|
18-08-2014 , 03:15 PM | مشاركة رقم 1 |
إداري
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر
|
بُوكُو حَلَالْ
باتَ العالم الإسلامى يمتدُّ من «طالبان» شرقًا إلى «بوكو حرام» غربًا .. و من «داعش» شمالاً إلى «القاعدة» جنوبًا . (1) قالت سيدة أفريقية لوسائل الإعلام : حين يأتى إلينا مُلثّمون يُطلقون النار على الناس و يحرقون المنازل و يخطفون الفتيات .. نعرِف على الفور أنهم مسلمون ! هكذا نجحت جماعة «بوكو حرام» فى أن تُحوِّل صورة الإسلام فى أفريقيا من الدين الأكثر جاذبية إلى الدين الأكثر فزعًا ! دخلت أفريقيا الإسلام بأعداد هائلة عَبْرَ التُّجار المسلمين و الدُّعاة البُسطاء و الأئمة الوسطيين .. و اليوم تبنى «جماعة أهل السنة و الجهاد» الشهيرة بجماعة «بوكو حرام» حائطًا حديديًّا بيْن أفريقيا و الإسلام . (2) تأسست جماعة «بوكو حرام» من عدد من الطلبة الفاشلين و لذا يُطلق عليها البعض مسمى «طالبان نيجيريا» .. حيث تألفت الجماعة من طلبة تركوا الدراسة و أقاموا فى قرية شمال شرق نيجيريا و أعلنوا أن التعليم حرام ! و على الرغم من أن كلمة «بوكو حرام» فى لغة الهوسَا النيجيرية تعنى «التعليم الغربى حرام» فإن جماعة «بوكو حرام» تؤمن بالجهل على وجه العموم و ترى أن كل التعليم حرام ! (3) يعود الباحثون بجذور جماعة «بوكو حرام» إلى منتصف السبعينيات حيث تأسست جماعة «إزالة البدعة و إقامة السُّنة» على يد الداعية السلفى «إسماعيل إدريس» و اشتهرت فى وسائل الإعلام باسم «جماعة إزَالة». أسست «إزَالة» ميليشيا قتاليّة و كان هدفها إزالة الجماعات الصوفية و القضاء عليها . و فى منتصف الثمانينيات ظهر تنظيم يحمِل اسم «جماعة الإخوان المسلمين» بقيادة الشيخ «إبراهيم يعقوب الزكزكى» و انضم لها عدد كبير من الشباب كان من بينهم شاب بارز يُدعى «محمد يوسف». كانت الصدمة فى تَرْك الشيخ «الزكزكى» للمذهب السُّنى و اعتناقه المذهب الشيعى ليصبح المرجع الشيعى فى نيجيريا ! و كانت الصدمة التالية فى اعتناق عدد من «الإخوان» المذهب الشيعى مع شيخهم «الزكزكى» و أصبحوا رجال إيران فى نيجيريا ! انشق «محمد يوسف» و هاجم «الزكزكى» و من معه و انضم إلى «جماعة إزالة». فى عام 2001 كانت أحداث 11 سبتمبر الشهيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية ، و فى عام 2002 انشق «محمد يوسف» عن «جماعة إزالة» و حسب تقرير «الجهاد فى 2012» الذى أصدره مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية فإن «محمد يوسف» قد انشق عن «إزالة» وأسس متأثرًا بتنظيم القاعدة جماعة «أهل السنة للدعوة والجهاد» «بوكو حرام» و اختار «أبوبكر شيكاو» نائبًا له . أصبح «محمد يوسف» واحدًا من رموز التطرف الدينى و اشتبكت جماعته مع الأمن و الأهالى مرات عديدة إلى أن كانت أحداث عام 2009 حيث دارت معارك عنيفة بين الجماعة و الشرطة قُتِل فيها أكثر من ألف شخص أكثرهم من الجماعة . و كان من بين القتلى «محمد يوسف» نفسُه الذى قالتْ الشرطة إنّهُ قُتِل و هو يحاول الفرار . (4) أصبح «أبوبكر شيكاو» نائب «محمد يوسف» رئيسًا لجماعة «بوكو حرام». تقول وزارة العدل الأمريكية إن «أبوبكر شيكاو» ولد فى قرية من المزارعين و مُربِّى المواشى شمال شرق نيجيريا و إنه دَرسَ الدين فى ولاية بورنو , و قد اشتهر بأنه أقل خَطَابةً من «محمد يوسف» الذى كان يلقى الخُطب باستمرار ضد النظام أما «شيكاو» فمعظم ما يصدر منه أفعال مباشرة و صادمة. فى أغسطس 2011 حقق «شيكاو» شهرة واسعة بعد نجاح هجومه على مقر الأمم المتحدة حيث قُتِل (23) شخصًا ! ثم اتخذ وضعًا أسطوريًا بعد عمليات الخطف المستمرة و إعلان السلطات النيجيرية أكثر من مرة أنه قُتِل ثم يُفاجئ الرأى العام بظهوره من جديد ! (5) «أبوبكر شيكاو» رجل غريب الأطوار و قد أثار سخرية العالم حين هدد بقتل مارجريت تاتشر و البابا يوحنا بعد موتهما بسنوات ! و قد اختار «شيكاو» القيام بأقوى عملياته و اختطاف (276) فتاة من مدرسة ثانوية فى ولاية بورنو فى عام 2014 ! و قال «شيكاو» : سأقوم ببيعهِنَّ فى السوق وفقًا لشرع الله .. و قالت قيادات فى الحركة : لقد تم نقلُهنَّ إلى تشاد وبَيْع الواحدة منهنَّ بـ(12) دولارًا ! (6) تتشكل رؤية «بوكو حرام» الشرعية كما يتشكل فكرُها السياسى من عددٍ من المحرّمات : 1. التعليم حرام لأن الاستعمار المسيحى هو الذى جاء به و يجب العودة إلى ما قبل الاستعمار .. أى ما قبل التعليم ! 2. كل من ليسوا فى الجماعة من المسلمين و المسيحيين هم أعداء الله يجب قتالهم . و يستخدمون مصطلحات «الغنائم» و الفىء «والسَّبْى» فى وصف ما يقعُ فى أيديهم من ممتلكات و نساء ! 3. كل ما هو غربى حرام .. البنوك و المؤسسات و الشركات و القوانين و البرلمان و الدستور ، كلها أمور كافرة .. و كذلك فإن الجيش و الشرطة هى مؤسسات كافرة و العملُ بأىٍّ منها هو حرام شرعًا و لا يجوز نهائيًا. 4. المدارس و المساجد كلها حرام و لا تجوز الصلاة فى أى مسجد بل فقط فى مساجد منفصلة و مخصصة لأعضاء الجماعة ، و على ذلك يجوز إحراق المساجد لأنها ليست مكانًا للمؤمنين ! 5. المجتمع كله كافر و ليس أمام المسلم الحقّ إلَّا أن يذهب إلى مكانٍ منعزِل عن العالم و يُقيمُ مجتمعًا مثاليًا و من لم ينضَم لهذا المجتمع الجديد فهو كافر! 6. لقد اعتزلَ بعضُ أعضاء «بوكو حرام» بالفعل و ذهبوا إلى قرى نائية عاشوا فيها و سُمُّوا بـ«المهاجرين». لكن أغلب الجماعة راحتْ تقتُل و تخطَف كلّ يوم .. و كان أخطر ما اختطفت «بوكو حرام» هو «الإسلام» نفسه الذى أصبحت صورته فى غرب أفريقيا أسيرة أعمال الجماعة التى باتتْ خارجَ الدين و خارجَ العقل . 7. لقد خلقتْ جماعة «بوكو حرام» حالة من الغَيْظ الشديد فى المجتمع النيجيرى و قالت زوجة الرئيس حين اختطفتْ الجماعة الفتيات : «إننى قد أدخل الغابة اللعينة بنفسى للبحث عنهن»! و حين أشار الرئيس «جوناثان جودلاك» إلى احتمال التفاوض مع «بوكو حرام» بعد أن قتلت أكثر من (12000) شخص ، قال أديب نيجيريا الأشهر «ويلى سوينكا» الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب : «إن نيجيريا فى حالة حرب مع جماعة (بوكو حرام) و يجب عدم التفاوض مع هؤلاء المجرمين . إن السؤال الآن : من الذى سَيَسْقُطْ ؟ هل هو المجتمع ؟ هل هى الأمّة ؟ أم مجموعة من السفّاحين ؟!». 8. خَلَقَتْ «بوكو حرام» حالة من الغَيْظ الأَشَدّ لدى المجتمع الإسلامى .. هاجم الأزهر الشريف جماعة «بوكو حرام»، و أعلن مفتى السعودية أن «بوكو حرام» جماعة ضالّة من «الخوارج» و اعتبرتها منظمة التعاون الإسلامى «جماعة إرهابيّة». انتقد الشيخ «إبراهيم الحسينى» مفتى نيجيريا الجماعة و قال الشيخ «محمد سعد أبوبكر» سلطان سوكوتو و رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى نيجيريا فى خطبة له فى المسجد الوطنى فى أبوجا : «لا مكان للإرهاب فى الإسلام .. و إن المسلمين يدعمون الحرب على الإرهاب .. و ملتزمون بدعم جهود إحلال الأمن فى البلاد». 9. لكن المفاجأة الفكريّة جاءت من الكاميرون التى يقطُنها (21) مليون نسمة رُبُعُهم من المسلمين . رأى الدعاة فى الكاميرون أن نشاط «بوكو حرام» قد استبدَّ ببلادهم هى الأخرى حيث جَرَى قتل الأبرياء و خطف النساء و كان من بين المختطَفَات زوجة نائب رئيس الوزراء «أحمدو على»! و قد حَدَثَ فى عددٍ كبيرٍ من المدارس أن هَتَفَ التلاميذ كلمّا رأَوْا تلميذة محجَّبة : بوكو حرام .. بوكو حرام ! قرر «مجلس أئمة الكاميرون» إطلاق حملة لإظهار الوجه الحضارى للإسلام .. و التأكيد على أنه دين التسامح الذى لا يقبل مجازر بوكو حرام . بدأ «الأئمة» فى توعية الشباب بعدم الانضمام إلى الجماعة و معرفة مبادئ الإسلام الصحيح .. و أطلقوا على الحملة ذلكَ الاسمَ السَّاخِر : «بوكو حلال». *نقلاً عن "المصري اليوم" |
21-08-2014 , 09:23 AM | مشاركة رقم 2 | ||
نجمة القطرية
تاريخ التسجيل : Jan 2014
رقم العضوية : 37
المشاركات : 2,453
أخر زيارة : 14-07-2016 12:01 AM
الدولة : وطني الذي أعشقه .
|
رد : بُوكُو حَلَالْ
بصراحة أول مرة أسمع عن هذي الفئة الإرهابية الضالة يعني هذولا الإرهابيين في كل مكان يطلعون حتى في افريقيا ويخوفون الناس وينتسبون للإسلام ويشوهون صورته واللي يقهر ياخذون بنات الناس الأحرار ويبيعونهم مثل الجواري ويقولون : نبيعهم وفقاً لشرع الله ! أي شرع هذا وأي اسلام ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يهلكهم كلهم اللي اعطوا صورة عن الإسلام انه دين ارهاب امتناني لك أستاذ برواز على المعلومات الثرية , هذي تعتبر اضافة جديدة لمعلوماتي
|
||
21-08-2014 , 11:08 AM | مشاركة رقم 3 |
إداري
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر
|
رد : بُوكُو حَلَالْ
للاسف مافية تفسير لضهور هذي العقليات في المجتمعات الاسلامية غير الجهل و سوء التعليم و تخلف الخطاب الديني و تشددة و عدم وجود مساحة لقبول الاختلاف و احترام التنوع . شوفي أنتي بس الافكار اللي هم مقتنعين فيها أنها تمثل سماحة الاسلام حتى تعرفين الواقع المساوي و التشوية الخطير الذي حدث للدين و طمس غالبية إذا ما كان كل نور و سماحة و وسطية لة . لا تروحين بعيد لمجاهل افريقياء شوفي اللي يحدث هنا في الخليج من تزمت و اعجاب بناس ارهابية متخلفة مثل ابن لادن و افكار القاعدة و اللي الحين جاء من يزاود عليهم مثل داعش و لها بعد جمهورها و مؤيديها . لذلك كان فية خطاب غاضب لخادم الحرمين و عتاب على العلماء الذين تقاعسوا عن تبيين رحمة الاسلام و سماحتة و ترك الساحة للجهلة و الغوغاء لزرع الطائفية و السطحية الفكرية عن الدين . سعدت بمرورك و دمتي بود ... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |