[البرواز و الصورة]

يروي صاحب هذه القصة مأساته قائلاً : لم أكن أعلم حين ولادة طفلي الوحيد أنه سيكون مصدر عذابي و شقائي .. و مصدر آلامي و أحزاني .. حين ولادتِه توفيت زوجتي الطيبة و انتقلت إلى جوار ربها .. و لم تقر عينها برؤيته .. و رغم حزني الشديد على رحيلها عاهدت نفسي بأن أسخر حياتي لتربيته و رعايته و أن أكون كل شيء في حياته حتى لا يشعر باليتم أبدًا .. و كنت عند وعدي للإيفاء بهذا العهد الذي عاهدت به نفسي للعناية بهذا المخلوق الصغير .. وجدته يكبر أمامي و قلبي يشعر بالسعادة عندما أجد ثمرة حصادي تنمو و تترعرع ... و لم يضع جهدي هباءً و سُدى .. عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره رجوني أن أتزوج حتى أنجب له أخًا أو اختًا يكون له سندًا و عزوة في الحياة .. فلبيت رغبته من أجله بعد أن فكرت طويلاً وحدثت نفسي .. هو محق في طلبه .. عندما أرحل عن هذا العالم من سيكون له عزوة و سندًا و عونًا في هذه الحياة سوى أخ أو إخوة .. و كان هذا الهدف من زواجي الذي لم أكن أفكر فيه على الإطلاق إلا عندما نبهني هو بذلك و رفع الغشاوة عن عيني .. بحثت عن إنسانة صالحة و متدينة بمساعدة الأصدقاء ... فأحسنوا الاختيار .. نعم كانت نعم الزوجة لي و نعم الأم لولدي .. و فاضت من حبها وحنانها له .. لأنها كانت لها ولد وحيد توفي هو و زوجها منذ سنوات في حادث مروع .. و قالت لي : لو كان ابنها لا يزال على قيد الحياة لكان الآن في عمر ولدي .. لهذا تراه و كأنه ابنها المتوفى .. و بالمقابل أحبها ابني و كأنها أمه .. رعيناه و اعتنينا به و ربيناه على الالتزام و الاستقامة لهذا كان بارًا بنا مطيعًا لنا .. ثم كان التحول الفظيع الذي زلزل حياتنا رأسًا على عقب .. و مع دخول ابني سنة ثانية من الجامعة و مع بلوغ العشرين من عمره تغير تمامًا . و أصبح إنسانًا آخر ... بات منزويًا .. منطويًا على نفسه .. هزيلاً .. حاولنا معرفة السبب منه دون جدوى .. ثم انقلب حاله فاصبح عصبيًا ثائرًا .. يعود إلى المنزل عند الفجر .. فأهمل دراسته و تكاسل عن أداء الفرائض .. و فوق كل هذا أصبح عاقًا .. لا يحترمنا .. يسبنا و يشتمنا .. تحيرنا في أمره .. حتى عرفنا السبب .. ابني الوحيد مدمن .. دخل في عالم الإدمان مع رفاق السوء ... قاتلهم الله أدخلوه إلى عالمهم المميت .. تحسرت على شبابه .. و كيف تحول من إنسان مستقيم إلى إنسان منحط .. ليس همه في هذه الحياة سوى الحصول على المخدر بأي طريقة كانت .. الأمر خرج عن سيطرتي .. فشلت في محاولة إخراجه من هذا المستنقع إلى عالم البراءة و الاستقامة .. تقطع قلبي و تمزق ألمًا و أنا آراه يهلك نفسه بنفسه .. و للأسف توفي في النهاية و راح ضحية الإدمان و هو لايزال في ربيع عمره و أوج شبابه .. رحل و ترك قلبي يتمزق كمدًا على نهايته المأساوية .. قاتل الله المخدرات .. و قاتل الله رفاق السوء .. و رحم الله ابني و كل من ذهب ضحية الإدمان دون إرادته و رغبته .

[شفافية]

قصة مؤلمة جداً ..

رفاق السوء هم ألدَّ الأعداء للأبناء

يهدمون ما بناه الآباء في سنين وتحملوا الجهد والمشقة في سبيل ذلك

يهدمونه في شهور قليلة ، ليتجرع الآباء الحسرة والألم .

ومن أهم الأمور التي يجب للأب أن ينتبه لها الرفقة التي اختارها ابنه

ليتمكن من انقاذ ابنه اذا تبين له انها رفقة سوء

ثم يساعده على اختيار الرفقة الصالحة ويحتويه بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى

كل الشكر لك أستاذي الفاضل على النقل لعل الآباء يستفيدون من أحداث هذه القصة ونتائجها .

[البرواز و الصورة]

و الله يا شفافية الكلام سهل لكن الواقع صعب , مش سهل تعرف خصوصا" عندما يكونو طلبة جامعيين , يعني بعيد عن العين و صعب تشك فيهم لان المتوقع أن يكون الطالب الجامعي توجهة طيب و بعيد عن الانحراف تجاة المخدرات . لكن الغريب هوا ضعف ما غرس من قيم و اخلاق ينهار بسهولة ؟ سعدت بمرورك و دمتي بود ...