سامي النصف
مصر أمة عظيمة إلا أنها مصابة بسوء طالع شديد في تاريخها الحديث بشكل لم تتعرض له أمة عريقة أخرى من قبل ، ففي عام 1882 التفت افئدة الأمة حول القائد أحمد عرابي وشعار «مصر للمصريين» الا ان الأمر انتهى بكارثة هزيمة التل الكبير التي قامت على خداع عرابي عبر توجيه انظاره للغرب حيث الاسكندرية ، ثم غزوة من الشرق عبر القنال ، وهرب القائد الى القاهرة حيث حوكم وتم نفيه واتهمه المؤرخون بأنه سبب غزو مصر واحتلالها ، لذا هاجمه الزعيم مصطفى كامل في خطبه ومقالاته بجريدة «اللواء»، وهجاه شوقي في شعره وضربه شاب متحمس من الحزب الوطني بعد عودته من المنفى فدخل داره ولم يخرج حتى وفاته.
تولى المسألة الزعيم مصطفى كامل الا انه مات صغيرا وتلاه الزعيم الوطني الكبير محمد فريد إلا أنه خيب الآمال بهربه من مصر إثر صدور حكم بسجنه لاشهر قليلة ، وهو ما قضى على الحزب الوطني الذي يرأسه وتسلم الراية الزعيم سعد زغلول فقاد الوفد الى باريس حيث بقي هناك لعام ونصف العام دون ان يلتقي احدا ويحقق شيئا من شعاره الشهير «الاستقلال التام او الموت الزؤام» ولم يغادر الحياة الا بعد ان ارسل شتيمة للشعب الذي احبه ورفعه على الاكتاف حين قال جملته الشهيرة .. «ما فيش فايدة»!
واستبشر الشعب المصري خيرا بتولي الملك الشاب فاروق الحكم بعد طغيان والده فؤاد فانتهى الأمر به إلى إدمان القمار وممارسته في نادي السيارات من السادسة مساء حتى السادسة صباحا ثم النوم باقي اليوم حتى انقلب عليه جيشه ، كما خاب امل الشعب المصري في الزعيم مصطفى النحاس عندما تولى رئاسة الوزارة تحت رايات الانجليز في حادثة 4 فبراير 42 ، كما خاب ظنه بحركة الاخوان وزعيمها حسن البنا عندما تحولت للاغتيالات والتفجيرات ، ومثل ذلك تأييد زعيم مصر الفتاة الزعيم احمد حسين الذي أحرق القاهرة عام 1952.
وأتت حركة الجيش المباركة في 23/7/1952 وارتفعت الآمال بالرئيس نجيب وبعده عبدالناصر الا انه تسبب في الهزائم العسكرية الكوارثية والقمع وفتح المعتقلات وتدمير الاقتصاد وفقدان السودان وسورية وغزة وسيناء (مرتين) ، وتلاه الرئيس السادات الذي وعد الشعب المصري بكل شيء ولم يعطه شيئا حتى اغتيل ، ثم أتى الرئيس حسني مبارك الذي كان مبهرا في سنواته العشر الأولى الا انه استمر وسلم المسؤوليات للبطانة الفاسدة فانتهى الامر بثورة شعبية غير مسبوقة في 25/1/2011 ارتفعت خلالها الآمال الا انها وكالعادة خيبت الظنون ، فقامت ثورة في 30/6 على من اتى من خلال بوابة الثورة الأولى وبدأت هذه الأيام الآمال تنتعش بالدستور الجديد والانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة .. والله يستر!
آخر محطة : عدم ترشح الاخواني أبوالفتوح حركة ذكية يقصد منها التركيز على حمدين صباحي لعل وعسى يستطيع ان يحقق مفاجأة الفوز على السيسي ، وأرى بعكس ما يقال ، فكل الاحتمالات مفتوحة!
*نقلا عن صحيفة "الأنباء" الكويتية
تعليق : صراحة صدمة كبيرة لان هذي اسماء قيادات تاريخية حسب علمي يحبها الشعب المصري لكن إذا كان هذا الكلام صحيح فعلا" مصر غير موفقة في زعماء سياسيين لهم تأثير ايجابي و ليس دعاية و شهرة بدون فائدة حقيقية لمصر . نرجو من الأخوة المصريين الرد على هذا المقال بالتأييد أو الرفض لكن بموضوعية و بدون تهجم أو مغالطة للحقائق .