العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-2014 , 08:37 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon38 الجهاد ليس الطريق الوحيدة المؤدية إلى الجنة



عبدالله موسى الطاير

الجهاد ذروة سنام الإسلام لاجدال في ذلك لكنه ليس العمل الوحيد المؤدي إلى الجنة هناك أعمال أخرى سابقة على الجهاد في الفضل و الأجر . أدبياتنا قصرت دخول الجنة على الشهداء و لذلك أسرع إليه كثير من المسلمين و بخاصة الذين أسرفوا على أنفسهم ظنا منهم أن الشهادة هي أقرب الطرق إلى الجنة دون التأكد فيما إذا كانت الطريق التي سلكوها صحيحة أم خاطئة و باعتقاد أنهم يدخلون الجنة بعمل الجهاد و ليس برحمة الله أولاً و فضله . الجنة لا تؤتى بعقوق الوالدين و تضييع الواجبات و المسؤوليات و الكذب و التزوير و مخالفة الأنظمة التي سُنّت تأكيدا لخلافة الإنسان على هذه الأرض و عمارته لها . بعض الذين نفروا للقتال كانت نواياهم طيبة و لكن الطريق إلى جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة (السذاجة) التي لا تتوافق مع كون المؤمن "كيّس فطِن"، وأنه "لايلدغ من جحر مرتين". بعض المتسللين إلى الجهاد يكتشفون فداحة ما ارتكبوه فهم لايعرفون تحت أية راية ينحرون نفوسهم و الحظيظ منهم من يتمكن من العودة إلى بلاده نادما . أذكر حوارا صحفيا أجريته مع الرئيس برهان الدين رباني رحمه الله قال فيه بأنكم في العالم العربي وضعتم المجاهدين الأفغان في مصاف الصحابة : "و فينا من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا و من يقاتل حمية و قطاع طرق و تجار مخدرات" و كأنه يتنبأ بما حدث لاحقا من اقتتال قادة المجاهدين الأفغان . حينذاك كنا أربعة زملاء بزينا السعودي في الطريق إلى مضافة الأنصار لصلاة الجمعة بعد يوم واحد من وصولنا إلى بيشاور ، زُين لنا أننا سنكون محل التقدير و ستفسح لنا الصفوف الأولى في المصلى . العكس هو ما حدث فقد تعاملوا معنا بريبة إذ لم نكن عندهم سوى "كلاب للسلطة". و قبل ذلك بأشهر حضر بعض الدعاة السعوديين فحوصروا في مضافة الأنصار باعتبارهم عملاء . و عطفا على ذلك كيف سيكون تعاملهم مع شباب ينيخون ركائبهم في مراتع الشك والريبة ؟ هل سيستقبلونهم بالتقدير ؟ أم سيتعاملون معهم على أنهم عملاء و بالتالي فهم إما من نصيب عصابة تتاجر بهم و تبيعهم في سوق النخاسة المخابراتي كما حدث بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان أو ستُطلب فِدىً من أسرهم و بلدهم ينفق منها على المجاهدين ؟ أو سيختبر صدق أولئك المغرر بهم فيفخخون وي رسلون لتفجير أنفسهم في "العدو" و بذلك يكون قادتهم قد حققوا نصرا للتنظيم و تخلصوا من هذا السعودي المشكوك فيه بداية . و من يستقرئ وضع السعوديين في جبهات القتال فلن يخرج عن كونه مشروع أضحية أو مصدر تمويل أو عربون تعاون مع جهاز استخباراتي ما . الجهاد تنعقد رايته وفق أركانه الشرعية و تحت لواء إمام يدافع عن قضية عادلة تحقق خيرا للإسلام و المسلمين أو تدفع عنهم عدوا ، و ما تتواتر به الأخبار و ثابت عند العقلاء هو أن أئمة الجهاد في تلك التنظيمات ليسوا سوى صنيعة مخابرات أجنبية عرفوا نقاط الضعف عند الشباب الإسلامي فصمموا لهم تلك الفخاخ باسم الجهاد فتقاطروا عليها لايلوون على شيء . كيف يضحي الإنسان بنفسه تحت قيادة شخص لايعرفه , و كيف وثق به و بمشروعه ؟ و ما هي القضية التي يجاهد من أجلها ؟ و هل نفعها على الأمة أكبر من ضررها أو العكس ؟ هل يعرف من يتسابقون على القتال أنهم يوجهون من مقرات مخابرات تابعة لقوة ما في الشرق أو الغرب ؟ و أنهم أدوات لتحقيق أهداف بعيدة المدى لاتخدم الإسلام و المسلمين ؟ إن كانوا يعرفون ذلك و يموتون في سبيل أن تكون كلمة الذين كفروا هي العليا فإلى جهنم و بئس المصير ، و إن كانوا لايعلمون فإن الواجب الشرعي أن يستأذنوا ممن يعلم جيدا خلفيات المؤامرات و طبيعة العلاقات الدولية و التدافع بين الخير و الشر و اقتسام المصالح .

و تأسيسا على ذلك يكون إعلان الجهاد من عدمه منوطاً بولي الأمر الذي لديه من المعلومات و المعطيات و الحسابات و المستشارين الشرعيين و السياسيين المتمكنين و المؤسسات و الهيئات الدينية الموثوقة ما يمكنه من ممارسة هذا الدور . مشكلتنا الحقيقية التي يجب أن نتعامل معها أننا و على مدى عقود من الزمن أهملنا التركيز على أعمال كثيرة مؤدية إلى الجنة بمشيئة الله و اكتفينا بالجهاد و بسرد كرامات المجاهدين في دعائية استدرجت بها أجهزة استخبارية الشباب المسلم . أركان الإسلام الخمسة تدعم بناء المجتمع الإنساني، بدءاً بالتوحيد و مرورا بتهذيب النفس بالعبادة و التكافل الاجتماعي ثم التواصل بين المسلمين من شعوب و أعراق مختلفة . شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رتب أقسام الجهاد إلى "جهاد بالقلب كالعزم عليه ، أو بالدّعوة إلى الإسلام و شرائعه أو بإقامة الحجّة على المبطل أو ببيان الحقّ و إزالة الشّبهة أو بالرّأي و التّدبير فيما فيه نفع المسلمين أو بالقتال بنفسه". و كما هو ملاحظ فإن القتال بالنفس جاء في ذيل الترتيب . فلماذا أهملنا ما قبله في مناهجنا و خطبنا و إعلامنا و حراكنا الثقافي حتى انحصرت الطرق المؤدية إلى الجنة في القتال ؟ أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتنا و مراجعة خطابنا الديني و الثقافي و إلى نفض الكسل عن عقولنا ، فالاسلام دين حياة و بناء و تعايش .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجهاد عند المتأسلمين والجهاد عند المسلمين البرواز و الصورة المنتدى العام 0 13-08-2014 10:02 AM


الساعة الآن 03:20 AM