العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > منتدى الأسرة و الطفل
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-2016 , 06:52 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,361
أخر زيارة : اليوم 12:53 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 لا تطلب من شريكك أن يتغير لأجلك



لمياء المقدم

أكبر خطأ يقع فيه الأزواج في نظري هو مطالبة الآخر بأن يتغير لأجله . علينا جميعا أن نعرف أن السعادة الحقيقية تأتي من تقبل الآخر كما هو ، بأخطائه ، و عيوبه ، و نقائصه . هل يبدو هذا الأمر مبالغا فيه ؟ لنفرض مثلا أن سيدة اكتشفت بعد فترة من زواجها أن الرجل الذي تزوجته مدمن على القمار ، هل يجب أن تقبل بما هو عليه ؟ قطعا لا ، إلا أن التسامح و اللين و المحبة و الصبر و التفهم قادرة على فعل المعجزات عكس الإصرار على التغيير الفوري ، و الإكراه و الإلحاح و الضغط و الزن الذي من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية و يدفع الطرف الآخر إلى المزيد من العناد . تقبل الشريك على ما هو عليه أمر مريح جدا ، إذ يمنحه الإحساس بالحب رغم الاعتراض على بعض الجوانب في سلوكه و رغم مساوئه التي يدركها جيدا ، و ما دام يشعر بمحبة الطرف الآخر و تقبله له فهو قادر على فعل أي شيء لأجله . رأيت نماذج كثيرة في حياتي من أزواج يبذلون كل ما في وسعهم لتغيير سلوك بعضهم ، في الغالب لا تنجح أو تنتهي بتشويه الشخصية التي أمامك و تحويلها إلى ما يشبه الظل الخالي من الروح ، و قتل كل ما هو جميل و أصيل بداخلها . في النهاية يبقى السؤال الأكثر أهمية : هل السعادة هي ما يمنحنا إياه الآخر ، أم هي ما نفعله نحن لأجل أنفسنا ؟ إذا كان الزوج ينتظر من زوجته كذا و كذا ليصبح سعيدا ، و لا يكف عن المطالبة و الابتزاز و الإلحاح لتغيير جزء من سلوكها أو شخصيتها ، فالمرجح أنه لن يكون سعيدا مهما فعلت و قدمت من تنازلات ، ذلك أن الغرض من هذه المطالبات هو ملء فراغ داخله لا أحد غيره قادر على ردمه فضلا عن الرغبة في السيطرة على الطرف المقابل و تحويله إلى “تابع”، و هو الأمر الذي ما إن بدأ لا ينتهي . إذا كنا نرغب في الحصول على سعادة حقيقية و خالصة لا تنتهي بانتهاء العوامل الدافعة إليها ، فيجب ألا نطلب من الآخرين إسعادنا لأن في النهاية لا أحد مسؤول عن إسعاد غيره . إنه لأمر ثقيل جدا و مرهق أن تضع سعادتك على عاتق غيرك فهذا حمل لا أحد يقدر عليه ، و لهذا فالأجدر أن يحمل كل سعادته على كتفيه . و لا ننسى أن السعادة كالحرية لا تمنح بل هي شعور داخلي يجب أن ننميه مع الوقت بالكثير من التسامح ، و المحبة ، و تقبل الطرف الآخر ، و افتراض مبدأ الخير و النية الحسنة فيه . السعادة ليست مجموع العوامل التي تتألف منها ، و ليست عملية حسابية من حلها حصل عليها ، و ليست في يد من هم حولنا ، و لا العوامل الموضوعية المحيطة بنا ، و لا دخل لها بالفقر أو الغنى ، بالعلم أو الجهل ، هي شعور مطلق ، مثلها مثل الإيمان ، إما أن تكون لديك أو لا تكون ، و الأرجح انها لديك و ما عليك إلا اكتشافها ، و تلميعها ، و الإمساك بطرفها . من يضع سعادته على عاتق غيره يخطئ مرتين ، في الأولى , هو يكتفي بالقدر الذي يمنحه إياه الطرف المقابل مهما كان يسيرا ، و في الثانية ، يثقل كاهل الطرف الثاني بجعله وصيا و حارسا على سعادته ، و هي وظيفة بدوام كامل ، تبدأ من أول النهار حتى آخر الليل ، يوما بعد يوم ، سنة بعد سنة ، فتخيلوا حجم الإرهاق و الاستنزاف الذي يطحن العمر و الحلم و الحياة . القاعدة : عش ودع غيرك يعيش ، خذ و امنح ، انفتح على الآخر لينفتح عليك ، لا تتسلق على كتفيه ، لا تدس على روحه لأجل أن تعلو ، و لا تطمس شخصيته و كيانه لأجل أن تبرز شخصيتك و كيانك . لا تمحوه لأجل أن تبرز ، لا تتعسف على روحه و شخصيته ، و لا تحوله إلى ظل لك ، لأنه إن استجاب لك محبة فيك و حرصا عليك فستخلق منه شخصية مشوهة ، تقف بين ما يريده هو و ما تريده أنت ، بين ما هو عليه و ما صنعته أنت ، بين الأصل و الظل ، الأصيل و المشوه .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 09:30 AM