أحمد عدنان
قبل حوالى شهر في ٥ يونيو ٢٠١٧ يوم ذكرى نكسة ١٩٦٧، كنت بالصدفة أقرأ مذكرات الفريق محمد فوزي (حرب الثلاث سنوات) التي تحدث فيها عن النكسة و المرحلة التي تلتها ، مرحلة إعادة الجيش المصري و حرب الاستنزاف . و لمن لا يعرف الفريق محمد فوزي حاخوا فهو رئيس الأركان خلال النكسة (و كان منصبا شكليا بفضل سلطان قائد الجيش عبدالحكيم عامر و وزير الحربية شمس بدران) ، و بعد النكسة عينه جمال عبدالناصر قائدا للجيش و وزيرا للحربية . ما ستقرؤه في هذه المذكرات مفجع ، فالنكسة نتيجة أقل من طبيعية لسياسات نظام ٢٣ يوليو ، الجيش لا يقبل المتعلمين و لا يدرب الجنود ، تصل الطيارات السوفييتية و ترمى في المخازن لعدم وجود طيارين ، و صراع محتدم على السلطة بين عبدالناصر و عامر الذي لا علاقة له بالعسكرية من قريب أو بعيد برغم انتسابه إلى الجيش . البعد الشخصي في العلاقة بين الناصر و عامر كان من أسباب احتلال ٣ أراض عربية : سيناء و غزة في مصر ، الضفة في الأردن ، الجولان في سوريا ، فعبدالناصر الموقن من عدم كفاءة عامر لم يعزله بعد العدوان الثلاثي بسبب العلاقة الشخصية بل وسع صلاحياته أيضا ، فكانت هذه الحظوة كارثة على مصر و على العرب . النكسة ليست حدثا تاريخيا ماضيا ، النكسة حدث حاضر ، فبعد أن اختطفت القومية الفاشية الدولة العربية من الحقبة الليبرالية ، دمرت الدولة و المجتمع ، و من مظاهر ذلك نكسة ١٩٦٧ التي أعلنت نهاية المرحلة القومية و انطلاق المرحلة الإسلاموية التي نعاني منها إلى اليوم .
تعليق : كون الكاتب قراء المذكرات و اوصى فيها خصوصا" أنها لشخصية مميزة جدا" الفريق محمد فوزي رحمه الله , انصح الجميع بقراءتها حتى يكون عند القارئ فكرة ليش وصلنا هنا و ايش البدائل ؟ اللي ما يدرس التاريخ يعيد أخطاءه . بإلاضافة أن معرفة طريقة حكم العسكر مثل ناصر , الاسد , القذافي و صدام يكشف لنا أن هذا النوع من الحكم خراب للبلاد و العباد . كذلك يكشف لنا عقلية تيار الاسلام السياسي المتخلف رغم ضهوره على السطح فترة وجيزة بعد الربيع العربي , لكنها كاشفة عما يكنه هولاء الهمج الرعاع من خراب للبلاد و العباد و حتى الدين . لا بديل عن الليبرالية و الحكم المدني حتى تنهض هذة الامة . يقول الإعلامي الكبير عثمان العمير : ( اقرأوا التاريخ ، فهو معلم بالمجان )