[البرواز و الصورة]

صدر كتاب جديد بعنوان "النقد بين الحداثة وما بعد الحداثة" للدكتور إبراهيم الحيدري عن دار الساقي في بيروت يحاول المؤلف من خلاله رصد المفاهيم والنظريات والاتجاهات النقدية في مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة في محاولة لتوضيح الخلط والالتباس في المصطلحات والمفاهيم مثل النقد والنقد الذاتي وبين النقد والانتقاد وبين الحداثة وما بعد الحداثة وبين التحديث والمعاصرة وغيرها من مصطلحات. وتعرض الكتاب الذي يقع في 592 صفحة إلى تطور الفكر النقدي في أولى تجلياته في الفلسفة الإغريقية مرورًا بالحركة التنويرية التي عرفها الفكر الإسلامي في العصر الوسيط. ثم توقف كثيرًا عند الملامح الرئيسة لعصر التنوير الأوروبي وأعلامه، مشيرًا إلى أن اكتساب عملية النقد في العصر الحديث قوة تأثير حقيقية ما أدى إلى تطور المعرفة الإنسانية . كما تعرض المؤلف إلى مفهوم الحداثة ومبادئها الأساسية التي تقوم على العقلانية والتنوير والتقدم الاجتماعي، مبينًا أن مفهوم الحداثة يعود إلى هيغل للدلالة على حقبة زمنية جديدة مثلت روح العصر الحديث. وتطرق المؤلف إلى تطور الحداثة الأدبية والفنية في أوروبا وإلى مهمة الفلسفة وروادها في العصر الحديث وتوضيح خطوطها العريضة وأبعادها الأدبية والاجتماعية والثقافية والفلسفية والسياسية وكذلك إلى الحركات الوجودية والبنيوية وما بعد البنيوية والتفكيكية وغيرها. وطالب المؤلف في نهاية كتابه بإيجاد حركة نقدية جذرية تبدأ بمعرفة الذات ونقدها وتحريرها من قيودها التاريخية والمجتمعية.