[البرواز و الصورة]

بقلم : يعقوب العبيدلي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا طمست النجوم أوشك أن تقل الهداة» رواه الإمام أحمد . هذه الفئة الكريمة من المجتمع هذه الفئة التي علمت الناس الخير وأثرتهم بالعلم ووجهتهم إلى النور والصلاح والمعرفة الحقة وبصرتهم بأمور دينهم ودنياهم حق علينا ــ من باب البر والاحسان ــ أن نذكرهم ولو بإشارات وسطور قليلة اعترافا منا بدورهم وحقهم علينا كثير . من أولئك وهؤلاء نذكر الدكتور الأخ العزيز عبدالعزيز المغيصيب الاستاذ والدكتور الأكاديمي والمثال القدوة والأنموذج صانع الرجال ومربي الأجيال ومن حقه علينا التبجيل والتقدير والاحترام ــ وهو يستحق اكثر ــ الذي تميز بأهدافه ووسائله وسلوكه وتدريسه وتقييمه فكان صفوة بين الصفوة ونادرا بين القلة وكل من عرفه كان يصفه بأنه من مصابيح الدجى واستاذ لا يشق له غبار في العلم والبحث والمعرفة قرأت له في يناير «1992» سطورا تحدث فيها عن الأندية الرياضية واقعها ودورها المنشود وفيها تحدث عن قضية التوازن المطلوب والمرتجى فيما تقدمه الأندية من أنشطة لشبابنا وذلك على اعتبار ان الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله هذه الأندية انما هو تهيئة الظروف والامكانات الملائمة لمساعدة الشباب على النمو المتوازن في النواحي الخلقية والعقلية والبدنية والصحية والنفسية والاجتماعية مما يسهم في تكوين الشخصية الشبابية المتكاملة من جميع جوانبها . يقول الدكتور عبدالعزيز المغيصيب «يبقى للأندية دورها المؤثر والمهم في عملية التنشئة وذلك باعتبارها بتفاعلاتها المختلفة وعلاقاتها الجديدة مصدرا مهما لاكتساب الخبرات وتنمية المهارات واستثمار القدرات في فترة تتصف فيها سلوكيات الشباب وتصرفاته بنوع من الاستقلال النوعي في جميع جوانب حياته». يقول الدكتور المغيصيب «إن الشباب المثقف الواعي هو غايتنا في هذه المرحلة فهو أداة التنمية وهو غايتها وهدفها وبقدر ما يتوافر لهذا الشباب من صحة وقدرة ومهارات وابداع وابتكار واحساس بالمسؤولية الاجتماعية بقدر ما يتوافر للمجتمع الذي ينتمي إليه القدرة الذاتية والتلقائية على النمو والتطور». هذا نموذج مشرف من أبناء الوطن ما زال متدفقا بالعلم والمعرفة والابداع فلماذا لا نغرف من هذا المعين ونستثمر وجوده بيننا ونستفيد من علمه وخبرته وثقافته ليدير لنا مركزا بحثيا يساهم في مسيرة التنمية التي تشهدها قطر ؟ في وقت تحتاج فيه الدولة إلى جميع جهود أبنائها وجميع عطاءات الطاقات في كل ميدان مهما كانت الاجتهادات عبر ما سيقدمه من نتاج فكري وعلمي في مناحي الثقافة والاهتمام بالجانب المعلوماتي والبحثي وسيكون لهذا المركز أثر بعيد بإذن الله .. إن أمثال الدكتور عبدالعزيز المغيصيب لا يبلغون العشرين في قطر كلها ! فهل نعجز عن استثمارهم واستقطابهم بدل التقاعد ليرفدونا بعلمهم وخبرتهم وفكرهم وجهدهم إكراما لهم وإكراما للعلم الذي يحملونه. أرفع هذه السطور إلى كل من يهمه الأمر وأدعو الله بأن تعيها الآذان الواعية من أجل العلم والمعرفة ومستقبل قطر ، كلنا نحب قطر وتهمنا مصلحتها . و على الخير و المحبة نلتقي

تعليق : شكرا" أخ يعقوب على مساهماتك المتميزة دائما" سوا" بالنقد أو بالأشادة في ناس فعلا" تستحق مثل الاستاذ الفاضل عبدالعزيز المغيصيب . احنا بلد صغير و محتاج كل ذرة مساهمة من ابناءه المخلصين المؤهلين في أي مجال , خصوصا" أن سن 60 لم يعد ذاك الحاجز بعد أن منا الله علينا بالصحة و العافية و يستطيع من عافاه الله من الامراض و عنده الرغبة أن يساهم بشكل كبير بسبب نقص المواطنين اصحاب الكفاءة العالية . لكن في نفس الوقت يجب ترك الخيار لهم في أي مجال يريدون المساهمة بدون فرض مجال معين لأن حب المجال أول درجات التفاني و الرغبة في العطاء . مشكور أخ يعقوب على تميزك و عمودك الرائع الي نحس فيه نبض الأخلاص و القيم الجميلة الي تثري المجتمع و تساهم في تقدمه .