العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-2015 , 06:33 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 13-11-2024 07:43 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 كتاب المؤمن الصادق



علي بن طلال الجهني

خلال سنوات الحرب الكونية الثانية كتب رجل يدعى إريك هوفر في أوقات فراغه في المساء بعد أن يقضي يومه في تفريغ و تحميل السفن من رصيف ميناء سان فرانسيسكو كتاباً بعنوان «المؤمن الصادق». و بعد أن أصبح الإرهاب طاعوناً عالمياً في أواخر التسعينات من القرن الماضي و في أوائل هذا القرن اقتنع المفكر السعودي العملاق الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) بأهمية ترجمة الكتاب . و كانت ترجمة المرحوم القصيبي موفقة و دقيقة و بأسلوبه الجزل المعروف . يقول القصيبي في مقدمته لترجمة كتاب «المؤمن الصادق» : «أقدمت على ترجمة هذا الكتاب إلى العربية على رغم أنه صدر في منتصف القرن الميلادي الماضي و على رغم أنه لم يحظ بقدر كبير من الانتشار إلا أني وجدت فيه جواباً شافياً عن سؤال شغلني منذ أن بدأت ظاهرة الإرهاب تشغل العالم و هو : لماذا يصبح الإرهابي إرهابياً؟». رجعت إلى عدد من المصادر و بحثت الأمر مع عدد من الخبراء و اتضح لي أنه - على رغم وجود كم هائل من المعلومات عن الإرهاب ، تنظيماته و قادته و أساليبه و أدبياته و تمويله - لا توجد كتابات تضيء عقل الإرهابي من الداخل و تتيح لنا فرصة التعرف على هذا العالم العجيب المخيف . و يفرق الكاتب بين الفرد الإرهابي و قائد التنظيم الإرهابي الذي يجند و يختلق الشعارات ، و يوظف الإرهاب لتحقيق غاية سياسية . فالفرد الإرهابي لا بد من أن يكون إنساناً فاشلاً على الأقل في نظره هو أو هي . و «من المفهوم أن الفاشلين ينزعون إلى تحميل العالم جريرة فشلهم» كما قال هوفر . يقول المؤلف في الصفحات 43 و 44 : «تستطيع المنظمة الإرهابية أن تجذب أتباعاً و تحتفظ بهم لا لأنها تلبي الحاجة إلى تطوير الذات و لكن لأنها تلبي الشوق إلى الخلاص من الذات». يصعب على الذين يعتقدون بأن حياتهم فسدت تماماً أن يستهويهم تطوير أنفسهم : مهما كان احتمال حصولهم على فرص أفضل فإن هذا لا يحفزهم إلى بذل جهود خارقة ، و لا يدفعهم إلى الولاء الأعمى . يعد هؤلاء المصلحة الفردية شيئاً مشبوهاً شريراً لا يتسم بالنزاهة و لا يمكن أن يجلب الحظ . و كل ما يبذل لتطوير الذات يبدو في نظر هؤلاء عملاً محكوماً عليه بالفشل : لا شيء ينطلق من النفس (التي يكرهونها) يمكن أن يكون جيداً و نبيلاً . و السؤال : هل سيتحول كل محبط كاره لنفسه التي يرى أنها فسدت و تعذر إصلاحها إلى شخص إرهابي ؟ بالطبع لا ، و العالم خلال تاريخه المسجل و الذي يمتد إلى آلاف السنين مملوء بالمحبطين الذين لم يتحولوا إلى إرهابيين ، فالإحباط شرط ضروري ليتحول الإنسان المحبط النافر من ذاته إلى مجرم إرهابي و لكن كره النفس بحد ذاته لا يكفي فلا بد من وجود تنظيم و قائد يحول طاقة الكراهية الضخمة إلى أداة للترويع و القتل ، فالتنظيم هو الذي يخلق شعار و لواء من ينضمون إليه و يصهرون أنفسهم فيه ، و التنظيم هو الذي يختلق عدواً أو شيطاناً يجب قتله . و في يومنا هذا وجدت منظمات الإرهاب السنية ضالتها منذ أيام «القاعدة» بشعار «إخراج الكفار من الجزيرة العربية» أولاً ، ثم بشعار «محاربة الأميركان» في العراق في ما بعد و بذلك حصلت على الدعم و المساعدة من النظامين الحاكمين في إيران و سورية لتوظيف الإرهاب السني لأغراضهما السياسية . و من أهم أسباب نجاح المنظمات الإرهابية السنية في العراق ليس فقط ما لقيته من دعم في بداية تكوينها من النظامين الإيراني و السوري و إنما أيضاً بسبب وقاحة حكومة نوري المالكي التي أقصت قادة السنة و اضطهدتهم فخلقت بيئة خصبة لاجتذاب كثيرين من محبطي السنة من كل بقاع المعمورة . فصار من السهل على المنظمات الإرهابية السنية أن تختلق شعاراً جديداً و عدواً جديداً و هو قتل و ترويع الجميع من سنة و شيعة باسم محاربة الميليشيات الإرهابية الشيعية . و بعد أن غيرت المنظمات الإرهابية السنية شعارها من محاربة الأميركان إلى محاربة الميليشيات الشيعية فإن هذا بدوره سهل و يسر تجنيد إرهابيين شيعة تحت شعار محاربة التكفيريين السنة . و لكن ما ذنب المدنيين المسالمين السنة في العراق و في سورية ؟ و ما ذنب المدنيين المسالمين الأبرياء من الشيعة في كل مكان كما حدث للشيعة السعوديين في الأسابيع الأخيرة . «إن براعة الشخص الذي يعرف كيف يبدأ (تنظيماً إرهابياً) أو كيف يبقيه تتجلى في معرفة كيف يختار العدو الملائم بقدر ما تتجلى في قدرته على اختيار العقيدة الملائمة و وضع برامج لتنفيذها» كما قال مؤلف «المؤمن الصادق» في الصفحة 192. و يضرب هوفر مثلاً بهتلر الذي استغل الكراهية الجماعية لليهود ثم الكراهية الجماعية للشيوعيين . و ختاماً فإن حبل الإرهاب كحبل الكذب قصير . و في المملكة العربية السعودية التي حققت قواتها الأمنية نجاحاً مميزاً في محاربة الإرهاب بقيادة ولي العهد الذي أدرك فكرياً و نفذ على أرض الواقع أهمية استصلاح من أمكن استصلاحه ، و أهمية تعاون ذوي الإرهابيين خصوصاً و المواطنين كافة من جميع مكونات وطن الجميع مع منسوبي القوات الأمنية .

تعليق : من اروع ما قريت عن سبب انضمام الشباب للمنظمات الإرهابية الجملة التالية :
« تستطيع المنظمة الإرهابية أن تجذب أتباعاً و تحتفظ بهم لا لأنها تلبي الحاجة إلى تطوير الذات و لكن لأنها تلبي الشوق إلى الخلاص من الذات » . ما اعمق هذة الفكرة في شرح نفسية الإرهابي .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 52 ( الأعضاء 0 والزوار 52)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الحب و الجنس في الإسلام للشيخ فوزي محمد أبوزيد قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 19-11-2016 01:37 PM
كتاب مراقي الصالحين لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد قيثارة شجن المنتدى الاسلامي 0 08-07-2016 01:39 PM
الصادق و السودان و الخرافات البرواز و الصورة المنتدى العام 0 01-06-2015 04:13 PM
كتاب جديد يعيد "ألف ليلة وليلة" إلى أصولها العربية البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 15-07-2014 01:25 AM
كتاب للنساء فقط البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 11-05-2013 07:48 PM


الساعة الآن 11:50 AM