العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-2025 , 03:20 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,421
أخر زيارة : 26-07-2025 09:24 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 ماذا حدث في عام 1950 ؟



ممدوح المهيني

منذ عام 1950 ، تغير العالم الذي نعرفه . قبل ذلك التاريخ وعلى مدى أربعة عقود ، كان حجم الإنتاج العالمي يرتفع بمعدل 1 في المائة سنوياً . ولكن منذ عام 1950 ارتفع بمعدل 4 في المائة , تراجعت معدلات الفقر ، وخرج مليارات البشر من بؤسهم . قبل عام 1950 كانت الحروب لقرون حالة طبيعية ومتكررة , وشهد النصف الأول من القرن العشرين حربين مدمرتين ، هما الحربان العالميتان , لكن منذ عام 1950 تراجعت معدلات الحروب بين القوى العظمى . لقرون كان الفقر هو السائد ، وكانت الحروب لا السلام هي الحالة المستمرة . ما الذي حدث وتغير ؟ ولماذا شكل عام 1950 منعطفاً مفصلياً في التاريخ ؟ يقول المفكر السياسي روبرت كاغان في كتابه «العالم الذي صنعته أميركا» إن السبب يعود إلى النظام الأميركي الذي شيدته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية . لكن هل يمكن أن يكون هناك سبب آخر؟ أي أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية للتطور الإنساني في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد العالمي ونمو المؤسسات الدولية ؟ هل من الممكن أن ما ننعم به من سلام وازدهار اقتصادي هو تتويج لصعود جنسنا البشري ؟ إن الإنسان نزع العنف من داخله واستبدل به مشاعر السلام ؟ إن الوحشية حلت محلها المدنية ، والقومية الشوفينية تراجعت لصالح قيم العالمية ؟ هل وصلت البشرية إلى هذه القناعة واختارت أن تكون مسالمة ، من دون حاجة إلى قوة أو نظام دولي يفرض معايير معينة ؟ يرد كاغان على هذا التساؤل بالنفي , يقول إن أميركا كدولة ليبرالية ورأسمالية , هي من شكّل العالم على هذه الصورة ، وحمت النظام الدولي الذي نعيش في ظله . وإن انهيارها أو تخليها عن هذا الدور - كما تتزايد المطالبات بذلك من داخلها من قبل ساسة ومؤثرين - سيؤدي إلى صعود نظام آخر يعكس قيم ومصالح القوة التي ستخلفها . تاريخياً عندما تنهار قوة عظمى ينهار معها النظام الذي شيدته , عندما انهارت الإمبراطورية الرومانية ، انهار النظام السياسي والاقتصادي الذي بنته. يقول كاغان إنه حتى الثقافة والفنون والتطور العلمي تراجع لقرون . انهيار النظام الأوروبي مثال آخر , فطَوال أربعة عقود تطور هذا النظام الدولي . ورغم كل عيوبه : الاستعمار، والإمبراطوريات ، والحروب المتكررة ، إلا أنه وفر مستوى من الأمن مكن من التطور الإنساني . فقد أسهم توازن القوى في أوروبا ، إلى جانب قوة الأسطول البحري البريطاني ، في ازدهار الاقتصاد وتعزيز الحريات . انتعشت التجارة ، وازدهرت ثورة الاتصالات . وفر هذا النظام قدراً من السلام ، امتد لأربعة عقود بعد الحروب النابليونية ، وأربعة عقود أخرى بعد حروب توحيد ألمانيا . المتفائلون آنذاك هتفوا : نعيش فجراً جديداً في التاريخ الإنساني , الطبيعة البشرية بلغت ذروتها الحضارية , الحروب والديكتاتوريات أصبحت من الماضي , لكن بعد سنوات قليلة تحطمت هذه الآمال . اندلعت الحرب العالمية الأولى ، وانهار السلام ، وتمزقت الحضارة الليبرالية الأوروبية . ازدهرت القوميات المتطرفة ، والآيديولوجيات العرقية ، والأنظمة التوتاليتارية . تراجعت الدول الليبرالية وأصبحت مهددة من تحالف القوى الحديدية : الفاشية والنازية التي كانت تحلم بفرض نموذجها ونظامها على العالم , لم يمضِ وقت طويل حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية . يطرح كاغان سؤالاً : ماذا لو انتصرت ألمانيا النازية واليابان الإمبراطورية ؟ من المؤكد أنهما كانتا ستفرضان كما تفعل جميع القوى العظمى ، نظاماً وقيماً تعكسان مصالحهما . والسؤال الآخر : ماذا لو انهار النظام الأميركي الذي نعيش في ظله ؟ ماذا يمكن أن يحدث بعدها ؟ لكن قبل أن يجيب عن هذا السؤال يتوقف عند سؤال أساسي : ما الذي يميز النظام الأميركي عن غيره ؟ وما النظام الذي سيحل مكانه إذا تحطم وتلاشى ؟ عبر التاريخ ازدهرت وانهارت أنظمة عالمية ، وكل نظام منها ترك بصمته . النظام الصيني ، والروماني ، والإغريقي ، والإسلامي ، والعثماني ، كلها فرضت نماذجها عبر القوة . وفي عصرنا الحديث ، فإن القوة الأميركية تشكل بصمتها الواضحة على العالم من خلال منظومة قيم محددة : الليبرالية ، والازدهار الرأسمالي ، ومنع الحروب الكبرى ، والمحافظة على السلام ، وثورة الاتصالات والنقل والتقنية . لكن من دون قوة عسكرية ضخمة تحمي هذا النظام ، فإن القيم التي نعيشها اليوم ستكون مجرد أمنيات وتصورات موجودة في الكتب . وفي منطقتنا يبدو المشهد مشابهاً , فالنُظم المتطرفة والميليشيات الخارجة عن القانون نشرت الحروب ، ورفعت معدلات الفقر، وأضعفت الدولة الوطنية ، وزادت الانقسامات الدينية . في المقابل هناك دول معتدلة تستثمر في السلام والتنمية والانفتاح الاقتصادي . إنه صراع بين نظامين ، كل منهما يسعى لفرض قيمه ومعاييره . وفي النهاية ، فإن القوة - لا الطبيعة البشرية - هي من تحمي أي نظام منهما .


تعليق : الفكرة روعة و تزيد الرؤية وضوح على أي جانب يجب أن تقف ؟ صحيح موقف امريكا ضد مصالح العرب كونها تدعم اسرائيل , لكن شوف في الجانب المقابل ايش قدمت للبشرية ؟ بينما تخيل قوة شريرة مثل ايران أو كوريا الشمالية أو روسيا أو اسرائيل هي اللي مسيطرة كيف راح يكون حال العالم ؟

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 08:18 PM