فساد التعبير في وسائل التوصيل - منتديات القطرية




العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الاجرام الاسرائيلي : قصف مناطق تلقي المساعدات في غزة جريمة حرب لا يجب السكوت عنها. نناشد الدول العربية قطع العلاقة مع هذة الدولة الارهابية. أخي تجاوز الظالمون المدى.

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-2019 , 12:43 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,420
أخر زيارة : اليوم 04:18 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 فساد التعبير في وسائل التوصيل



د . محمد الرميحي

يضج بعضنا من تفاهة و ربما قبح ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ، و يعتقد هذا البعض أن الشيطان قد أطلق من عقاله مؤخراً , بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي و التطور الهائل لخدمات الإنترنت ، و التي نشاهد تأثيرها في كل مكان نذهب إليه . أناس منكبون على النظر في شاشات تليفوناتهم الجوالة ، أو ألواح الكومبيوتر ، صغاراً و كباراً ، فيما يبدو أنه وباء عالمي جديد . و هذا البعض قد يعجب من أن التطور التقني كان دائماً ينظر إليه من معاصريه في مجتمعات شتى و أزمان مختلفة على أنه شر مستطير . فتقدم الفنون و العلوم و منها التقنية اشتكت منه أجيال سابقة ، و كانت تلك الفنون و العلوم في مرحلة طفولتها . أكاديمية مدينة ديجون الفرنسية المشهورة اليوم بإنتاج أفضل خلطات الخردل الفرنسية ، نشرت دعوة للمهتمين للدخول في مسابقة في عام 1749 ( أي قبل مائتين و سبعين عاماً من اليوم ) و البحوث العلمية تحبو حبواً . و كان موضوع تلك المسابقة : «هل أدى تقدم العلوم و الفنون إلى فساد الأخلاق أم إلى إصلاحها؟». و كان يمكن أن تكون تلك المسابقة و سنواتها محط نسيان التاريخ ، لولا أن كاتباً مغموراً دخل المسابقة و أثبت أن «تقدم العلوم و الفنون هو فساد للأخلاق». و قد فاز بالجائزة الأولى لغزارة ما قدم من شواهد . قاد الفوز ذلك الرجل إلى مصاف عظام الكتاب بعد ذلك ، و لهذا عرفنا عن تلك المسابقة . الفائز كان جان جاك روسو المفكر الاجتماعي الفرنسي ، الذي كتب بعد ذلك كتابه الذي استمر إلى اليوم يغذي الفكر الإنساني و هو «العقد الاجتماعي» من جملة كتب أخرى فكرية . لقد ناقش روسو في تلك المسابقة أن «تقدم الفنون و العلوم يفسد الأخلاق»! و لو تمت إعادة تلك المسابقة اليوم فإن النتيجة نفسها يمكن أن يصل إليها كثيرون . أكتب ما تقدم بسبب كثير من الإفلاس الأخلاقي و القبح اللفظي و الجهل الفاضح ، الذي يضج به اليوم كثير مما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي في فضائنا العربي . فبجانب ركاكة في تراكيبه و تفاهة في محتواه ، مصحوبتين بكم من التجهيل و التشويه و مدور على الجميع ، نجد أن هناك تفاهة أخرى تفوق ذلك على المستوى السياسي . فالأسبوع الماضي شهد «يوتيوب» غنائي أعلى مشاهدة و نقلته أيضاً بعض محطات التلفاز الدولية ، و كان عبارة عن محاولة دؤوبة من محاولات أخرى ، لخلط الأوراق أمام الجمهور العربي تجاه ادعاء «تطبيع علاقة دول عربية بعينها مع إسرائيل»، و كانت تلك المحاولات قريبة ليس إلى السذاجة ، و لكن إلى التفاهة أيضاً و التضليل . و يعرف المتابعون أن هناك جمهوراً مغيباً يصدق أو يريد أن يصدق ، كل ما يقال له من تزييف في تلك الأخبار التي هي أصلاً تقدم بشكل ساذج ، يقابلها عوار عميق في فهم الرسائل أو استيعابها أو تفسيرها بسبب ضحالة في التكوين الثقافي . الشريط يظهر فيه اثنان من الزجالين أو المطربين الفلسطينيين في جمهور شبه غفير يتبادلون الزجل ، يقال إنه تم في حفل زواج في مدينة جنين في الضفة الغربية ، إلا أن ذلك الزجل بين الرجلين سقم ( و أعتذر عن اللفظ ) استخدمت فيه أكثر الألفاظ قبحاً ، و هو شتيمة مغدقة في حق دول و قيادات من دول خليجية بعينها . لم يستوقفني ما حدث فهو ممكن الحدوث ، و لكن ما يستوقفني أن يقف كثير من العقلاء في الإدارة أو الثقافة الفلسطينية أمام هذه التفاهات دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة ، غير بيان من الرئاسة وصف الحادثة بأنها «نشاز». انتشار الفيديو فاق كثيراً بمراحل معرفة الناس ببيان الإدانة و هذا ما يلفت . ليس المطلوب الإدانة فقط و لكن المطلوب توضيح المخاطر المحتملة على القضية التي هي في أسوأ مراحلها من تصرف أخرق كهذا , حيث إن ذلك الفعل القبيح لا يقدم للقضية أي فائدة تذكر . يقال إن الوسيلة يجب أن تكون جزءاً من الهدف ، فإذا كان الهدف سامياً فيتوجب أن تكون الوسيلة سامية أيضاً ، فإن كان من حضر و هتف أو قدم الزجل التافه ذاك يريد أن يخدم «القضية» فقد عمل العكس تماماً . لقد استفز بعمله ذاك شعور المواطنين في الخليج أو أغلبهم بذلك الزجل الشاتم ، و بالتالي قلل من تعاطفهم مع القضية , بل انبرى البعض مع الأسف لمواجهة الشتم بالشتم ، و كأننا كعرب نحتاج إلى عامل جديد يزيد من فرقتنا و شتاتنا ! الظاهرة بكل تفاصيلها ( هي ظاهرة لأنها تتكرر ) تنم عن قصور في الفهم السياسي ، إن لم يقع توصيفها بجهل فادح في الدفاع عن قضية محقة . فبدلاً من تجميع الطاقات لابتكار أنواع من المقاومة المؤثرة ، يستخدم البعض «مؤهلاتهم اللفظية السلبية» لشتم الآخرين و بالاسم ، و بصورة مقززة . إنهم بذلك ينفرون من له عقل من قضيتهم و مشروعهم السياسي . لا أريد أن أقارن بما يحدث في ثقافات سياسية أخرى ، و لكن لو فتشنا في التاريخ القريب و المعاصر فلن نجد مثل هذا «الردح» غير المبرر و غير الأخلاقي ، للدفاع عن قضية سياسية وجب لم الشمل حولها ، لا استخدامها لإشاعة الكراهية . ربما يكون هناك نقاش أو رأي حاد و مختلف بين فرقاء، و لكن ليست شتيمة مهينة . تلك العبارات الشاذة الصادرة من أولئك الزجالين ، و إن أصابت «هوجة» من تأييد الحاضرين المتحمسين و المغيبين في الوقت نفسه ، في ضباب العاطفة و التجهيل «النشاز» كما كان وصف بيان الرئاسة ، فإن الفعل في الوقت نفسه يثبت «الإفلاس الأخلاقي». نحمد الله على أنه في الجانب الآخر هناك حكماء و إن شُتموا بأقذر الألفاظ ، فإنهم يفرقون بين تلك المجموعة و بين صلب القضية و مصلحة جماهيرها العامة ، كونها جماهير غفيرة تناضل كل يوم من أجل أن تبقى رؤوسها فوق سطح الماء السياسي المخلوط بالسموم . ما ذكرت هو مثال من عدة أمثلة في كيفية تسميم الفضاء السياسي العربي في فترة حرجة ، من خلال وسائل الاتصال الجديدة التي أوقعت الكراهية و أشعلت نيران الحقد في أكثر من ملف سياسي . إذا كانت ثمة مصالح عليا للفلسطينيين فهي أن تبقى علاقتهم بمحيطهم العربي متوازنة ، و أن تُحترم الشخصية الوطنية العربية كما هو مطلوب أن تُحترم الشخصية الوطنية الفلسطينية . يحدث الاختلاف في السياسات و ذلك مشروع , بل قد يكون مطلوباً في غربلة الخيارات و انتقاء الأولويات ، أما أن يترك الأمر على الغارب في شتم الإخوة ، فكم من المفردات السلبية بقيت للسجان الذي يعتقل آلافاً من إخوتنا الفلسطينيين ؟ و ماذا بقي لسارق قوت المواطن الفلسطيني بعد أن سرق أرضه ؟ طريق استغلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتشر بسرعة لشتم الأخ و القيادات العربية و الصديقة و المحبة و المناصرة طريق خطير , لأنه ببساطة يصرف كثيرين عن مناصرة القضية ، كما يشوه الشخصية الفلسطينية أمام جمهور كبير ، و يستفيد من كل ذلك على المستوى السياسي عدو الفلسطينيين سواء من داخلهم أو خارجهم . آخر الكلام : أهم عوار في العمل السياسي العربي المعاصر أن لا أحد يتعلم من أخطائه !

تعليق : استمعو للحكماء امثال الدكتور حفظه الله حتى نتجنب العداوة و البغضاء التي تسبب الفرقة بيننا , بسبب التافهين الذين لا يتم ردعهم و توجيههم إلى الصواب و اساسيات التعامل مع الاشقاء . الشتم و السب ليس الطريق الصح لبناء علاقة يسودها الاحترام و التفاهم . اختلف مثل ما تريد و لكن لا تغلط بقبيح القول , فيه فرق كبير بين الرأي و الهجوم السافل غير الاخلاقي على الدول و الشعوب . هالتافهين بدون الخليج الله اعلم بحالهم .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حرية التعبير والديمقراطية البرواز و الصورة المنتدى العام 0 20-06-2014 05:35 PM


الساعة الآن 08:22 AM