
عباس الطرابيلي
بكل شجاعة أقول اليوم ما لم يجرؤ أى إعلامى على البوح به ، و هو أن  السودان اليوم يمر بنفس الطريق الذى مرت به مصر عامى 2011 و 2012 ، و أن  الشواهد تقول إن «الإخوان» فى الخرطوم يسيرون فى نفس طريقنا .. إلى أن  استولوا على الثورة و ركبوها حتى استولوا على السلطة فى مصر فى غفلة من باقى  القوى السياسية .. و تمعنوا و اربطوا بين فضنا اعتصام رابعة فى مصر ، و فض  الاعتصام السودانى و محاصرة مقر القيادة فى الخرطوم .. بل تمعنوا أيضا تلك  الدعوة التى ظاهرها الحق ، و لكن فى باطنها يكمن الخطر الحقيقى فى السودان ..  بالذات فيما يتردد هناك من المطالبة بحكومة مدنية تدير الأمور بدلًا من  المجلس العسكرى .. لسبب واحد و وحيد و هو أن «الإخوان» هم القوة الأكثر  تنظيمًا و قدرة على العمل .. و أيضًا القدرة على تحقيق ما يحلمون به .. و هم -  هناك - يحلمون بالعودة إلى حكم السودان .. و حتى ما يقال من وجود «قوى مدنية  أخرى» إلا أنها فى منتهى الضعف .. فلا المهدية و حزب الأمة صار قادرًا على  قيادة الأوضاع .. و لا الختمية و أى تنظيم سياسى وراءها يستطيع ذلك . أى  أن الدعوة التى تطالب بتسليم السلطة - هناك - لحكومة مدنية هدفها الأول  و الأخير هو الاستيلاء على الحكم هناك ، و أن المستفيد النهائى هو «الإخوان»،  بل يجب أن نتنبه إلى الدور شديد الخبث الذى يلعبه الاتحاد الإفريقى ، و أيضا  الدور الذى لا يقل خبثًا عنه من الوساطة الإثيوبية فى القضية السودانية . و تذكروا  الدور الخبيث لهذا الاتحاد الإفريقى فيما جرى و أدى إلى فصل جنوب السودان  عن شماله ، و كذلك الدور الرهيب الذى تلعبه - تحت الأرض- النرويج «و هى بطلة  التبشير بين قبائل الجنوب و تنصيرها .. فى غيبة العقلاء»، و بالطبع لأمريكا  هنا دورها هى و ألمانيا .. تحت دعاوى حقوق الإنسان .. فهى دعوى حق يراد به  الباطل بعينه .. أقول ذلك بحكم خبرتى بشؤون السودان و كل ما حوله منذ عام  1955 عندما بدأت الحرب الأهلية فى الجنوب . و لقد شدتنى الزيارة  السريعة التى قام بها السيد أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية ..  و أكاد ألمح أن هذا السياسى العريق نقل و شرح للأشقاء فى السودان تلك  المخاوف من تأهب الإخوان للقفز إلى السلطة من جديد ، و لاحظوا أن هذه الزيارة  لم تأخذ حقها الإعلامى كما يجب ، و لكن هذه الرسالة التى حملها الأمين العام  للخرطوم كانت واضحة .. و كانت تنبيهًا إلى أن الإخوان - هم وحدهم- القوة  المدنية الوحيدة القادرة على أى صدام مع المجلس العسكرى السودانى .. نقول  ذلك رغم وجود 17 جماعة مسلحة تعمل الآن فى السودان . و بالتالى لا  تغرنكم «الدعوة» إلى المدنية الحالية .. و ربما تنبه إلى ذلك الصادق المهدى  الأكثر ثقافة و فهماً لأزمة السودان .. و الأمل كله أن يتنبه المجلس العسكرى  إلى ما يجرى تنفيذه و ما تحركه القوى الخارجية .. و اعلموا أنها معركة شرسة  بالذات بعد سقوطهم فى مصر ، و هزائمهم فى سوريا ، و كذلك فى ليبيا .. فالسودان  هو المجال الباقى للقفز إلى كرسى الحكم .
تعليق  : ما يسمى التيارات الاسلامية السياسية و على راسهم الأخوان المسلمين , شر  ابتليت به الأمة ندعو الله أن يجعل كيدهم في نحورهم و يكفينا شرهم . كرت  هذة التيارات احترق و انكشف تطرفهم و اجرامهم للشعوب , لكنهم لن يذهبون من  المشهد بسهولة بسبب الدعم المالي و السياسي الذي لا زال يأتيهم و انخداع  بعض البسطاء العامة بشعاراتهم . ادعوء أن يطفئ الله شرهم و نتخلص منهم باقل  الاضرار .