العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-2015 , 05:39 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 التعالي طريق الخلاص !



حسن المصطفى

"إن تلقائية الإنسان المتعالي تغيظنا لأنها غير متبادلة" يقول نيتشه في معرض إبانته للمسافة الفاصلة بين الفرد العادي المنضوي تحت تأثير عقلية "القطيع" و الفرد "المتعالي" المتحرر من تلك القيود الثقافية و النفسانية و المجتمعية . التعالي هنا ليس ملازماً للغرور و لا يمت له بصلة , و لا هو ضرب من النزق التافه الذي يمارسه المدعون ، سطحيو التفكير . و إنما هو عملية خروج من حالة "الضعف" التي تسيطر على النفس و تجعلها مرتهنة لقيم أخلاقية كاذبة أو ما ورائيات لا وجود حقيقياً لها . هي بالتحديد البعد عن تأثير القوة الواهمة سواء كانت للعائلة أو المجتمع أو رجل الدين أو السياسة , هي تكريس للفردانية و إذكاء لنزعة الاستقلال الذاتي . "الإغاظة" تحصل من كوننا غير قادرين على بلوغ ما يصل له "المتعالي" من مكانة فكرية و نفسية , الأمر الذي يخلق "حنقاً" في ذواتنا لانتفاء "الندية" و شعورنا ب"دونية" حقيقية ظاهرة لا يمكن إخفاؤها بين جبل شامخ و قاع مثقل بما تساقط من بقايا ال"عابرين في كلام عابر". لذا "نرفض تصديق حماقات الحكماء" على حد تعبير نيتشه و الذي يعتبر هذا الرفض بمثابة "الإهانة" لأن هذه الحماقات ليست كما يعتقد العامة ضرباً من الهراء و الخواء أو الكلام المرسل على عواهنه ، و إنما هي موقف نقداني تجاه قبوعنا الدائم في سفح الجبل و تخوف من الصعود نحو القمة . هي محاولة استفزاز لذواتنا لتحفيزها نحو المغامرة و عدم الاستسلام للزيف الذي تأسس في الأذهان و حكم السلوك . المتعالي شخص يضع بينه و بين الآخرين مسافة تحميه من أن يعود "حملاً". هو الآن متكئ في فردوسه بالقرب من نبع المعرفة ، منصاع لصوتها ، مندك في سيرورة دائمة نحو التزود من عذب مائها ، غير عابئ بوحشة وحدته ، و لا وعورة الجبل . و هو في ذات الوقت ينشر ذاته أمام شمس الحقيقة كي تطهره من دمامل الجهل و تشفيه من جراحها الغائرة . لذا هو ناقد لذاته بلا تردد و هو ما يقرره نيتشه عندما يقول "إنني عارف لنفسي جيداً و أجلدها كل يوم دون هوادة". ليس مرضاً عصابياً أو خللاً نفسانيا هو ما يجعل نيتشه قاسياً على ذاته حد جلدها بلا هوادة , بل معرفته الحقيقية بها ، و علمه باتساع محيط العلم و صغر الإنسان ، بل تلاشي ذاته أمام سعة العلوم و لا نهائيته . في هذا العصر الذي تربع فيه الجهل نجد الذوات المتعالية قليلة بل نادرة , فيما الخواء هو سيد تصغي له العامة غير عارفة أنه أقل منها شأناً و أوضع منزلة ، بل فاقد للقيمة الأخلاقية كونه يمارس نوعاً من التضليل المتعمد تجاه الناس و يقودها إلى فراديس كاذبة مليئة بالفخاخ المضللة و الأفاعي السامة ! هؤلاء القوم من الكذبة و عديمي المعرفة هم من تتولد في نفوسهم نار الحسد و الغيظ من الفرد "المتعالي" لأنه لا تنطلي عليه خدعهم و لا يمكن لحبالهم أن تجره لمصائدهم البالية و المكشوفة . إن وحشة "التعالي" و الخلوة بالنفس على ما فيها من جلد و ما تحتاجه من مراس لهي أكثر لذة , و أعلى كعباً ، و فيها من البهاء و النور ، و تمنح سروراً و راحة نفسية و طمأنينة ، و توقد الذهن ، و تفتح أبواباً عصية من الحكمة ، و بها من الأسرار الكثير ما يغني عن مصاحبة "الحمقى" و تصد شر مجاملتهم و تلويث الأذن بترهات كلامهم المشؤوم !

تعليق : واو .. من اروع ما قريت انصح بقراءاته بشدة و تكرار القراءة و فهم الفكرة التي راح تخلصنا من كثير من الشرور التي فرضت نفسها بالتراكم و خوف الناس من تجاوزها أو اهمالها مثل رفض الاختلاط و غلاء المهور و غيرها من العادات التي نمارسها رغم عدم اقتناعنا فيها و رفض الدين لها . الفلسفة شيء رائع و جميل و يجب أن يكون من ضمن قراءات أي شخص يرغب بتطوير ذاته و فكره و لا تسمعو كلام المتخلفين الذين يدعون أن هذا العلم نوع من الزندقة الفكرية بينما هم في الحقيقة ناس ضد التنوير و العلم و الارتقاء في السلوك و الفكر مثلهم مثل جحش الزيبرا بلونين لكنة في النهاية حمار .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 162 ( الأعضاء 0 والزوار 162)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريق النجاح يُبنى بالفشل البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 21-03-2018 10:17 AM
قيام الليل طريق العاشقين قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 24-03-2015 01:19 PM
انتبة عند السفر عن طريق الجوء مع خدامة البرواز و الصورة منتدى بلادي قطر 0 26-08-2014 01:57 PM


الساعة الآن 11:39 PM