العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الاسلامي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2018 , 12:10 AM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,320
أخر زيارة : اليوم 03:38 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة غير متواجد حالياً

Icon37 الخطاب الديني ... شهادة «تشخيص الصحوة»



فهد سليمان الشقيران

في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1993 صدر الأمر الملكي بإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية ليكون اسمها الكامل : وزارة الشؤون الإسلامية و الأوقاف و الدعوة و الإرشاد . و في ديباجة الأمر أن التأسيس جاء بعد ما عرضه الشيخ المفتي العام عبد العزيز بن باز : «من ضرورة إيجاد وزارة الشؤون الإسلامية و الأوقاف و الإرشاد و الدعوة إلى الله سبحانه ، و تأييدنا لذلك». الظرف الذي كانت تعيشه الحركة الإسلامية في المنطقة كان على مستوى من الانفلات و الاندفاع : الخطاب الصحوي المضارع لحرب الخليج ، و من ثم الاستعانة بالقوات الأميركية ، و صعود «الأدبيات الجهادية» بعد الحرب الأفغانية السوفياتية , كل ذلك جعل الحكومات تهتم أكثر من أي وقت مضى بضبط الخطاب المنبري و لجم توظيفه سياسياً . قبل تأسيس الوزارة كان يمكن لأي شخص إلقاء أي محاضرة في أي جامع بمجرد لصق عنوان على المساجد و المتاجر المجاورة ، و يمكنه إعلان مواقف سياسية مصيرية بزعقة منبرية واحدة . لقد كان أمراً جنونياً بحق ، كان على الحكومة إيجاد صيغة تجعل الخطاب الديني مؤسسياً ، من أجل حصار حالة التسييس التي طغت على كل الحركة الدينية آنذاك بحكم تسيد الصحوة للمشهد . و بعد الأمر الملكي بأشهر في بحر عام 1994 كان لا بد من إخماد تلك النار , إذ تم ضبط رموز ما سميت بالصحوة آنذاك و احتجازهم قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أخطر . قبل أيام أصدر الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشؤون الإسلامية ، كتاباً بعنوان «تشخيص الصحوة - تحليل و ذكريات» و فيه يحاسب محطات من تلك المرحلة , كتاب جريء من شخص بمنصبه هذا ، المؤلف يعترف بأن المرحلة المعيشة الآن خدمته في إخراج الكتاب من الدرج و دفعه إلى المطبعة ، و قد عُرف السديري لدى الفاقهين بتوازنات الوزارة إدارياً و فكرياً ، بأنه من الناقدين للتيارات الإخوانية و السرورية (الصحوية) منذ سنين مضت ، و إن كان نقداً يتم تداوله همساً بحكم ظروف المراحل الماضية ، ذلك أن الوزارة منذ تأسيسها لا يمكن أن تكون خارج تنافس التيارات الإسلامية . فمن جهة ، لدى الإخوان المسلمين استراتيجياتهم في البحث عن مفاصل قيادية ، بينما يرغب التيار السروري في مزيدٍ من النفوذ على المستويين : الدعوي المنبري ، و المساجد و الجوامع . و يعادي هذان التياران النافذان تيار «سلفية أهل المدينة» التيار المعروف بـ«الجامية» و له حظوظه الأقل مما التهمه سابقاه ... لدى الوزارة أكثر من تسعين ألف مسجد و جامع تتقاطر التيارات للهيمنة على أكبر حصةٍ منها ، راغبين في احتكار وعي المجتمع . الدكتور توفيق يقول : «لامس جيلي مرحلة الانكسار لليسار القومي و بداية توهج الفكر الحركي الإسلامي ، أو ما يمكن أن نسميه فكر التفسير المصلحي التوظيفي للدين ، و تحديداً المصلحة السياسية ، فعرفت عن بعد و تابعت الحراك الفكري السابق لجيلي الذي كان متوهجاً قبل حرب 1967 .. لكني لم أعايشه لأسباب أهمها المرحلة العمرية ، و كذلك كوني نشأت في محيط محافظ و بيئة دينية موالية بعمق للهوية و الدولة السعودية ، و لذلك قد لا أستطيع الكتابة عنه كما أكتب عن الحراك الفكري الحركي الإسلامي السياسي ، لأني عايشت هذا الآخر في المدرسة و المسجد و الجامعة و مناشط الثقافة و مختلف مناحي الحياة». يناقش الدكتور توفيق السديري في الكتاب بدء تكوين الإخوان المسلمين ، و حادثة جهيمان ، و آثار الصحوة ، و قد كتبت الصحف السعودية مراجعات كثيرة تبين مستوى أهمية هذا الكتاب لجهة منصب و حيثية كاتبه .
يمكن تحويل الكتاب إلى برنامج عملٍ في وزارة الشؤون الإسلامية ، و ذلك بغية تحصين العاملين و المتأثرين بالمنابر التابعة لها من غلواء الأفكار الراديكالية المنتمية للحركة الإسلامية ، و هذا ليس صعباً ، بل يصب في صميم عمل الوزارة . و نتذكر أن من الأهداف و السياسات الأساسية للوزارة و تحديداً في الهدف الثاني منها ، الإشارة لموضوع «الدعاة المؤهلين». وهنا يمكن الإفادة من الكتاب لصقل التأهيل للمسؤولين عن الخطاب الديني و المحتكرين للمنبر الخطابي ، و السديري ليس بعيداً عن رسم السياسات و أخذ مجالات العمل الدعوي إلى أفقٍ أرحب ، يتجاوب و يتواءم مع النقلة السعودية الكبرى ضمن المخطط المرسوم لتجاوز الثلاثين سنة الماضية التي أهلكت و أرهقت و أنهكت المجتمع و الحكومة . لنأخذ من التجربة عبرةً لنا ، و المؤسسات الحية و الحيوية هي التي تقود المجتمعات إلى التغيير ، خصوصاً أن هناك رغبة سياسية في ردم تلك الهوة و تجاوز ذلك الخطاب القديم .. إنها مهمة صعبة و ضرورية لئلا نكون ممن يفتنون في كل عامٍ مرةً أو مرتين ثم لا يتوبون و لا هم يذكرون .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مارتن لوثر و الإصلاح الديني الكبير البرواز و الصورة المنتدى الثقافي 0 24-12-2017 03:07 PM


الساعة الآن 09:44 PM