العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى العام
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-2017 , 06:16 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,330
أخر زيارة : اليوم 02:40 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon37 وداد الكواري .. لم لا ؟



وداد الكواري

سئل أحدهم الفيسلوف «سقراط» قبيل محاكمته عن أعز أمنية لديه ؟ فقال : أن اصعد إلى أعلى مكان في أثينا و أنادي بأعلى صوتي قائلا : أيها الرفاق .. لماذا تتهالكون على جمع المال و تفنون أعز سنين حياتكم في عبادة الذهب ، في حين تبذلون جهدا قليلا جدا ... بل إنكم لا تعنون إطلاقا بالعناية بأطفالكم الذين ستضطرون يوما لأن تتركوا لهم كل شيء !! اعرف سيدة تحتفظ بمذكرة كتبت عليها بحروف كبيرة هذه الاحرف القليلة «لم لا» و في هذه المذكرة الصغيرة كانت تدون كل انواع الخواطر و المقترحات الجذابة التي تطرأ على بالها في نهاية اليوم : «لماذا لا نأخذ الأطفال في جولة إلى مركز المطافئ أو الشرطة ؟ لماذا لا نزور مزرعة و نحاول حلب بقرة ؟ لماذا لا ننظم رحلة إلى البحر ؟ لماذا لا نزرع شجرة أو نبتة ؟ و كانت تقوم بتنفيذ كل ذلك مع أطفالها في نهاية كل أسبوع ، و حين سألوها من أين تأتي بهذه الأفكار .. كان جوابها : «لست أدري , لكنني حين كنت طفلة كان لي عم عجوز رائع دأب على فتح أبواب المعرفة لي كما افتحها الآن لأطفالي» ان القدرة على التعجب و الشكر و الإحساس بالحياة و البهجة تراث لا يقدر بثمن و في مقدور كل أب أو أم ان تهبه لأطفالها . ان حضور فيلم أو زيارة حديقة أو مكتبة أو حتى مراقبة النجوم بمشاركة الأطفال تقربنا منهم ، و تقربهم منا . و تجدد نبض الحياة فينا و فيهم .. و لا يغيب عن ذهني صورة المراهق الذي سرق سيارة والده و تعرض لحادث رهيب , و كان غضب الوالد لتهشيم سيارته اشد من خوفه على ابنه الراقد بين الحياة و الموت . وكانت أول جملة نطق بها بعد غيبوبة استمرت لساعات : أين أبي ؟ هل كان يعرض حياته و حياة الآخرين للفت انتباه والده .. ربما ... بيد ان الأب فشل في تلقي الرسالة ، لقد كان مشغولا لدرجة انه لم يلحظ ان نفسية ابنه البكر تحطمت قبل تحطم السيارة . و حتى بعد مرور عام على الحادثة ما زال يتجاهله و لا يتبادل معه سوى أقل الكلمات ، و لا يدع فرصة تمر دون أن يذكره بحماقته التي كادت تودي بحياته .. سيكبر الابن المراهق نعم ... و سيتخطى هذه المرحلة نعم .. لكنه أبدا لن ينسى ان والده لم يشاركه أصعب اللحظات .. اللحظة التي كاد ان يفقد فيها الحياة . ان حياتنا كما يقول الفيلسوف ثورو تتبدد و تتلاشى في التفاصيل . لأن هناك أوقاتا لا نملك فيها الوعي و لا الطاقة و لا روح الأثرة لنتوقف عند هذه التفاصيل . حياتنا و شخصيتنا تتشكل من تلك التفاصيل الصغيرة .

تعليق : شكرا" كاتبتنا القديرة , هذا المقال و غيره من مقالاتك المميزة فكرا" و نورا" يعبر عن فكر و رؤية جميلة جدا" و محبة للخير و للأخر . الاروع هو عمق الفكرة رغم بساطة السرد و المفردة لكن ممتع و مفيد بقوة , و هذا سر تميزك و موهبتك . شكرا" مرة أخرى و مزيد من التألق لشخصك الكريم .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المؤسساتية : نجاح .. أم بلادة ؟ البرواز و الصورة المنتدى العام 0 21-05-2015 06:54 PM
الأزهر يطالب أحمدي نجاد بعدم التدخل في شؤون دول الخليج البرواز و الصورة منتدى الاخبار العربية و العالمية 0 05-02-2013 09:53 PM


الساعة الآن 03:04 PM