التفكير الفقهي و مشكلاته - منتديات القطرية




العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الاجرام الاسرائيلي : قصف مناطق تلقي المساعدات في غزة جريمة حرب لا يجب السكوت عنها. نناشد الدول العربية قطع العلاقة مع هذة الدولة الارهابية. أخي تجاوز الظالمون المدى.

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-06-2018 , 01:39 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,420
أخر زيارة : اليوم 12:53 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon375 التفكير الفقهي و مشكلاته



رضوان السيد

يشغل الأوساط العلمية العربية هذه الأيام كتاب وائل حلاّق الجديد «الشريعة»، الصادر بالإنجليزية عام 2009 و بالعربية مؤخراً . و كان كتابه الآخر «الدولة المستحيلة» (2013) قد شغلنا بنفس القدر . و قد أعلنت دار نشر جامعة كولومبيا عن كتابه الثالث «عن الاستشراق» الذي يصدر بعد أسابيع قليلة . و بالطبع لا يمكن اعتبار هذه الكلمة عن كتاب حلاّق مراجعةً له ، بل مجرد تنبيه و فتح لباب النقاش . و بخاصة أن كتب حلاق الأخيرة (و هو أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة كولومبيا) أثارت سخط الحداثيين و الإسلاميين معاً . بدأ حلاق منذ الثمانينيات عمله حول التفكير الفقهي في الإسلام . و بدت أعماله وقتها في صورة مقالات تنقد أُطروحتي غولدزيهر و شاخت ، السائدتين في الاستشراق لأكثر من قرنٍ . لكن هذا النقد ما تناول فقط الأُطروحات عند المستشرقين ، بل و طروحات الإصلاحيين المسلمين مثل إقفال باب الاجتهاد ، و دور الشافعي في تأسيس الأصول ، و طرائق الفقهاء في العمل ، و تكون المذاهب الفقهية . و إلى تلك المرحلة يعود عمله حول «الرد على المنطقيين» لابن تيمية و الذي ترجمه إلى الإنجليزية و كتب له دراسة تقديمية . إن تلك المقدمات النقدية ما لبثت أن تحولت بعد التسعينيات إلى أطروحة شاملة تتناول ظهور النظام التشريعي في الإسلام ، كنظام مستقل لا شأن له بالفقه الروماني و لا اليهودي و لا السرياني ، كما أنه في تعدديته و انفتاحه و تطوراته المبكرة بين أهل الحديث و الآثار و أهل الرأي ، لا يخضع للإرادات السياسية للأمويين و العباسيين و لا يخاصمها ، بل يتلاءم و يختلف في تكوناته و تطوراته بين الفقهاء و القضاة الذين تعينهم الدولة ، و تبادر السلطات بدورها إلى التبني و التنظيم ضمن فكرة تقسيم العمل و ليس التصارع و التجاذُب . فالمشروع الإسلامي مشروع عام تشارك فيه سائر الفئات و منها أهل التشريع . بيد أن التقنيات التي تعددت و انتشرت و صارت اتجاهات و مذاهب ، لا تصنعها الدولة لكنها تؤثر فيها بالطبع من خلال النظام القضائي . في السنوات العشر الأخيرة عمل حلاّق في ثلاثة مسارات : مسار كتابة التاريخ الشامل للتفكير الفقهي و مبادئه و أصوله و مؤسساته ، و مسار العمل الفقهي في القرنين التاسع عشر و العشرين . و قد ظهرت نتائج عمله في المسارين في كتاب «الشريعة» الضخم . أما المسار الثالث فيدخل في نقد الخطاب الاستعماري حول الدولة و الدين و الشريعة و الفقه و حتى الاعتقاد في الإسلام . و هو المسار الذي بدأه إدوارد سعيد في كتابه «الاستشراق» (1977). لكن ميزة وائل حلاّق كونه يعرف النظم الكلاسيكية الإسلامية في الدين و الدولة ، و قد تتبع أعمال الإصلاحيين و المجددين المسلمين حزبيين و غير حزبيين خلال أكثر من مئة عام . و وجهة نظره أن أعمال هؤلاء ما كانت ثورية أو تطرح بدائل حقيقية للتفكير الذي يعتبرونه جامداً ، و للمؤسسات التي يعتبرونها رجعية . كل محاولاتهم كانت و ما تزال محاولات «تلاؤمية» مع العمل الغربي في العالم الإسلامي في زمن الاستعمار و ما بعده . و يضرب حلاق مثلاً على هذا التماهي مع التفكير الاستعماري بفكرة تقنين الشريعة Codification ، و الشريعة هي الدين و لا يمكن تحويلها إلى قانون تنظيمي و قامع و أوحدي المقدمات و المبادئ و النتائج ، و ذلك منذ زمن مجلة الأحكام العدلية العثمانية ، و إلى الزمن الراهن و مشروعاته في تطبيق الشريعة من خلال برلمانات أو من خلال دولة «داعش». في «الدولة المستحيلة» قرأ وائل حلاق المشروع الغربي للدولة القومية الحديثة و التي صارت عماد النظام العالمي ، و استماتت الدول الوطنية في العالمين العربي و الإسلامي للتلاؤم معها ، و استمات الإسلاميون الحزبيون في تقليدها و تقليد المشروع بعناوين إسلامية سواء أكانوا واعين بذلك أو غير واعين . و في كتاب «الشريعة» يدرس نتائج ذلك على فقهاء الإصلاح و فقهاء الأسلمة المحدَثين . ما هي الدولة المستحيلة عنده ؟ إنها مشروع الدولة الإسلامية في أدبيات الإسلاميين . فهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون يريدون غربنة الإسلام أو أسلمة الغربنة ، لكي يكون ذلك أداة يستخدمونها في عمليات الصراع على السلطة في العالمين العربي و الإسلامي . و بذلك يرجون أن يحظى الأمر بشعبية لدى العامة المتذمرة من قمعيات الدولة الحديثة ، و يأملون أن يقبل الغرب منهم ذلك ، لأن آليات التلاؤم الذي يعملون عليه لا يزعج الغربيين في الحاضر ، الذين يروعهم العنف المنفلت في ديارهم و ديارنا باسم الإسلام .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لنفكر بطريقة مختلفة البرواز و الصورة المنتدى العام 0 12-12-2015 12:38 AM


الساعة الآن 05:01 PM