29-09-2014 , 04:52 PM | مشاركة رقم 1 |
إداري
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,360
أخر زيارة : 13-11-2024 07:43 PM
الدولة : قطر
|
هل هناك تهديد حوثي على الأمن القومي السعودي ؟
عبدالله حميد الدين 1 - حزب الإصلاح كان دولة في «لا-دولة». أي هناك تيار متطرف يسيطر على مؤسسات حكومية سيادية و على كتائب عسكرية و ميليشيات قبلية ، و هناك تيار متطرف آخر - الحوثيون - لا يملك إلا قوّة عسكرية و ليس له جذور في مؤسسات الحكم في اليمن . 2 - لا يمكن القضاء عليهما معاً و لا يمكن أيضاً السماح لهما بالاستمرار معاً . 3 - التيار الأول أخطر بسبب عمق وجوده في الدولة ، و في الجيش ، و لسوابقه في دعم الإرهاب ، و هو حالياً أقدر على تهديد الأمن القومي الإقليمي . أي هناك تهديد فعلي من الإصلاح ، و تهديد كامن من الحوثيين . 4 - فكان القرار القضاء على التهديد الفعلي ثم التفرغ للقضاء على التهديد الكامن . هناك حساب آخر ربما أُخذ بالاعتبار عندما تمت الموافقة على السماح للحوثيين بالقضاء على التطرف الإصلاحي و هو أنَّ الحوثيين لا يمكنهم أبداً السيطرة على اليمن بالطريقة التي سيطر فيها حزب الإصلاح على اليمن سابقاً . أمام الحوثيين طريق طويل جداً قبل تحقيق ذلك ، و لن يحصل . الحوثيون ليس لديهم إلا خيار المشاركة مع الأطراف اليمنية الأخرى ، و حينها سيمكن تحييد أثرهم كثيراً . فهناك أطراف يمنية متعددة لن تسمح للحوثيين بالسيطرة الكاملة و ستفرض عليهم المشاركة في الحكم . لذلك فإنَّ مقارنة ما حصل في صنعاء 2014 بما حصل في بيروت 2008 غير دقيق . حزب الله سيطر على بيروت و هو دولة كاملة و حاضر في الجيش اللبناني و في الاستخبارات و في الحكومة اللبنانية نفسها , أما الحوثيون فليسوا إلا قوّة عسكرية . عدم سيطرة الحوثيين على اليمن مستقبلاً لا يعني أنَّ صعودهم لا يشكل تهديداً على الأمن القومي الخليجي و ذلك بسبب تحالفهم مع إيران . و السؤال ما الخيارات لمنع هذا من الحصول ؟ للإجابة عن السؤال لا بد من أخذ مجموعة حقائق بالاعتبار : أولاً يبدو أنَّ السعودية و إيران في طريقهما إلى التفاهم حول خلق نظام إقليمي جديد يقوم على توازن قوى بين حلفاء البلدين . و قد رأينا بدايات هذا في العراق حيث أدركت إيران أنها لن تستطيع السيطرة عليه و لن تستطيع إقصاء حلفاء المملكة من الحكم و أظن أن هذا ما سيحصل في اليمن . أي سيكون هناك صيغة للمشاركة في الحكم بحيث لا يكون للحوثيين – حلفاء إيران – هيمنة على اليمن و إنما يكونون قوّة بين قوى أخرى . ثانياً : السعودية تعلم بأن قوّة الحوثيين معتمدة على تحالفات قبلية واسعة , و هي تعلم أن هؤلاء الحلفاء ليسوا مرتبطين بالحوثيين ارتباطاً عقائدياً و أنهم قاتلوا معهم لوجود عدو مشترك لهم جميعاً . أي الحوثيون هم في الحقيقة نتيجة اتحاد العقائديين و هم قلّة مع القبائل و هم كثرة . و بعد ذهاب العدو المشترك فإن الجناح القبلي سيفرض شروطه و التي منها الحفاظ على العلاقة الإيجابية مع السعودية . فالغالبية الكاسحة من قبائل الشمال و الجنوب لن تقبل إطلاقاً بتهديد المملكة . ثالثاً : الحوثيون أنفسهم منقسمون , فيهم من ينظر إلى المملكة نظرة آيديولوجية و لكنهم قلّة , و هناك جناح براغماتي . إحدى تجليات البراغماتية الحوثية كانت في استعدادهم للتحالف مع علي عبدالله صالح و هو الذي أشعل عليهم فتيل ست حروب و قتل منهم المئات و شرّد الآلاف . هذا الجناح يُدرك أنه على المدى البعيد فإنَّ الجار السعودي هو الأهم و يعلمون أنّهم بالنسبة لإيران مجرّد ورقة سيتم الاستغناء عنها لو ضعفوا قليلاً . و هذا الجناح يعلم أنَّهم كجماعة لن يستطيعوا الاستمرار طويلاً في الحفاظ على موقعهم القويّ الآن و بالتالي فإنهم يفكّرون بضرورة فتح قنوات مع السعودية و هم في مركز قوّة قبل أن يضطروا إلى ذلك و هم في مركز ضعف . الجناح البراغماتي الحوثي يعلم أن اليمن ليست لبنان ، و أنَّ ما تحقق لحزب الله في لبنان لا يمكن أن يتحقق لهم في اليمن . فالمعطيات الاجتماعية و السياسية مختلفة تماماً . كما إن الحوثيين يعلمون أنّه بعد غياب العدو المشترك فإنَّ السعودية قادرة على قلب الطاولة عليهم و إدخالهم في صراعات لأعوام طويلة تستنزفهم تماماً . رابعاً : لا يوجد في اليمن مشكلة سنيّة - شيعية ، و لا يوجد طائفية . الطائفيّون هم المتطرفون من الإصلاح و هؤلاء خرجوا من الصورة و المتطرفون من الحوثيين و هؤلاء لن يسمح لهم بالتحرك . بالتالي فإنّه لن يحصل سيطرة شيعية على السنّة كما يحلو للبعض أن يتخيّل . خامساً : العلاقة بين السعودية و بين الهاشميين و الزيدية في اليمن كانت على الدوام علاقة ود . و معظم الزعامات الهاشمية و الزيدية تعلم أن السعودية وقفت معهم كثيراً و دعمتهم مالياً و عسكرياً في أكثر من موقف . و يعلمون أنَّ الحرب على الزيدية من بعض الأجنحة السلفية المتطرفة لم تكن بموافقة من الحكومة السعودية و إنما بسبب أجندات بعض السلفيين المتطرفين . على ضوء هذا فإن خيارات منع سيطرة إيران على اليمن واسعة جداً لعل أهمها ، أولاً : العمل الديبلوماسي السعودي الهادئ لإقصاء الشرائح المتطرفة الحوثية . ثانياً : تكثيف المصالح بين القبائل المتحالفة مع الحوثيين و بين السعودية من خلال مشاريع تنموية سعودية تقع في مناطقهم مباشرة . ثالثاً : دعم الحكومة اليمنية و تقوية مؤسساتها بحيث يمكن لها بسط سيطرتها التدريجية والبطيئة على اليمن كاملاً . بمثل هذا يمكن إبعاد شبح إيران عن اليمن و ضمان ألا تتحول اليمن إلى شوكة في خاصرة السعودية . * نقلا عن "الحياة" اللندنية تعليق : هذا المقال كافي لمعرفة ما صار في اليمن من سيطرة للحوثيين و كيف راح تتطور الاوضاع في المستقبل . تحليل منطقي و عميق للوضع يغني عن الكثير و يزيل التشويش الذي حدث بعد سيطرة الحوثيين بهذة السرعة . قريت كثير عن هذا الموضوع و لم يشبع رغبتي لمعرفة ما حدث مثل هذا المقال فشكرا" للكاتب على مجهودة و تحليلة المميز . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفكر القومي العربي | البرواز و الصورة | المنتدى الثقافي | 0 | 08-08-2013 02:19 PM |