العودة   منتديات القطرية > ๑۩۞۩๑ المنتديات الفرعية ๑۩۞۩๑ > المنتدى الثقافي
الإهداءات
البرواز و الصورة من الفوز بكاس اسياء : الف مبروك للمنتخب القطري الفوز بكاس اسياء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه بالبطولة الماضية عام 2019

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-2021 , 08:40 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,320
أخر زيارة : اليوم 03:38 PM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon37 الطريق الصعبة للمواطنة !



الدكتور محمد الرميحي

لا أكثر من حاجتنا إلى إعادة التفكير بشجاعة في بعض مسلماتنا حتى لو سرنا بطريق وعرة . واحدة من القضايا الفكرية الملتبسة في فضائنا العربي السياسي و الثقافي عدم التفرقة بين «الأمة» و بين «الشعب» في المعالجات السياسية و الفكرية و العملية . الأمة هي صورة الجماعة عبر الزمن ، و الشعب هو صورة الجماعة عبر المكان ، و لأن المجتمع الدولي قد تطور ليعترف من خلال نصوص و ممارسات بالشعب «الوطن»، أي المكان الجغرافي المحدد و لا يعترف بالأمة لأنها مفهوم عبر زمن و قد تغير الزمن كلياً , لذا أصبح الفكر السياسي العربي الحديث في مأزق لا يعرف أحد كيف يخرج منه , لأن ذلك الالتباس أنتج عدداً ضخماً من الأزمات و ما زال يفعل . فالحركات القومية عبر الأوطان قد انتهت و لفظت أنفاسها عالمياً مع انتهاء الحرب العالمية الثانية ، و قد كانت بداية التخلص من الفكرة قبل ذلك الزمن ، كما أن الأفكار الأممية ماتت مع الصدام الذي واجهته الحركات الوطنية في المعسكر الاشتراكي مع السلطة و أتون التسلط المركزي ، و الذي أدى في النهاية إلى سقوط الاتحاد السوفياتي و تخليه تدريجياً عن الفكرة الأممية . العرب تبنوا فكرة القومية و في الوقت نفسه الأممية في الوقت الخاطئ ، و علقت بهم تلك الأفكار مع الحرب العالمية الأولى و ما زالت ذيولها تفعل فعلها لسببين , الأول تقليد الفكرة القومية في الغرب و الآخر سقوط الخلافة العثمانية ، و ظنت بعض قواهم السياسية أنها على الطريق الصحيحة لفترة طويلة ، إلا أن النتيجة أصبحت واضحة لمن رفعت عن عينيه الغشاوة ، فلا القومية العربية بنكهاتها المختلفة (البعث الناصرية و غيرها) قد أنجزت ما كان أصحابها يأملون ليس بسبب نقص في الإرادة ، بل بسبب خطأ الفكرة تاريخياً ، و لا الأممية (الإخوان المسلمون) أو الصيغة الأخيرة التي تروج لها النخبة الحاكمة في إيران (وحدة المذهب) بقادرة على تقديم حلول واقعية لما تواجه الشعوب من مشكلات . لأنها لم تستطع أن تفرق بين صورة الأمة المتخيلة و غير الواقعية في هذا العصر ، و مطالب و آمال الجماعات المنضوية تحت علم واحد في بقعة جغرافية واحدة (الوطن)، و لم يتنبه إلى أن الفكرتين خارجتان عن العصر و مسيرة التاريخ . و مما زاد الأمر التباساً أن النخب الحاكمة لم تلتفت إلى أهمية بناء المؤسسات التي تؤمن رسواً آمناً على قاعدة قوانين حديثة للدولة الوطنية و التي كانت تحتاج إلى عمل جدي لصهر مكوناتها العرقية و الدينية و المذهبية و الطائفية و القبلية و الإثنية ، بل خلطت شعاراتها هي أيضاً بين « القومي و الأممي »؛ هرباً من الاستحقاق الوطني لزيادة الجرعة للهوية الوطنية عن طريق بناء مؤسسات حديثة و نظام رشيد ، هذا الغموض المفاهيمي نتيجة ترسب كثيف في الثقافة المسيطرة ، و في أغلبها ثقافة الإنكار و القفز على الواقع . و قد كُلفت شعوب عربية أثمناً باهظة في الحريات و التنمية بسبب هذا الالتباس ، على سبيل المثال لا الحصر ، لولا ذلك الالتباس لما فقدت السودان نصف أراضيها و كل ثروتها ، و أيضاً لما صرفت ليبيا (القذافي) كل تلك الأموال في جنوب ليبيا الصحراوي و نثر أموال على حركات مغامرة كي يصبح «ملك ملوك أفريقيا»! بعد أن أفلس من مسمى « أمين القومية العربية » الذي دغدغ به عقله البسيط ، و انتهى الأمر اليوم بليبيا متشظية . السيناريو نفسه ينطبق على صدام حسين الذي هيأت له أفكاره الوهمية القائمة على شعار « أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة » أن يحتل بلداً عربياً جاراً عضواً في الأمم المتحدة , لأنه يرمي إلى قيام الوحدة العربية ! وقتها زحف نخبة الإخوان المسلمين مقادين بفكرة الأممية و أولها «القومية» لمباركة العمل الذي قام به ، بُرر الأمر بعدها بأن ذلك هو الطريق لقيام « الأمة الإسلامية ! » كما قال حسن الترابي بعد ذلك ، أما قصة النظام البعثي السوري في لبنان فما زالت فصولها تتمثل أمامنا . يستطيع المتابع لهذه المسيرة العسيرة أن يسرد عدداً وافراً من تاريخ الشرق الأوسط العربي الحديث و في الجوار الذي قام و يقوم أهل السلطة فيه بتبني أو تغذية تلك الأفكار « قومية أو أممية » عابرة للأوطان ، و يترك في إثره الخراب و القتل و الإفلاس الذي حل بعدد من الدول بسبب تلك الأفكار الخارجة عن العصر . هذا الداء الذي وصفت يمارسه النظام الإيراني اليوم من خلال أذرعته المنتشرة في الجوار ، و يدفعها إلى الإعلان عن ازدراء الوطن ملتحقة بالتبعية له و الاشتباك المسلح أو السياسي بالمكونات الوطنية الأخرى و يغذيها بالمال و السلاح طلباً لذلك السراب الذي يمكن أن يتخيل ، و لكن يستحيل الوصول إليه . و تدفع الشعوب تكاليف عالية تتحملها إلى حد الجوع و الموت كما يحدث اليوم في لبنان أو اليمن أو العراق ، و يراد إلى ذلك السيناريو أن يتوسع من خلال الاستفادة من كل شق أو اخلاف في الساحات الوطنية أو العربية بين الجيران . الأمر ليس بتلك السهولة للتغلب على تلك المفاهيم أو تغيرها ، حيث رسخت لدى عدد واسع من الشرائح من دون توقف لنقد نتائجها الكارثية . فقط تصفح أي منهج تقوم مدارسنا بتدريسه و تحفيظه للطلاب سوف تجد غزو تلك المفاهيم و التباسها في معظم المناهج ، و يتشتت الولاء الوطني بين محلي و إقليمي ، بل و حتى عنصري . ربما الخروج من هذا المأزق الذي نحن فيه هو الانفتاح على تغيير تلك المفاهيم في فضائنا الثقافي ، و أولى خطوات التغير النظر إلى المكان الذي يحتضن الدولة الحديثة هو في الغالب آخر مكان تنظر إليه معظم السلط القائمة و دراسة تكوين الهوية الوطنية الجامعة ، و تلك لها أدوات أصبحت معروفة , كما النظر إلى مناهج التعليم و التي توفر أرضاً خصبة حتى اليوم لنمو و توسع تلك الأفكار «الشمولية»، و عند الحديث عن المناهج هي ليست المدونة في الكتب المدرسية ، بل هي المعلم و تدريبه ، و هي منبر الجامع , و هي شاشة التلفاز , و أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي التي تمتلئ اليوم بالغث و الضار . لعل الأمل أن ينشأ حوار بين المهتمين لزيارة نقدية لتك المفاهيم لأن في ذلك مصلحة جُلا لشعوب المنطقة . آخر الكلام : من الطبيعي أن تتعاون الدول بين بعضها لتعظيم المنافع المشتركة ، أما الإلحاق فينتج المقاومة .

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

أدوات الرقـابة :

الساعة الآن 04:56 PM