|
07-05-2018 , 05:01 PM | مشاركة رقم 1 |
إداري
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,361
أخر زيارة : يوم أمس 12:53 AM
الدولة : قطر
|
200 سنة على ولادته .. كارل ماركس يبقى و الماركسية ترحل
احتفلت مدينة "ترير" الألمانية بمرور قرنين كاملين على ولادة المفكر كارل ماركس أمس السبت . و بتلك المناسبة و بحضور ما يقل عن 2000 شخص دشن نصب لماركس في مسقط رأسه في يوم ولادته ، و هو الخامس من شهر أيار/مايو، عام 1818 . إلا أن الاحتفال بمئوية المفكر الثانية لم يمر مرور الكرام ، فقد شهد مسقط رأسه احتجاجات رافضة لهذه المناسبة قادتها مجموعات تعرف نفسها بأنها من ضحايا الشيوعية ، فرفعت شعارات منددة بالاحتفال كان أبرزها ما يشير إلى أن ماركس يتسيد مكاناً فوق جماجم البشر . و في ظاهرة لا تتكرر كثيراً أصبحت أفكار كارل ماركس ثورة سياسية و مسلحة ، أدى اعتناق عدد من بلدان العالم لمبادئها إلى انقسام العالم إلى معسكرين ، أحدهما رأسمالي و ثانيهما شيوعي اشتراكي ، حيث كانت الثورة الشيوعية في روسيا القيصرية قائمة في جانبها الأساسي على معتقداته و مبادئه التي توقعت تحول العالم الرأسمالي إلى اشتراكي ، على أساس من مفاهيم تفسر التاريخ مادياً ، و قوانين جدلية تعمل بمبدأ الفهم الواقعي لتطور الطبيعة و المجتمع البشري . مناصر الطبقة العاملة الذي أنقذته ثروة صديقه و في شبه "فالق" فكري رأى ماركس أن إدراك البشر ليس هو الذي يحدد أسلوب حياتهم و عملهم بل في النقيض من ذلك ، رأى المفكر الذي بدأ حياته شاعراً أن الحياة الاجتماعية و قوانينها هي التي تحدد وعي البشر ، بتأثير مما أطلق عليه "الصراع الطبقي" الذي رآه محرك الأحداث عبر تاريخ المجتمعات و تقوده الطبقة العاملة . و تعتمد نظرية ماركس التي هي اقتصادية في جوهرها ثم تحولت سياسية في وقت لاحق ، على نزع ملكية المالكين من خلال صراع طويل تخوضه "البروليتاريا" أي الطبقة العاملة بعد توحيد جهودها و نشاطها في الدول المتمدنة ، معتقداً أن توحيد جهود و نشاط و أهداف الطبقة العاملة هو من أوائل شروط تحررها . و تعتبر الفلسفة المثالية الألمانية أحد أهم المؤثرات التي ألقت بظلالها على فكر ماركس إلى جانب الاقتصاد الإنجليزي و الثورة الفرنسية . و وردت الأفكار الأساسية لكارل ماركس في كتابه الشهير "رأس المال" و "بؤس الفلسفة" و "نقد الاقتصاد السياسي" و في ما يعرف بـ"البيان الشيوعي" الذي وضعه مع رفيقه و صديقه المفكر فريدريك انجلز عام 1848 ، و هو المفكر الذي جمعته بماركس صداقة حميمة اعتبرها مؤرخو الحركة الماركسية سبباً في قدرة ماركس على مواصلة التأليف و الكتابة ، نظراً إلى المساعدات المالية التي كان يتلقاها من إنجلز . و يؤكد بعض مؤرخي الحركة الماركسية أن كتاب ماركس الأشهر " راس المال " ما كان ليخرج إلى النور لولا المساعدات المالية التي كان يتلقاها من صديقه إنجلز . بل إن بعضهم ذهب إلى الاعتقاد إلى أن مساعدات إنجلز المالية هي التي أنقذت ماركس نفسه من الهلاك بسبب فقره المدقع . ماركس يبقى و الماركسية ترحل ولد كارل ماركس في الخامس من أيار/ مايو عام 1818 في مدينة (ترير) الألمانية لعائلة تعتنق الديانة اليهودية في الأصل ثم تحولت إلى المسيحية . و انكب ماركس على دراسة الحقوق و الفلسفة و التاريخ على نحو خاص منذ فراغه من دراسته الثانوية . و كان شديد التأثر بالفيلسوف الألماني (هيجل) و على دراية واسعة بطروحات الفيلسوف اليوناني (أبيقور) الذي ولد في القرن الثالث قبل الميلاد . و عمل ماركس فترة في الصحافة تزوج أثناءها بسيدة أرستقراطية عام 1843 ، و انتقل في العام ذاته إلى باريس التي مارس فيها عملا صحافياً آخر و أصدر فيها مجلة لم يصدر منها إلا عدد واحد بسبب خلافات مع شريكه الذي ساعده في إصدارها . و في باريس تعرف ماركس على المفكر فريدريك انجلز لتربطهما بعدها صداقة حميمة تحولت شراكة في الفكر و السياسة , فأصدرا معاً بيان الحزب الشيوعي عام 1848 بعدما كان تعرض للطرد من باريس ، ثم عاد منها إلى ألمانيا التي أكمل فيها عمله الصحافي , إلى أن طرد منها ثم استقر فيه المقام في بريطانيا عام 1849 . توفي ماركس عام 1883 و دفن في العاصمة البريطانية لندن بعد حياة اكتنفها فقر مدقع . و بعد 34 عاماً على وفاته و في عام 1917 قامت الثورة الشيوعية الماركسية القائمة على فلسفته الطبقية القائلة بدور الطبقة العاملة و نزع الملكيات و التفكير المادي في روسيا القيصرية بزعامة لينين ، و كان لانتصارها أثر بالغ في الأحداث السياسية و العسكرية و الاقتصادية التي شهدها العالم في وقت لاحق عندما انقسم العالم إلى معسكرين ، رأسمالي و اشتراكي أديا بدورهما إلى صراع سياسي و عسكري و اقتصادي و خلقِ أنماط سلوكية في الإدارة و السياسة ، أنتجت نماذج مختلفة من الديكتاتوريات التي عرفتها روسيا أولاً عبر نموذج جوزف ستالين ، ثم عرفها عدد من بلدان العالم و منها العالم العربي . إلا أن الماركسية اللينينية ما لبث و سقطت في مهدها أول تسعينيات القرن الماضي , بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي اعتبر تفككه تفككا للنظرية الماركسية و سقوطه سقوطاً لها في آن واحد معاً . في الوقت الذي استمر فيه ماركس مفكراً عالميا لا يختلف على أثره البالغ في تاريخ الفلسفة الحديثة و صراع الأفكار الذي ولده مذهبه الفكري في شتى المجالات . و بحسب مفكرين فإن الماركسية مستبدة بطبيعتها كونها تدعو إلى نزع ملكية الأفراد و بشكل غير قانوني ، و بغض النظر عن الطريقة التي اكتسبوا فيها تلك الملكيات . إلا أن الماركسية كانت محرك الفكر السياسي و الفلسفي حول العالم منذ إعلان ماركس أفكاره مرورا بالثورة الماركسية اللينينية عام 1917 و حتى سبعينات القرن الماضي ، نظراً لما كانت تتضمنه من تحديات مفهومية يقف على رأسها التفسير المادي للتاريخ و الانسان و الطبيعة ، الأمر الذي أغفل بحسب نقاد الماركسية الذين يسردون أكثر من سبب أدى لسقوطها ، الشق الماورائي أو الديني في الوعي الإنساني و دوره في صياغة الخطاب و تحديد الأنماط السياسية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |