داعش : وفرة تعمل ضد نفسها - منتديات القطرية




العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الاجرام الاسرائيلي : قصف مناطق تلقي المساعدات في غزة جريمة حرب لا يجب السكوت عنها. نناشد الدول العربية قطع العلاقة مع هذة الدولة الارهابية. أخي تجاوز الظالمون المدى.

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-2014 , 02:24 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,420
أخر زيارة : اليوم 12:53 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon29 داعش : وفرة تعمل ضد نفسها



إبراهيم غرايبة


ثمة أسئلة و تقديرات بدهية تتشكل عند التفكر في قضية الجماعات و التنظيمات المسلحة مثل «القاعدة و «داعش» و هي تدور ببساطة حول قدرتها على اجتذاب المتطوعين و المؤيدين و الموارد المالية اللازمة للتجنيد و التسليح و القتال . و مهما علمنا أو خفي عنا من أمرها فإن ثمة حقيقتين واضحتين تكفيان للتحليل و الدراسة في شأنها و هما : التأييد الفكري لهذه الجماعات و الذي يصل لدى البعض إلى التطوع و القتال و الاستعداد للموت ، و الموارد المالية الكافية أو التي تغطي عملها إذ تقدر موازنة الدولة الإسلامية في العراق و الشام (داعش) وفق مصادر «سي أن أن» بملياري دولار . من أين و كيف تأتي هذه العزيمة و الأموال للقتال ؟ بطبيعة الحال فإن تقدير مسار هذه الجماعات و مستقبلها و قدرتها على العمل و التأثير مرتبطة بقدرتها على استقطاب التمويل و المؤيدين . بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 كان السؤال ملحاً و شاغلاً العالم و لكن يبدو أن مشروع تجفيف منابع الإرهاب الفكرية و المالية تحول إلى عمليات اقتصادية و سياحية قليل منها حقيقي و جادّ و غالبيتها مؤتمرات و ندوات و مؤسسات و برامج فكرية و إعلامية يغلب عليها السطحية و التنفيعات الشِّللية و القرابية ، أو أنظمة ملاحقة و رقابة مالية و أمنية تحولت إلى ما يشبه القصة أو النكتة الليبية (في السبعينات) عندما أعلنت الحكومة عن مكافأة بدل كل عقرب يقتل ، فأنشأت المكافأة عمليات واسعة لتربية و تكثير العقارب ! يمكن اليوم أن نلاحظ بسهولة كيف أن الدول العربية الحديثة اقتبست النموذج الغربي في التحديث و لكنه تحديث منفصل عن متوالياته و شروطه ، ففي الغرب كانت الثورة الصناعية في أهم جوانبها و تجلياتها متوالية من الموارد و الأسواق الجديدة ، و أنشأت هذه مدناً وطبقات و نخباً جديدة ، و في هذا الصراع بين النخب و الطبقات تشكلت التعددية السياسية و الثقافية و ترسخت الديموقراطية و سيادة القانون لأجل تنظيم سلمي لهذا التنافس و الصراع . هكذا تحولت الوفرة الجديدة في الموارد و المعارف إلى منظومة اجتماعية و ثقافية جديدة ، سيادة القانون و المساواة التامة بلا استثناء أمام المحاكم ، و نهاية الاحتكار الطبقي للسياسة و الامتيازات الاقتصادية و الحق الإلهي المزعوم لفئة من الناس ، و تشكل معنى جديد للحرية لم تعد الكلمة للمرة الأولى في تاريخ البشرية كما نعلم مصطلحاً قانونياً يعني عكس العبودية و الرقّ . في السعي الحتمي والتلقائي للإنسان بعد أن يحل مشكلة البقاء و يملك وفرة من الطعام و الوقت تسمح له بالتفكير يبحث عن المعنى و الجدوى ، و لعلهما (المعنى و الجدوى) كلمتا السرّ في ما جرى و يجري منذ إقامة الدولة الحديثة، فلا يمكن أبداً مع تطوير المدارس و المؤسسات و وفرة المعرفة و الموارد إلا أن يبحث الناس عن المعنى و الجدوى . لماذا لم تنشئ الوفرة في المعرفة و الوقت و الموارد متوالية من التطور السياسي و الاجتماعي و الثقافي كما حدث و يحدث في التاريخ و الجغرافيا ؟ هي بدلاً من ذلك أنشأت متوالية مضادة من التسلط و القهر و غياب الحيلة ، لأنه و ببساطة لا يمكن حماية هذا التحديث إلا بمنظومة اجتماعية و ثقافية جديدة ملائمة من المدن و المجتمعات التي تجد المعنى و الجدوى في الارتقاء بنفسها و حريتها . فلا يمكن أن يذهب الناشئة إلى المدارس و الجامعات و يتواصلون مع العالم و يعرفون كل شيء ، ثم تواصل النخب السياسية و الاجتماعية وهمها بالقدرة على السيطرة و مواصلة الاحتكار و الامتيازات و رفض المشاركة و الحريات و المساواة . شغلت الدول مواطنيها برواية الاستقلال و التحرير و لكنها رواية انهارت بفعل هزيمة 1967 فكانت الجماعات الإسلامية بمختلف أطيافها و مصادرها في الفكر و التجميع رواية جديدة ، و لكنها حيلة انقلبت على الساحر كما انقلبت عام 67 حيلة القومية و التحرير على أصحابها . اليوم لا مجال في مواجهة الجماعات الدينية و المتشدة و المسلحة سوى أمرين : المشاركة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية الواسعة للمجتمعات و الناس ليقرروا مصيرهم أو أن يعود الناس رعاة و صيادين و جامعي ثمار لا يملكون من الوقت إلا لتأمين بقائهم !

* نقلا عن "الحياة"

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
داعش و القاعدة الأم و الولد البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 21-06-2015 09:19 PM
داعش يهدر دم شعبان عبد الرحيم و هو يرد البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 18-11-2014 11:23 PM
قراءة موضوعية في منهج داعش البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 14-11-2014 12:11 PM
داعش و كلب الروم البرواز و الصورة المنتدى الاسلامي 0 11-09-2014 08:38 AM
مفتي العراق يصف داعش بالإرهابي ويشيد بتحرير الموصل و يدعو الجميع للتعاون مع الثوار البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 13-06-2014 03:12 PM


الساعة الآن 07:12 PM