط بين عالم يتردد في الخوض في هذه المسائل و داعية صريح يخاطبه بـ : قال الله و قال الرسول و أقوال علماء السلف السابقين واللاحقين .. و الصامتين .

تعليق : أتفق مع الكاتب ان الرد الفكري جزء مهم من محاربة التخلف و جزء مهم من اصلاح الفكر و الخطاب الديني المتخلف الذي انتج لنا هولاء الهمج اشباه البشر الذين هم اشد اعداء الدين الذي يزعمون زورا" و بهتانا" انهم يحموه . الكتب الثلاثة التي ذكرت هي الاساس الذي يبني عليه هولاء المجرمين افكارهم و معتقداتهم , و لذلك يجب تفنيد ما تحوي من غلو و تشويه لسماحة الاسلام و اختطافه من قبل هولاء الرعاع .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من الذي لا يرث ؟ البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 14-08-2016 02:40 PM
قصة - العرق دساس البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 04-08-2016 02:09 AM
مرثية خالد الفيصل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله شفافية منتدى الشعر و الخواطر 0 04-02-2015 01:29 PM
الملك و العلماء : المؤسسة السياسية البرواز و الصورة المنتدى العام 0 31-08-2014 04:10 PM
حقائق عن الكون ذكرت فى القران الكريم أذهلت الغرب البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 23-08-2013 07:23 PM


الساعة الآن 03:58 AM