العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-01-2015 , 08:10 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 05-11-2024 10:04 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 الحياة الفانية و الحياة الباقية



محمد ال الشيخ

يُنسب إلى عمر بن الخطاب أنه قال : (عش لدنياك كأنك تعيش أبداً ، و عش لآخرتك كأنك تموت غداً) هذه العبارة الحكيمة تمثل المعادلة التي بسببها استطاع المسلمون أن يصلوا بالدعوة الإسلامية في ظرف قرن من الزمن إلى تخوم أوروبا غرباً و إلى الهند و السند شرقاً ، و أن يصل تعداد المسلمين اليوم إلى قرابة المليار و نصف المليار نسمة . و عندما اختلت هذه المعادلة و أصبح المسلمون لا يكترثون بالدنيا و إنما فقط بالآخرة و العمل لها ، تخلّفوا ، و انقسموا إلى قسمين : قسم استهلاكي ، تابع ، خنوع ، يتمتع بمنجزات الآخرين و منتجاتهم في دنياه دون أن يكون له علاقة بإنتاجها , و قسم آخر همه فقط (الآخرة) و العمل لها و الموت (المجاني) لبلوغها تحت مسمّى الجهاد و التضحية بالنفس و الرغبة تحدوهم إلى الهروب من الدنيا حتى بقتل النفس بدعوى أن مصيرهم سيكون الجنة بعد الموت و التمتع بنعيمها . اختلال المعادلة و طغيان ثقافة ما بعد الموت على ثقافة الحياة و العمل لها هو في حقيقته نتيجة أظهرت على السطح العمليات الانتحارية ، فالذي يقتل نفسه - و دعك من مسمّى الجهاد و العمليات الاستشهادية - هو بالضرورة إنسان ضعيف محبط تمكن الفشل من أعماقه بعد أن سُدت الطرق الحياتية أمامه فسيطر عليه الإحباط فوجد أن الحل للهرب من ضغوط فشله الدنيوي أن ينتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة من خلال أن (يفجر) نفسه في من هزموه عملياً بحجة أنهم (كفار) و هو فقط المسلم الحق ، و جزاؤه بالضرورة أن يغفر له الله جل و علا ذنوبه و يفوز بالجنة . و رغم أن الدين القيِّم قد حرّم قتل النفس نصاً وبوضوح في القرآن تحريماً مطلقاً بآية لا تقبل أي احتمال آخر استطاع (تجار الموت) من بعض الفقهاء المعاصرين أو من يزعمون أنهم فقهاء أن يلتفوا على التحريم و يتحايلوا عليه و يدفعوا بعض الشباب المسلم السذج و المحبط إلى قتل أنفسهم من خلال ترسيخ وهم في أعماقهم مؤداه أن قتلهم لأنفسهم سيعز الإسلام في الدنيا و سيذل الكفار و سيكون مصير (المنتحر) الجنة قطعاً . إن الدعوى المتمثلة بالترغيب في الآخرة و العمل لها و اعتبار (الدنيا) مجرد دار عبور لا قيمة لإعمارها وتنميتها و يجب الزهد فيها كما هو (خطاب) بعض أساطين السلف هو الذي رسخ في أعماق بعض المسلمين أنّ المسلم الحق لا يكترث بالدنيا و لا بنعيمها و إنما فقط بالآخرة فاختلت معادلة (عمر بن الخطاب) التي أشرت إليها في بداية هذا المقال . إن الإسلام و حضارة الإسلام في زمن تألقها و قوّتها كانت تعتبر أنّ الإسلام ديدن حياة مثلما أنه مآل خلاص بعد الموت للإنسان و هذا هو المعنى العميق لمقولة (الإسلام دين ودنيا) فهو لا يَعنى فقط بمآل الإنسان بعد موته و إنما بنعيمه و رفاهيته في حياته ، و المسلم الحق هو من يستطيع أن (يوازن) بين (الحياة الدنيا و الحياة الآخرة) فلا تطغى هذه على تلك . و من مظاهر اهتمامنا بالآخرة و العمل لها و الزهد بالدنيا و العمل لها ظاهرة بناء المساجد و كأن أعمال البر تنحصر فيها , و الانصراف عن أعمال الخير التي يستفيد منها المسلم في حياته الدنيوية حتى أصبحت المساجد من الكثرة في الأحياء بحيث أن أغلبها لا يصلي فيها من المصلين إلا قدر صف أو صفين على أكثر تقدير بينما هناك عزوف ملحوظ عن أعمال البر و الخير الأخرى كبناء المستشفيات ، و التعليم ، و دور الرعاية الاجتماعية ، و المنشآت التي تعنى بالفقراء و إسكانهم ، و كذلك المنشآت البحثية و العلمية التي من شأنها حل مشاكل المسلم في حياته و ليس بعد مماته , و هذه صورة من صور خلل التوازن في العمل بين الحياة الدنيا و الحياة الآخرة . كل ما أريد أن أقوله هنا إننا يجب أن نُعلي من أهمية الحياة الدنيا كي لا يطغى العمل للآخرة على العمل للدنيا و إنمائها كما كان يعمل المسلمون في زمن أمجادهم و تألق حضارتهم في السابق .

تعليق : فقط انظر لمن يدعون أنهم ملتزمين سترى عقول سطحية و تافهة بدون أي عمق انساني أو حضاري بسبب ما تربو علية من تقليل لشان الدنيا و كأن اسعاد الانسان و اعمار الارض ليس من الدين . قمة الجهل بالدين و التخلف الفكري لما يسمى مشايخ السلف و السلف منهم بري لانة واضح في القران أن الله عز وجل خلق الانسان لعبادتة و اعمار الارض , لذلك لايجوز اهمال جانب و الاهتمام بجانب و كفى سطحية و تلاعب من ما يسمى بالمشايخ الجهلة .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيها الفرنسيون : و يبقى الود ما بقي الحجاب البرواز و الصورة المنتدى العام 0 31-05-2019 10:30 AM
الداعية بوق يروج للكراهية و الإرهاب على البشرية .. و الليبراليون غيروا جوهر الحياة في المملكة البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 16-10-2016 05:08 PM
قمبيز ما زال على قيد الحياة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 10-08-2015 01:17 AM
الحياة شرقي سعد منتدى الشعر و الخواطر 9 13-05-2014 01:44 PM
الحشمة مقدمة على الحياة ! البرواز و الصورة المنتدى العام 2 09-02-2014 11:51 PM


الساعة الآن 08:27 PM