العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2025 , 02:14 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,411
أخر زيارة : اليوم 05:01 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 حاكمية البناء .. جسرٌ إلى العنف



حسين القاضي

تمثل فكرة الحاكمية الجذر الذى أنتج حركات العنف الجهادى المعاصر، فقد بدأت هذه الفكرة عند حسن البنا ، لكنها سرعان ما تحولت على يد سيد قطب إلى منظومة فكرية مكتملة ، ثم تبلورت كمشروع انقلابى عنيف عند جماعات مثل «التكفير والهجرة» و«القاعدة» و«داعش»، والمآلات الدموية المعاصرة . والحاكمية تعنى أن الحكم والتشريع لله وحده ، ومن ثم فإن أى نظام بشرى لا يطبّق الشريعة كما يفهمونها ، هو نظام جاهلى أو كافر ترك الحكم بما أنزل الله . وأما الحاكمية فى الفقه الإسلامى فمعناها أن الله هو مصدر التشريع ، وأن تطبيق الشريعة فى صورة حكم وقوانين موكول إلى اجتهادات البشر فى ضوء مقاصد الشريعة وفهم الواقع ، فكل قانون لا يصطدم بالقرآن ومقاصد الشريعة لا يكون تشريعاً لغير الله . والحاكمية هى الجذر والفكرة المحورية التى تأسست عليها بقية مفاهيم التيارات الإسلامية ومنها انبثقت عدة أفكار كالعصبة المؤمنة ، والوعد الإلهى ، والجاهلية ، والولاء والبراء . و جذور الحاكمية نتلمسها من رسائل البنا ، وبيان ذلك فى (رسالة المؤتمر الخامس) التى كتبها البنا بعد 10 سنوات تقريباً من تأسيس الجماعة . وفيها أعلن البنا انتقال الجماعة من الدعوة إلى تأسيس مشروع سياسى تنظيمى ، يقوم على فكرة الحاكمية والتمكين ، ثم بعد مدة قليلة نشأ التنظيم الخاص . ورغم أن البنا لم يكن يُكفّر المجتمع علانية فإن روح «التمكين القتالى» أثّرت عليه ، ولنتوقف عند كلمة مهمة لحسن البنا كانت هى البذرة الأولى وهى (الحاكمية) ، ومن هذه البذرة استندت الحركات الجهادية المسلحة إلى نفس المرجعية ، وإن اختلفت فى الدرجة لا فى النوع هى (الحاكمية). فى (رسالة المؤتمر الخامس) اعتبر البناء أن الحاكمية - التى هى أصل كل مفاهيم جماعات العنف - اعتبرها من الأصول والعقائد فى الإسلام ، مع أنها عند علماء الإسلام من الفروع والفقهيات لا من الأصول والعقائد . وظل مبدأ الحاكمية هو المبدأ الأم المشترك بين كل تلك الجماعات الإسلامية من الإخوان إلى داعش ، فكانت جماعة الإخوان بفكرة الحاكمية بمثابة الجسر الذى تمر عليه كل هذه الجماعات . وعلى الرغم من أن استراتيجيات التنفيذ قد تختلف من جماعة إلى أخرى ، فإن البذرة والخيمة واحدة ، والبداية من الحاكمية . يقول البنا فى (رسالة المؤتمر الخامس) : «والحكم معدود فى كتبنا الفقهية من العقائد والأصول ، لا من الفقهيات والفروع»، ثم يرتب على قوله هذا أن قال : «فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدى الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف ، وهذا كلام واضح لم نأتِ به من عند أنفسنا ، بل نقرر به أحكام الإسلام الحنيف ، والإخوان لا يطلبون الحكم لأنفسهم ، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامى قرآنى ، فهم جنوده وأعوانه ، وإن لم يجدوا فالحكم من مناهجهم ، وسيعملون لاستخلاصه من أيدى كل حكومة لا تنفذ أوامر الله ، والإخوان لم يروا فى الحكومات الحالية ولا السابقة ولا غيرهما من الحكومات الحزبية من ينهض بهذا العبء». ثم اتسع الكلام فى الحاكمية عند سيد قطب فى كتابه : (فى ظلال القرآن) ، ثم تحولت إلى دمار وشقاء تام على يد القاعدة وداعش ، ومثلت (رسالة المؤتمر الخامس) لحسن البنا فكراً صارخاً مفعماً بالصراع والصدام ، كأنك ترى فيه الصورة الأولية لداعش ، وإذا ما أردت أن تبرز عمود النسب المعرفى للحاكمية بهذا الفهم المعرفى ، لوجدته ينتهى سندها ونسبها المعرفى إلى فكر الخوارج ، ومرتكز الإشكال فى قضية الحاكمية هو الفهم السقيم لقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ).

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 08:21 PM