[شفافية]

أحبهم بلا حدود أحب كبار السن وأعشق مجالستهم وسماع حديثهم رائعون هم يفوح من أفواههم عبير الماضي الجميل رسمت السنين دروباً متعرجة على وجوههم وأيديهم تحكي حكايات لا نعرفها نحن جيل التقنية والانفتاح على العالم اجلس معهم احتسب الأجر في ادخال السرور على قلوبهم ومنحهم الاهتمام والتقدير يفرحون كثيراً عندما أهتم بهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء كلما رأوني أحبهم بلا حدود وأعشق آثار السنين على أيديهم والخدود كنوز من الحكمة أتعلمها من أفواههم قصص وحكايات تشبه الخيال وأسافر معهم إلى الماضي البعيد حيث عانوا في حياتهم الماضية الكثير من المشقة والصعاب لكن قلوبهم كانت تفيض بالرضى والحب والخير لكل الناس لم يكونوا جيراناً بل كانوا إخواناً يسأل بعضهم عن بعض ويتفقد بعضهم بعضاً واليوم ينظرون إلى واقعنا الأليم بعيون ذابلة وقلوب متحسرة رغم التطور في وسائل الاتصال فقد تباعدت قلوب الناس من جيران وأقارب حتى باتوا كالأغراب وعندما يجتمعون فكل واحد مشغول بجهازه الذكي يالله إنهم يبتسمون لأجهزتهم أكثر مما يبسمون لأهلهم ومن يجلسون معهم تلك الابتسامات لا يكسبون من ورائها حسنات لأن الجهاز ليس بشراً ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) والله لقد كان كثير من الناس لا يهتم بكبار السن ولا يقضون معهم وقتاً والآن أصبح الاهتمام بالأجهزة وقضاء الوقت معها أكثر من الوالدين والأخوة والأهل عموماً احرصوا على الإهتمام بمن تحبون تحدثوا معهم عبروا لهم عن حبكم احتضنوهم بحنان كلما التقيتم بهم سيرحلون يوماً ما رحيلاً بلا عودة وستلتهب في صدوركم أشواقٌ لهم وللحديث معهم سوف تتمنون احتضانهم وضمهم إلى صدوركم بحب وحنان ولكن هيهات هيهات لقد فات الآوان لقد رحلوا بقلوبهم البيضاء وحبهم الممتد بلا نهاية بقلمي / شفافية نجمة القطرية