العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2019 , 03:56 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,320
أخر زيارة : اليوم 03:38 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 لبنان و صعوبات استقبال الجديد



رضوان السيد

عندما يسمع متابعو الفضائيات أو وسائل التواصل المطالب التي يقدمها عشرات آلاف الشبان المعتصمين في الشوارع ، يشتد استغراب عارفي لبنان و خابريه من العرب و الدوليين . فهم يطالبون بالصحة و التعليم و النقل و البيئة النظيفة و فُرَص العمل ، و هي أمور تدخل في واجبات أي دولة و التزاماتها تجاه مواطنيها ، لكنها لا تؤدي إلاّ قسطاً ضئيلاً منها . و الشبان يذهبون إلى أنّ هذا الإهمال الفادح علته الفساد . و الفساد المقصود مالي و سياسي و ثقافي . و في رأي الشبان و كثير من اللبنانيين من شتى الفئات أنّ الفساد صار شاملاً ، بل صار أكثر من ذلك ، أي صار عقلية أو ذهنية ، و هو اعتبار المنصب العام وسيلة للإثراء السريع ، و اعتبار الزبائنية أو التبعية السبيل الوحيد لبلوغ المنصب العام ، و للنجاح أيضاً في الأعمال الخاصة التي يتشارك فيها السياسي مع رجل الأعمال الجديد أو القديم . و لأنّ موارد الدولة محدودة ، و لأنّ الفساد المباشر أو بالواسطة استولى على نحو الأربعين في المائة من الدخل الوطني , فلذلك تضاءلت قدرة الدولة على أداء الخدمات الأساسية ، و لجأت للاستدانة من السوق المحلي و من الخارج . و لنضرب على سبيل المثال نموذج قطاع الكهرباء . فمنذ العام 2008 (تاريخ تولي أول وزير من التيار الوطني الحر لهذا القطاع) و حتى منتصف العام 2019 ، بلغت ديون القطاع 35 مليار دولار و هي تبلغ بذلك ثلث الدَّين العام . و يمكن أن نذكر أمثلة أخرى لوزارات و قطاعات ليست بأيدي العونيين ، بل بأيدي فِرَق سياسية أُخرى و منها الاتصالات ، و منها بلدية بيروت ، و منها وزارة البيئة ، و منها وزارة المهجَّرين ، و منها عقود النفط و الغاز ، و منها المرافق التي تعطي أعمالاً و مشروعات أو تستأجر أبنية و أراضي من القطاع الخاص . و منها السيطرة التاريخية لكل الفرق السياسية على الأملاك البحرية و أراضي الدولة الأميرية . إنما الجديد الجديد هو ما أصرَّ عليه الوزير جبران باسيل من تحزيب الإدارات العامة للدولة . فتحت عنوان استعادة حقوق المسيحيين ، جاءت كل التشكيلات الإدارية و القضائية و الدبلوماسية من أتباعه و أنصار حزبه . و الذين اعترضوا ، مسيحيين و غير مسيحيين على هذا التحزيب و التخريب للإدارة و القضاء اختُرعت أسبابٌ لتحويلهم على التفتيش أو ما شابه للتشكيك فيهم و الإساءة لسمعتهم إن لم يكن لعزلهم من مناصبهم . و قد آثر كثيرون من ذوي الكرامات من السنة و المسيحيين و الدروز الاستقالة و مغادرة الخدمة خوفاً من الجرجرة إلى القضاء حتى لو ظهرت براءتهم فيما بعد ! كان التيار الوطني الحر المتحالف مع سعد الحريري و مع «حزب الله» و حركة أمل في صنع التسوية ، قد سار هذا المسار منذ سنواتٍ عشر . لكنّ الأمر استتبَّ له مع وصول زعيمه إلى رئاسة الجمهورية . و لا شك أنّ عمليات الفساد الهائلة التي ارتكبها ، ما كان مذنباً فيها وحده . بل شاركت و سايرت كل الأطراف الأخرى الموجودة في الحكومة ، أو الحكومتين ، ربما باستثناء القوات اللبنانية . كنا نأخذ على القوات أنهم يتجادلون مع العونيين على حصص و لو صغُرت في التعيينات ، لكنهم أقنعونا أخيراً أنّ المطلوب ما كان الحصة بل الشخص المناسب في المكان المناسب . و هذا أمرٌ كان هناك إصرار على مخالفته تماماً ، و المجيء بأشباه أميين و فاسدين في القضاء و في التعيينات الدبلوماسية . و جاءت النكتة الأخيرة أنه لا يجوز أن يعين مسلمٌ في أي منصب و لو كان ناجحاً في مباريات مجلس الخدمة المدنية إلاّ إذا عُيِّن في مقابله باسيلي مسيحي و لو لم ير مجلس الخدمة و لا يعرفه ! و لستُ أعرف إذا كان الشق الثاني من التركيبة الباسيلية ضرورياً أو منطقياً . و هو تضمن تغييراً كبيراً في سياسات لبنان الخارجية ، و التنازع بسبب أو من دونه مع فرنسا و الولايات المتحدة و بريطانيا و المملكة العربية السعودية ، و المضي بقوة باتجاه ما يسمَّى محور المقاومة أو الممانعة . و لا شكَّ أنّ إيران و نصر الله استثمرا طويلاً في التيار العوني ، و تلقيا دعماً كبيراً منه باعتباره فريقاً مسيحياً كبيراً في صراعه مع قوى 14 آذار ، ثم مع العرب في السنوات التي صار فيها كل عربي إرهابياً فظيعاً . أما هؤلاء الذين يقتلون في كل مكانٍ فإنهم حُماة الأقليات ، و صانعو تحالُفها و انتصاراتها . لكنّ هؤلاء لا يعرفون التاريخ و لا الثقافة و لا دور المسيحية في الشرق . فالمسيحيون و من خلالهم اللبنانيون كلهم غربيون في المدرسة و الجامعة و المستشفى و اللغة و الهوى و النظام المالي و الشرعيات الثلاث : الوطنية و العربية و الدولية . و لو كان المسيحيون الجدد هؤلاء طائفة من الزهّاد و النسّاك لربما صدّق البعض أن الأمر آيديولوجي أو حتى دوغمائي . لكن اللبنانيين جميعاً يعرفون أنّ ما يكسبه هؤلاء من الفساد ، و من عطايا المقاومة و منَحها إنما يضعونه في المصارف الغربية ! و أولادهم يعملون في العالم العربي أو الخليج ، و كثير منهم لديه جنسية غربية أو أكثر! و مع ذلك فهم يبحثون في «اللقاء المشرقي» و تحالف الأقليات ! و على أي حال , فإنّ هؤلاء افتضحوا فضيحة ما بعدها فضيحة و على أيدي أبنائهم و شبانهم الذين نزلوا للشارع مندّدين بفساد الآباء ، و الطبقة السياسية ، و كيف انظلم من وراء ذلك كلّ الوطن . لا نموّ في لبنان من سنوات , و ميزان المدفوعات فيه اختلال , و الدين العام أكثر من تسعين مليار دولار , و ليست في البلاد فرصة عملٍ محترمة واحدة ، يمكن أن يصل إليها ذوو الكفاءة من دون واسطة . و على التلفزيون عرضت عدة نسوة حالات من عائلاتهن ما وجدوا سريراً في المستشفى الحكومي ، لأنه لا واسطة لديهم ، و لا مال للرشوة ! من أين يدخل الجديد على هذا النظام الذي صار مقفلاً بالفساد و بالعجز و بالتخلف في الخدمات ، و في الرؤية المستقبلية . الشباب يقولون : لذلك ينبغي إسقاط هذا النظام المتصدّع , و ربما يكون ذلك سهلاً بسبب الهشاشة و الانقسام . و يردّ عليهم أهل النظام نحن منتخبون من سنة و نصف , و إذا كان الحريري قد استقال تحت ضغوطكم فهو سيعاقَب من نصر الله كما قال ، و من عون . فقد مضى أكثر من أسبوع على الاستقالة ، و لم يدع عون لاستشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة . و قد بدأ الجيش يقسو على المتظاهرين بعد أن ظنوه حليفهم ، تحت ضغوط عون و باسيل . و الناس يضيقون ذرعاً بإقفال المصارف و الطرقات و تعسُّر سبل العيش . فالنظام العاجز و الفاقد للثقة يستطيع رغم كل شيء أن يكون قوياً في وجه شعبه و شبابه . هذه هي صعوبات الانفتاح على الجديد ، بعد أن تكلَّس نظام لبنان الذي كان رائداً في المنطقة العربية و المشرق خلال القرن العشرين !

تعليق : لبنان بلد جميل عنده كل المقومات ليكون افضل بكثير لمواطنيه و لمحيطه لولا هذا الانقسام الطائفي الذي صار مرتعا" للفساد و شلل البلد , فهل ينتفض اهله اخيرا" لتصحيح الوضع هذا ما نأمله .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 10:16 PM