العلمانية بين أكاديمي و راديكالي و مستشرق - منتديات القطرية




العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الاجرام الاسرائيلي : قصف مناطق تلقي المساعدات في غزة جريمة حرب لا يجب السكوت عنها. نناشد الدول العربية قطع العلاقة مع هذة الدولة الارهابية. أخي تجاوز الظالمون المدى.

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-2018 , 12:06 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,418
أخر زيارة : اليوم 05:59 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon37 العلمانية بين أكاديمي و راديكالي و مستشرق



فهد سليمان الشقيران

لم يشوه مفهوم لدى العرب و المسلمين كما تم مع «العلمانية». بدءاً من الترجمة الحاملة معها الكثير من العثرات ، و ليس انتهاءً بتفسير الترجمة ، ظل التعريف المدرسي : «فصل الدين عن الدولة» متداولاً حتى لدى بعض الأكاديميين و المثقفين ، بينما العلمانية أخص من ذلك ، إذ تتعدد تأويلاتها ، و تختلف أبعادها ، و تتنوع تطبيقاتها ، و لا يمكن الركون إلى نموذجٍ واحدٍ باعتباره هو الفيصل بين العلمانية الحقة و الأخرى الباطلة ، بل الهدف من المفهوم إيجاد مناخ أكثر دنيوية ، من أجل تنزيه الدين و رفع مقامه عن النزاعات بين الجموع ، أو بين الأفراد المختلفين فيما بينهم في الدولة الواحدة . و العلمانية مفهوم قابل للتطوير و البناء و الإبداء و الإعادة مثل أي مفهومٍ سياسي . و كل الشحن و التفسير السريع للعلمنة قوبل بهجومٍ من فقهاء و من مفكرين على حدٍ سواء كما في هجوم عبد الرحمن بدوي على فؤاد زكريا واصفاً إياه بالداعي إلى العلمنة ، و مثال آخر في هجاء محمد الجابري للعلمانية حتى قارن طرابيشي بينه و بين يوسف القرضاوي الذي قال في برنامجٍ تلفزيوني : «إنني أتعجب من عدم إقامة حد الردة على العلمانيين»، و بكل حال فإن فهم الجابري للعلمانية كان من أضعف التحليلات السياسية التي قدمها على الإطلاق . جورج طرابيشي و في كتابه «هرطقات» خصص فصلاً بعنوان «بذور العلمانية في الإسلام» و فيه يساجل لا الحجج الإسلاموية وحدها ، و لا الأكاديمية الناجزة و السريعة ، و إنما حتى الاستشراقية ، ضارباً بذلك مثلاً ببنارد لويس الذي يعتبر أن الإسلام : «أصله الجوهري اتصالي و ليس انفصالياً كما هو حال المسيحية»، و ذلك بغية نفي إمكانية حدوث تطور لدى المجتمعات الإسلامية ضمن تحليل نمطي ، مما عزز من استحالة وجود علمانية في الدول الإسلامية . و في ذلك يعلق طرابيشي : «وجدنا مستشرقين و مختصين بالدراسات الإسلامية يسايرهم في ذلك محترفون محليون للمنافحة عن الإسلام يؤكدون بوثوقية لا تحتمل الشك أن الإسلام لم يعرف مبدأ الفصل بين الدين و السياسة كما عرفته المسيحية في التمييز الإنجيلي الشهير ، و كما في توزع السلطتين الروحية و الزمنية بين الباباوات و القياصرة أو الباباوات و الأباطرة في عهود الإمبراطوريات المقدسة الرومانية و البيزنطية و الجرمانية ثم بين الباباوات و الملوك مع انبلاج فجر الحداثة و نشوء الدولة القومية». لكن هل يمكن لطرابيشي أن يضرب مثلاً لوجود نزعة «علمنة» في التاريخ الإسلامي ؟! يجيب : «فمع بداية سيطرة العجم من ترك و ديلم و سلاجقة على الدولة في القرن الثالث للهجرة فصاعداً ، عرف تاريخ الإسلام ما عرفه تاريخ المسيحية من توزع للسلطة بين الباباوات و الأباطرة أو بين الباباوات و الملوك ، فظهر الأمير البويهي أو السلطان السلجوقي إلى جانب الخليفة العباسي و صادر منه السلطة السياسية الفعلية ، و لم يترك له سوى السلطة الدينية الرمزية ، و تحكَم به أكثر من تحكم الأباطرة بالباباوات ، خلعاً و قتلاً ، بل سملاً للعيون إذا اقتضته ضرورة العبث واللهو كما حدث للخلفاء القاهر باللَّه و المتقي للَّه و المستكفي باللَّه». من هنا نصل إلى نقض مزدوج لحجة استخدمها مفكرون إسلاميون و بعض رجال الدين و بعض المستشرقين ، أن النموذج العلماني المتسم بنماذج فصل معينة تجاه تبويب المدينة بين المؤسسة الدينية و السياسة و الواقع ، و عليه فلا معنى لترديد تلك المقولة الساذجة حول استحالة تصور علمنة لدى المجتمع المسلم أو لبلد كله أو غالبيته من المسلمين . و لو عدنا لكتاب «الدولة المستحيلة» لوائل حلاق نجده يقوم بالمحاججة نفسها ضد المناوئين المدعين استحالة وجود نماذج تمييز بين السلطات أو بين وظائف الدولة . يقول : «رأى المستشرق اللبناني المشهور إميل تيان (Emile Tyan) و لقيت حجته رواجاً (بين المستشرقين) لعقود ، إنه كان من نتائج مبدأ التفويض (للسلطات) الغياب الكامل للفصل بين السلطتين القضائية و التنفيذية . و هذا الرأي قائم على معلوماتٍ خاطئة ... حدة التواطؤ بين السلطتين التنفيذية و القضائية ، ألا و هو القوة الأخلاقية النموذجية للشريعة التي فرضت على القضاة و الحكام على حد سواء ، و كقاعدة عامة ، احترام استقلال القضاء . بعبارة أخرى ، كان استقلال القضاء جزءاً أساسياً من الثقافة». بآخر المطاف , فإن الهدف هنا إزالة لبس عمره أكثر من قرنٍ من الزمان ، إذ يتم تداول تفسيرات و نتائج و أنماط حول العلمانية و علاقات المجتمعات المسلمة معها ، و هذا سببه عدم التدقيق بتاريخ المفهوم و تاريخ الدول ، هذا مع وجود مبررات للحساسية من المفهوم منها الضخ الآيديولوجي ، و ادعاء دول طغيانية بأنها تتبع النظام العلماني كما في أنظمة بعثية بالعراق و سوريا .
الآن الرهان على الوعي الحقيقي بالمفهوم لنجد سبيلاً لتفسيره و طمأنة المجتمعات منه .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بين العلمانية وفصل الدين عن الدولة البرواز و الصورة المنتدى العام 2 09-04-2014 05:29 AM


الساعة الآن 06:08 PM